مقالات

عندما ينتحر المثقف

11/09/2023, 08:16:31

على مرِّ التاريخ، انتحر عديد من الأدباء والمفكرين والعلماء والفنانين وسواهم من المثقفين والمبدعين في شتى بلاد الشرق والغرب؛ احتجاجاً أو إحباطاً أو تعبيراً عن موقفٍ ما تجاه سوءات المجتمع أو سقطات الفكر أو أحقاد البشر، أو سواها من حالات شواذ الفكرة، أو شُذَّاذ الأفق.

ففي ربيع 1930، أطلق الشاعر الروسي الفذ فلاديمير ماياكوفيسكي رصاصة في قلبه - ولم يكن قد بلغ من العمر سوى 37 سنة - مقهوراً بالغ القهر من الدولة التي فسدت، ومن الحبيبة التي غدرت. وحين انتحر وجدوا جوار جثته رسالة خطَّها بيده، يطلب فيها عدم اتهام أحد بمصيره المأساوي، ويوصي رفاقه بأفراد أسرته خيراً. كما وجدوا مع الرسالة آخر مسوّدة قصيدة كتبها، ولم تكن قد اكتملت بعد، وكانت سطورها تنضح بالمرارة، وتكتظ بالآلام من مصائب الحياة، وويلات السلطة على السواء.


وفي ربيع 1941، نهش الاكتئاب روح الروائية الإنكليزية الرائعة فرجينيا وولف (59 سنة)، بعد أن تعاقب الموتى من أهلها وأصدقائها خلال زمن قصير، ثم دمَّرت القاذفات النازية منزلها الجميل في لندن، فألقت بنفسها في النهر بعد أن أرتدت معطفاً ملأته بالحجارة ليثقل فيسهل غرقها، إذْ لم تصعد من النهر إلاَّ جثة هامدة.


وفي صيف 1961، أطلق الكاتب العظيم ارنست هيمنجواي رصاصة على دماغه من فتحة فمه لينهي 62 عاماً من حياة حافلة بالمغامرات والملاحم في الحياة والأدب معاً. وكان هيمنجواي قد عانى من اضطرابات نفسية حادة بلغت حداً خطيراً من الاكتئاب يستعصي على العلاج.


وفي شتاء 1970، قرَّر الروائي والفنان الياباني العبقري يوكيو ميشيما - ذو الـ45 عاماً - إنهاء حياته على طريقة فرسان الساموراي المعروفة بالسيبوكو بأن غرز السيف في بطنه حتى لفظ آخر أنفاسه. وكان قبلها بأشهر قليلة قال، في حديث صحافي: "أشعر باحباط شديد تجاه ما يحدث من حولي".


أما الشاعر العربي الكبير خليل حاوي (63 سنة) فقد فجَّر رأسه برصاصة في صيف 1981 على إثر الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، إذْ لم يحتمل رؤية هذا المنظر وجهاً لوجه.


وغير هؤلاء وقبلهم وبعدهم انتحر مبدعون ومفكرون ومثقفون في بلاد مختلفة وأزمنة مختلفة، وتحت وطأة ظروف وأسباب مختلفة، غير أنها جميعها لم تكن تشذ عن دوائر الرفض أو الاحتجاج، ومربعات القهر والإحباط، بعد أن أصابهم الاكتئاب أو الانهيار في مقتل. ولا أظن هذه الظاهرة ستنتهي يوماً مادامت أسبابها مستمرة بل ومتكالبة في تنوعها وتشظّيها!

وفي هذي البلاد - منذ اندلاع هذي الحرب - انتحر كثيرون، بينهم مثقفون، ولكنهم قليلون.
فلماذا هم قليلون المثقفون والمبدعون الذين ينتحرون..؟

ولماذا هم كثيرون الذين يهاجرون؟
ولماذا..؟

مقالات

دستور طارق!

ربما ليس علينا الآن تذكير اليمنيين بطارق صالح، مدرب قناصة الحوثي والقائد الميداني ذي الوجه الشاحب الذي كان يقاتل، بإخلاص، كتفاً بكتف مع مجرم الحرب أبو علي الحاكم تحت قيادة عبدالملك الحوثي.

مقالات

وسائل التواصل الاجتماعي .. كيف شوَّهت صورة اليمن أمام العالم؟

بعد أن لم يعد لدى اليمن برلمانٌ واحدٌ ينعقد بانتظامٍ لمناقشة أحوال البلاد وقضاياها المصيرية، ولا صحافة تتمتع بقدرٍ معقولٍ من الحرية والاستقلالية، لا بأس من أن تصبح بعض المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي ساحةً لتناول تلك المسائل والهموم.

مقالات

طارق صالح: من عبء على الحوثي إلى عبء على الشرعية

حين استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء عام 2014، بدت الحاجة إلى أدوات صالح العسكرية والبيروقراطية ضرورة مرحلية. كان كمن يفتح لهم أبواب القلعة التي سيتحول لاحقًا إلى أسير داخلها. بقيت الحاجة لصالح إلى أن نجحت العصابة الحوثية في تجريده من أوراقه، وإلحاق أدواته بها، وإعادة تكييف أتباعه داخل الجهاز الإداري والعسكري للدولة، وربط مصالحهم بها مباشرة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.