تقارير
بسبب تأخّر الرسوم.. طلاب يتعرّضون لصدمات نفسية في مدارس بصنعاء
وجّهت معظم المدارس الأهلية في صنعاء لبعض طلابها إنذارات نهائية، ستمنعهم من خوض اختبارات نهاية الفصل الدراسي الثاني، كونهم لم يدفعوا ما تبقّى عليهم من رسوم دراسية؛ نظراً لاقتراب نهاية العام الحالي خلال الأيام القادمة.
وتكثّف المدارس الخاصة جهودها لتحصيل ما تبقّى لها من أقساط مالية، لدى بعض الطلاب الذين تأخّروا عن دفع ما تبقّى عليهم من رسوم، بسبب سوء أوضاعهم المعيشية.
ولي أمر الطالب "محمد هاشم". يقول لموقع "بلقيس": "المدرسة الأهلية. التي تقرأ فيها ابنتي، منعتها من الحضور، وأنذرتها من عدم دخول الامتحانات، لأننا ما قدرنا ندفع لهم بقية الرسوم، ظروفنا صعبة".
لم يتأخّر الطلاب عن دفع الرسوم بمحض إرادتهم، لكن حالتهم المعيشية التي تزداد سوءاً جعلتهم عُرضة للإنذارات المتكررة من مدارسهم، والحرمان من إتمام عامهم الدراسي.
الطالب "أيهم ناصر" يقول لموقع "بلقيس": "مُنعت من دخول الفصل أنا وبعض الطلاب، لأننا ما دفعنا بقية الأقساط التي علينا، حالة آبائنا غير متيسّرة حالياً، هذا هو السبب".
ـ التزامات
أربكت التعقيدات المعيشية الحالية بعض أولياء أمور الطلاب، وأصابتهم بالقصور الحقيقي عن مواجهة كثير من الالتزامات الأساسية، لعلّ أبرزها حالة العجز عن دفع بقية رسوم أبنائهم الدراسية، ما يدفع المدارس الخاصة إلى اتخاذ إجراءات عقابية بحق الطلاب الذين لم يدفعوا ما عليهم، متحججة بالالتزامات التي تدفعها، كرواتب المعلّمين وإيجارات مباني المدارس، إضافة إلى بعض الأمور الطارئة.
"فاتن معصار" -مديرة مدرسة "أوائل العلوم" الأهلية في صنعاء، تقول لموقع "بلقيس": "نضطر لتوقيف بعض الطلاب، لأنهم لم يسددوا ما تبقّى عليهم من رسوم للمدرسة، نحن في المدرسة علينا التزامات شهرية من مرتبات وإيجارات وغيره".
تتحمّل سلطة المليشيا الانقلابية المسؤولية الأخلاقية والتعليمية حيال ما يتعرّض له بعض الطلاب من سُوء التقدير، في ظل استمرار التدهور المعيشي لمعظم الطلاب وعوائلهم.
"منال حمود" -وكيلة مدرسة "القدس" الأهلية في صنعاء- تقول لموقع "بلقيس": "نعطيهم إنذارات مسبقة، وأحياناً يتم منعهم من دخول الاختبارات، لأن عدم دفع الرسوم يعرقل عمل المدرسة، كتأخير رواتب المعلّمات".
ـ تقويض نفسي
لم تراعِ غالبية المدارس الأهلية التأثيرات السلبية على نفسيات الطلاب، الذين لم يدفعوا بقية الرسوم، من خلال ما تقوم به، حيث يصاب بعضهم بعقدة مزمنة من التعليم، تمنعهم من الاستمرار مستقبلاً، نتيجة توقيفهم ومنعهم من الاختبارات أمام زملاء لهم، تكون أوضاعهم أكثر استقراراً.
"عُلا المطري" -أخصائية نفسية- تقول لموقع "بلقيس": "الطلاب الذين تعاقبهم مدارسهم الأهلية بالحرمان من الدراسة، أو تمنعهم من الاختبارات لأنهم ما دفعوا الرسوم، يصابون بأضرار نفسية ذات نتائج سلبية، بسبب جرح مشاعرهم أمام زملائهم، كونهم ما زالوا أطفالا، ما يؤدي إلى فشلهم"، معتبرة ذلك سلوكاً خاطئاً ومظهراً من مظاهر العنف ضد الأطفال، من مواقع يفترض بها أن تكون مراكز لمكافحة ظاهرة تعنيف الطفل.
والدة أحد الطلاب تقول لموقع "بلقيس": "المدارس الخاصة لا تعمل حسابا للظروف، ما يراعون حساسية الطلاب، ابني رجع للبيت وهو يبكي بحالة، بعت الأخراص من شأن أسدد المدرسة".
ـ أعباء إضافية
ساهمت مليشيا الحوثي الانقلابية في مضاعفة أعباء التعليم الأهلي على أولياء الأمور، في مناطق سيطرتها بما فيها العاصمة صنعاء، بالنظر إلى نظام الجباية المفروض على قطاع التعليم الأهلي من قبلها، نظراً للزيادة في أسعار الرسوم الدراسية عن كل الصفوف بنسبة 30% عن رسوم كل طالب خلال الأعوام السابقة، وفقاً للائحة الصادرة عن الحوثيين مطلع العام الدراسي الحالي، والخاصة بتنظيم أسعار الرسوم الدراسية لكافة الصفوف في المدارس الأهلية بمختلف أقسامها، ومستوى جودتها.
الأمر الذي شكا منه بعض مدراء المدارس الأهلية في صنعاء، بقولهم لموقع "بلقيس": "الرسوم الدراسية لكل طالب زادت عن العام السابق بنسبة كبيرة، استلموها مننا بداية العام، نحن لم نضغط على الطلاب، إلا بسبب الجباية التي نتعرّض لها، ونحن مجبرون على ذلك".
ويعتبر الحوثيون سبباً أساسياً فيما يتعرّض له بعض طلاب المدارس الأهلية، من عسف من قِبل مدارسهم، لعجزهم المادي، إما لسوء أوضاعهم المعيشية، أو نتيجة التكاليف الزائدة في الرسوم، التي تستفيد منها مليشيا الحوثي.
ولي أمر الطالب "معين ظافر" يقول لموقع "بلقيس": "هذا العام المدارس رفعت الرسوم قوي، الحوثي يشتي نصيبه من الرسوم، والمدارس تضغط على أولياء الأمور، وإلا تعاقب الطلاب".