مقالات

"وقعنا في الفخ".. ماهو التالي؟

20/02/2023, 15:30:41

قبل سنوات، كانت الإجابة عن هذا السؤال: ماذا سيحدث في اليمن؟ أقل تعقيدا من الآن. لكن الحرب، المستمرة منذ ٨ سنوات، خلقت تعقيدات جديدة وكبيرة.

مضت سنة تقريبا على إعلان أول هدنة أممية لوقف الحرب، ولم يتغيَّر حال اليمنيين إلى الأفضل، بل مع الوقت تنفد طاقاتهم وحياتهم في معاناة يومية بحثا عن الحاجات الأساسية.

كانت الهدنة وسيلة مناسبة لخفض التصعيد بين قادة الحرب الأساسيين، ونعني بهم مليشيا الحوثي وتحالف السعودية والإمارات.

هذه الصورة تبدو مثالية للمجتمع الدولي الذي يتغنَّى بشكل مستمر بخفض كلفة التهديد، خاصة مع توقف الغارات الجوية والصواريخ العابرة للحدود، لكنها لا تحمي المدنيين اليمنيين من القتل والألغام والنزوح وانعدام الرواتب ومصادر الرزق.

كما أن الحل السياسي لا يزال بعيدا جدا، ولا توجد مؤشرات لنفاذ صفقة سياسية مناسبة بين مختلف الأطراف.
الوضع معقد للغاية في ظل بقاء المشهد المحلي نهبا لسلطات متعددة، وفي حوزتها موارد متراكمة من الحرب.

لايزال لدينا مليشيا الحوثي في الشمال وقوات الانتقالي في المحافظات الجنوبية وطارق صالح في الساحل الغربي وقوات الحكومة في مأرب وتعز، ويقف وراء هؤلاء نافذون إقليميون ودوليون بأجندات متعددة ومتضاربة.
يعد الحوثي الطرف الجامح بين كل هؤلاء، ولا يمكن أن يقدم تنازلات في سبيل البحث عن صيغة مثلى للحل السياسي.

مقابل كل التنازلات والامتيازات التي حصل عليها بما فيها ميناء الحديدة والتفاوض حاليا على صرف رواتب منتظمة لمقاتليه؛ لا يزال يهدد بالتصعيد.

ميزة خصوم الحوثي ومصدر قوتهم هي في كراهيته، ولديهم قوات عسكرية قادرة على المواجهة حتى بدون التغطية الجوية للتحالف، إلا أنها قوات متصارعة ومتشاكسة فيما بينها، كما أنها لم تختبر في معركة حقيقية مع الحوثي، ولديها مشكلة أساسية في مصدر القرار.

هذه القوات لا تستطيع أن تذهب أبعد مما تريده الرياض وأبو ظبي، علاوة على خوضها معارك بينية للسيطرة على المحافظات الجنوبية.

ليس من المستبعد أن يتجدد هذا النزاع في المستقبل بصورة أعنف، مفسحا المجال لمليشيا الحوثي كي تتمدد على تلك المحافظات وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة وقوات طارق صالح.

من الواضح أن الوتيرة الحالية هي السائدة والمفضلة لدى دول الإقليم والمجتمع الدولي المعني بخفض كلفة الحرب في اليمن من خلال الاستمرار في جهود إحياء الهدنة.
ومن سوء حظ اليمنيين أن حالتهم الإنسانية غير مرئية في عالم اليوم، في ظل الانشغال بمهددات ومصالح اقتصادية مختلفة.

علينا أن نتحرر من وهم موقعنا الإستراتيجي المهم، أو الانتظار كي ينظر إلينا العالم بعين الرحمة والشفقة والإنسانية.

بات واضحا أننا وقعنا في فخ "اللا حرب واللا سلام"، لا حرب ناجزة ولا سلام دائم، وسيمكث البلد فيه لسنوات أخرى، وهي من أخطر مراحل المعاناة الإنسانية لليمنيين الذين يهلكهم الجوع والأزمات الصحية والمعيشية اليومية أكثر من قذائف وألغام مليشيا الحوثي.

مقالات

غزَّة أولاً

حرب الإبادة على غزة، وصمود شعبها، فيه تقرير مصير أمَّتِنَا العربية، ومستقبل سيادتها على أرضها.

مقالات

"خطوة إلى الأمام خطوتان إلى الوراء" (2)

في أول اجتماعٍ حزبي كنا خمسة أو ستة أعضاء، ولم يكن بينهم أحد من قريتي، لكن خوفي كان قد تبخّر، وكان المسؤول الحزبي شخصاً في غاية اللطف، يقول كلامًا بسيطًا عن الظلم والعدالة وعن الحزب، وكنت قد بدأت أستلطفه.

مقالات

الحوثي.. وحشية بلا هوادة تفتت النسيج اليمني

لم يعد بيننا وبين الحوثي مساحة يمكن البناء عليها. لا رابط نقي يمكن ترميمه، ولا أرضية أخلاقية تصلح لحوار. ما فعله بهذه البلاد تجاوز حدود الخلاف، هوى بها إلى درك من الوحشية والتفكك، مزّق النسيج الاجتماعي، وحوّل الروابط إلى رماد. ارتكب مجازر لم توثقها كل الكاميرات، وقتل الآلاف بدم بارد. مارس انتهاك الكرامات، وسحق الحقوق، وزرع الخوف داخل كل بيت. من السجون خرجت صرخات لا تجد من يصغي، ومن البيوت خرج الناجون بلا ذاكرة، محملين بألم لا يُحتمل. لا يمكن توصيف الحوثي كجماعة مسلحة فقط، هو منظومة متكاملة لصناعة الرعب.

مقالات

فؤاد الحِميري: فبراير الذي لا يموت

عندما تتأمل قصائد وكتابات وأشعار فقيد الوطن وأديب فبراير، الأستاذ الثائر فؤاد الحِميري، تجد أنها جميعًا تصب في ينابيع مبادئ الحرية والكرامة ومقاومة الظلم. هذه المبادئ هي ذاتها الأهداف السامية لثورة 11 فبراير، ثورة الشباب السلمية اليمنية، التي كان الحِميري أحد أبرز شبابها وشاعرها الملهم.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.