مقالات

صنعاء - أدِّيس ( قطرتان )

27/08/2023, 05:38:55

1 - لا أظن أحداً قضى عمره - أو ردحاً منه - في صنعاء، في إمكانه أن يعشوشب ذهناً وفضاء مع أعمال أرنست هيمنجواى أو حنَّا مينا. فصنعاء جبل بلا بحر، ورصيف بلا ميناء. بَيْدَ أن المرء في عدن - مثالاَ - أو الحُديدة أو المُكلاَّ، لقادر على أن يعيش أجواء تلكم الروايات التي نسجها هذان الروائيان من رمال الشاطئ وأصدافه، وزَبَد البحر وأمواجه، وصدى العاصفة ينشقّ في قلب المحيط الهادر عن عروس أُسطورية تنام على ضفافه الدافئة، مزدحمة برنين الذكريات وأنين الصواري وحنين العذارى.

سئمتُ الإقامة في صنعاء من دون بحر.

سئمتُ القراءة في صنعاء من دون موج.

سئمتُ الكتابة في صنعاء من دون هدير.

فما أشدَّ شوقي - يا صنعاء - لصيرة وجولد مور والغدير!

أريد أن أصطاد فكرة، لا محارة.

أريد أن أبني نصَّاً، لا عمارة.

أريد أن أتسلَّق غصن زيتون أو ريحان أو جُلّنار.. في مدينة ينبت القات في أحجارها، وتُثمر في أشجارها عناقيد القار!

لا لبلاب في البحر يتمطّى، ولا نيون.

وفي صنعاء استشرت ديدان النايلون، على أغصان البرتقال والليمون!

أشتهي أن أُصلِّي صلاةً بَحْرية.. أحُجُّ إلى شاطئ لازوردي.. أطوف بساحل العشق الأبدي.. وأعود مُبللاً كعصفور الندى.. مُكللاً بالحريق والمطر.. ومُظللاً بالعواصف والخطر.

فأعطني يا صديقي بحراً، أُصلِّي لصنعاء دهراً.

إعطني صَدَفة أُوشوشها وأنفخ فيها صور العشق الأعظم.

فمن دون صَدَفة واحدة، ومن دون حبة رمل، ومن دون زَبَد يرغي في فمي، أرى صنعاء جهنم.

دَبَّ الجدب فيَّ، واستشرى القحط الأرقم.

وناءت بكلكلي صخور الوادي اللاهث إلى قطرة ماء، من زمزمية كانت أو زمزم.

2 -

هنا،

حيثُ نامت بلقيسُ

على حَجَر الخُـــرافه.

وانهمرتْ بهاراً

من رماد الرقص

واندلقتْ قهوةً

لم يبقَ منها

غيرُ السُّـــلافه.

هنا،

- في أديِّس 

يا برديس -

حيث ديك الحَبَش

أنتشى.. وانتفش

والخُلاسيةُ تحسو ما تبقَّى 

من "عَرَقٍ"

على شفـــاهي

ومن أَرَقٍ

تَمَوسقَ في مياهي 

ومن تباشـــير الغَبَش.

مقالات

دستور طارق!

ربما ليس علينا الآن تذكير اليمنيين بطارق صالح، مدرب قناصة الحوثي والقائد الميداني ذي الوجه الشاحب الذي كان يقاتل، بإخلاص، كتفاً بكتف مع مجرم الحرب أبو علي الحاكم تحت قيادة عبدالملك الحوثي.

مقالات

وسائل التواصل الاجتماعي .. كيف شوَّهت صورة اليمن أمام العالم؟

بعد أن لم يعد لدى اليمن برلمانٌ واحدٌ ينعقد بانتظامٍ لمناقشة أحوال البلاد وقضاياها المصيرية، ولا صحافة تتمتع بقدرٍ معقولٍ من الحرية والاستقلالية، لا بأس من أن تصبح بعض المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي ساحةً لتناول تلك المسائل والهموم.

مقالات

طارق صالح: من عبء على الحوثي إلى عبء على الشرعية

حين استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء عام 2014، بدت الحاجة إلى أدوات صالح العسكرية والبيروقراطية ضرورة مرحلية. كان كمن يفتح لهم أبواب القلعة التي سيتحول لاحقًا إلى أسير داخلها. بقيت الحاجة لصالح إلى أن نجحت العصابة الحوثية في تجريده من أوراقه، وإلحاق أدواته بها، وإعادة تكييف أتباعه داخل الجهاز الإداري والعسكري للدولة، وربط مصالحهم بها مباشرة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.