تقارير
احتجاجات غاضبة في المكلا.. حضرموت إلى أين؟
في ظل صيف ساخن يعيشه المواطنون في جميع المحافظات اليمنية، خرج محتجون في مدينة المكلا بحضرموت، تنديدا بغياب الخدمات الأساسية.
المتظاهرون الغاضبون في المكلا، الذين يحتجون على انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، اقتحموا ديوان المحافظة، وقطعوا الشوارع الرئيسية في المدينة، واوقفوا حركة المرور في عدد من المناطق.
وطالب المحتجون الجهات المختصة، باتخاذ إجراءات فورية، لتحسين الخدمات وتخفيف معاناة السكان، مؤكدين أن التصعيد سيستمر، ما لم يتم وضع حلول ملموسة تنهي هذه الأزمة المتفاقمة.
الأزمة ليست جديدة، لكن الاحتقان بلغ ذروته، والسؤال يطرح من جديد من يعطل وصول الوقود؟ وهل السلطة المحلية قادرة على حل الأزمة، أم أن الشارع ماضٍ في تصعيده حتى النهاية؟
غضب شعبي متوقع
يقول رئيس مركز المعرفة للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، عمر باجردانة، كلنا تابعنا اليوم باهتمام شديد ما حدث من احتجاجات في مدينة المكلا، وشللا شبه تام في الحياة والمرافق الخدمية والمكتب التنفيذي، وما قام به المحتجون من اقتحام لديوان المحافظة، وانتشار هذه الاحتجاجات على رقعة واسعة في مدينة المكلا.
وأضاف: تأتي هذه الاحتجاجات كردة فعل طبيعية، نتيجة للفشل الذريع الذي تميزت به السلطة المحلية، والشرعية بشكل عام، في التعامل مع ملف الكهرباء تحديدا، ومع كل الملفات المتعلقة بالخدمات.
وتابع: هذا الغضب متوقع عندما الشعب في حضرموت يعاني الأمرين، من خلال هذه الأزمات المتكررة والمفتعلة بشكل مستمر، والتي تضيق الخناق يوما بعد يوم على حياته، المعيشية في ظل تبرير وعجز من قبل الحكومة الشرعية والسلطة المحلية والجهات المسؤولة في البلد، عن القيام بواجبها و تخفيف الأعباء التي أثقلت كاهل المواطن.
وأردف: اليوم البلد كلها تعاني من أزمات كهرباء ومياه واقتصاد وعملة، فما الذي ننتظره من الشعب، ومساحة الحياة في محيطه بدأت تضيق عليه شيئا فشيئا؟
طرف ثالث
يقول الصحفي صبري بن مخاشن، السلطة المحلية لم تعلن بأن حلف قبائل حضرموت يمنع خروج الديزل، كما يقول البعض، يبدو أن هناك طرف ثالث يحاول إقحام الحلف أو ضرب السلطة والحلف معا، من خلال هذه الاتهامات، هذا أمر مرفوض.
وأضاف: الكهرباء في وادي حضرموت ماشيه موجوده والديزل ينزل ويسمح بمروره والكهرباء يعني في أحسن أحوالها، لم أقل هي أفضل، وإنما هي في أحسن أحوالها.
وتابع: بالنسبة للساحل، هناك كما يبدو أنه منذ يوم الجمعة، عجز كما قال مدير عام الكهرباء بنفسه، بأن هناك احتياج إلى 400 ميجا، ونحن نعمل ب 150 ميجا، أي العجز أكثر من ثلثين.
وأردف: هناك أيضا قطاعات وشركات تطالب بمستحقات، هناك سلطة غائبة عن إيجاد الحلول، أما حلف قبائل حضرموت لم يمنع مرور الوقود، ومنذ عام وهو يتحكم بمرور الديزل والمازوت، ولم يمنعه يوما.
وزاد: هناك نقاط لحلف قبائل حضرموت تمنع خروج الديزل التجاري، الذي ينهب باسم المشاريع التنموية، لأنه لا يذهب الى مصارفه الحقيقية.
وقال: هناك مليون و200 ألف لتر تنتج يوميا، من شركة بترومسيلة من الديزل، ويذهب لشركة النفط حوالي 750 إلى 900 ألف لتر مع الوادي، وهناك 400 ألف لتر غائبة، لا يعلم ولا يستطيع أحد إلى الآن الإجابة أين تذهب 400 ألف لتر يوميا؟
وأضاف: كيف يمكن أن نرى هذا الفساد الوقح بمليارات الريالات بين حضرموت، وأن نسمح بمرور مثل هذا؟