تقارير
حشود مسلحة.. من المستفيد من إثارة الفوضى في المهرة؟
في مشهد لافت، حاولت ميليشيا الحوثي تحقيق اختراق غير مباشر في محافظة المهرة، وذلك بإرسال عشرات من مسلحيها سلكوا طرق تهريب صحراوية بحجة القدوم لأداء واجب عزاء.
وأكد مسؤول محلي لقناة بلقيس أن مسلحين من محافظتي الجوف ومأرب، على متن نحو ثلاثين سيارة، وصلوا إلى مديرية شحن بمحافظة المهرة، تحت لافتة تقديم العزاء في وفاة والد مالك فندق من آل الزايدي.
وأشار المصدر إلى أن السلطات دفعت بتعزيزات عسكرية إلى مديرية شحن، ومنعت المسلحين من التقدم باتجاه مدينة الغيضة، عاصمة المحافظة، لافتًا إلى أن المسلحين انسحبوا نحو عشرين كيلومترًا من مدينة شحن المحاذية لسلطنة عمان.
في السياق، وجه قائد محور الغيضة العسكري اللواء الركن محسن مرصع قواته بالتصدي لأي تهديدات حوثية، بالتزامن مع توافد مسلحين حوثيين على خلفية اعتقال السلطات للشخصية القبلية الموالية للحوثيين، الشيخ محمد الزايدي.
وشدد اللواء الركن محسن مرصع على ضرورة التصدي بحزم لكل من يحاول الدخول إلى المهرة لزعزعة الأمن، وأكد أنه سيكون في مقدمة الصفوف لأجل ذلك.
- خلفية التوتر
يقول رئيس الدائرة السياسية في لجنة الاعتصام بالمهرة، سعيد عفري، إن في بداية الأمر، الشيخ الزايدي جاء من مأرب باتجاه سلطنة عمان، وتم القبض عليه في منفذ صرفيت، بحجة أنه لا يحمل الأوراق الثبوتية الرسمية، وكان يحمل جوازًا دبلوماسيًا.
وأضاف: هناك تحفظات من قبل الحكومة على أساس أنه سيتم التحقيق معه في هذا الجانب، وبعد ذلك حصلت بعض الإشكاليات وكلام من هنا وهناك، واشتباكات فيما بعد حصلت على خلفية هذا الموضوع.
وتابع: كان الشيخ الزايدي برفقته بعض الحراسة التابعين له، وكانت هناك قوة أمنية بقيادة الشهيد عبدالله ناصر، الذي استُشهد أثناء الاشتباك معهم، وهذا يعد فقدانًا كبيرًا للوطن بشكل عام.
وأردف: فيما بعد تدخل المشائخ من أبناء محافظة المهرة، وفي مقدمتهم الشيخ علي سالم الحريزي، رئيس لجنة الاعتصام السلمي بمحافظة المهرة، وفضّوا الاشتباك.
وزاد: الاشتباك كان بسبب أن الشيخ الزايدي رفض أن يسلم نفسه للجهات الأمنية، بينما الأمن أصر على إلقاء القبض عليه وتحويله إلى إدارة أمن المحافظة.
وقال: المشائخ تدخلوا وقالوا للشيخ الزايدي، بعد أن رفض تسليم نفسه، نحن سنكون معك حفاظًا على سلامتك.
وأضاف أن موقف لجنة اعتصام المهرة والشيخ علي الحريزي دائمًا يؤيد السلم والاستقرار في محافظة المهرة، وهم ينشدون الدولة اليمنية الواحدة، وليسوا مع أي جهات أخرى، سواء جماعات متطرفة أو سياسية أو حزبية.
تابع: لجنة الاعتصام مع النظام والقانون، لكن يجب أن تحدده ضوابط، فالمجتمع المهري مجتمع قبلي، لذا لا نحب أن يكون هناك صراع أو تزاحمات قبلية، خاصة أن هناك أفواجًا تتوافد من هنا وهناك، وقد تتطور المشكلة.
وأردف: نحن في لجنة اعتصام المهرة كنا نتمنى أن يعبر الشيخ محمد الزايدي عبور الكرام إلى سلطنة عمان، لا سيما أنه كما يقال يحمل أسرته وسافر لغرض العلاج، وإذا كان يحمل جوازات وإثباتات غير صحيحة، فمن المؤكد أن سلطنة عمان لن تسمح له بالدخول، وسيتم إعادته من المنفذ العماني.
- واجب قانوني
يقول الصحفي والمحلل السياسي عبد الرقيب الهدياني إن ما حدث في المهرة هو أن الجهات الحكومية قامت بواجباتها القانونية والشرعية أمام قيادي حوثي متورط ومثبت تورطه، وهو الشيخ محمد الزايدي.
وأضاف: هناك فيديوهات وهو يحشد إلى الجبهات، ويصطف ضمن جماعة انقلابية مقاتلة، ويدفع بالمقاتلين إلى الجبهات، ويهدد باجتياح مأرب.
وتابع: علينا أولًا أن نحدد الصيغة القانونية لهذا الشخص، ونحن نتحدث هنا عن قيادي حوثي مثبت بالأدلة والبراهين أنه مارس القتل وحرض على قتل اليمنيين، واصطف مع جماعة انقلبت على الدولة وأسقطتها، ومارست الحرابة ضد الشعب اليمني.
وأردف: على لجنة الاعتصام والشيخ علي الحريزي في المهرة، والذين رفعوا علم اليمن، ودائمًا قالوا إنهم مع الدولة، واصطفوا إلى جانب علمها الوطني، أن يحددوا اليوم الموقف الواضح تجاه هذه القضية، وإلا فإن أوراقًا كثيرة ستتساقط عن الجميع.
وزاد: اليوم، الدولة قامت بواجبها القانوني تجاه شخص خارج عن القانون، واصطف إلى جانب جماعة انقلابية، ومارس الخيانة العظمى بحق وطنه وشعبه.
وقال: هناك جهات ستحاول أن تغير مسار قضية ضبط هذا القيادي الحوثي الذي ساعد في قتل اليمنيين، وستجعل منها قضية أخرى لتفجير الموقف في محافظة المهرة الآمنة، لذا ينبغي على لجنة اعتصام المهرة أن تكون واضحة، وإلا فقد سقطت أوراق التوت عنها.
وأضاف: لا يجب علينا ونحن نرفض التدخلات السعودية أو التدخلات الإماراتية العابثة بأمن الوطن، أن نرهن المهرة لسلطنة عمان، وأن نجعل منها مسرحًا للعبث لسلطنة عمان وللحوثيين، فهذه ازدواجية مفضوحة، ولا يمكن أن تمر، ولا يقبلها اليمنيون.
وتابع: على الشيخ علي الحريزي، وعلى لجنة الاعتصام أن يحددوا موقفًا واضحًا؛ هل هم مع اليمن أو مع الحوثي وسلطنة عمان؟ هل هم مع المهرة وأبناء المهرة أو مع قتل العميد عبدالله ناصر وجعل محافظة المهرة ساحة صراع وتجاذب إقليمي وساحة تصفية حسابات للحوثي؟