مقالات

حرب اللا مفر

30/09/2024, 16:29:47

مضت أكثر من عشر سنوات، وقيادة الشرعية ومجتمع الإقليم، ومعه دول عالمية كبرى، يخطبون ود جماعة مارقة مهووسة بالدم والانتهاكات.

حان الوقت لتجريب وسائل أخرى. في كل وقت، كانت الجماعة تقدّم دلائل يومية على الطريق الذي سلكته والفكر السلالي الذي خلفته لقطعانها؛ لذا تبدو أية دعوة للسلام موجهة لها فاقدة للحصافة والمنطق، مهما بدت مغلفة باعتبارات وإيماءات النظر إلى المشهد الإقليمي السيئ.

المليشيا لا تعرف لغة مثل هذه، ولا تحمل بذرة سلام في كافة تفاصيل تكوينها، كما لا يوجد في قاموسها سوى لغة البجاحة والقوة.

يدرك الحوثيون أن قيمة وجودهم وتوسعهم اعتمد على منهج القوة المفرطة والقمع الممنهج للمعارضين، ولهذا يدركون جيدا أن لا حاضنة شعبية تحتويهم، سوى جغرافيا صغيرة ومنعزلة في بعض مناطق شمال الشمال.

خلال الأيام الماضية، دللت الاحتفالات الشعبية غير المسبوقة بذكرى ثورة ٢٦ سبتمبر، مثل كل مرة، على هذا المنحى والحقيقة.

ثمة شيء آخر ويقين مدرك أن النتائج في مناطق السيطرة، والمحكومة بالحديد والنار، مريعة وقابلة للانفجار في أي لحظة، وأن الصمت ثمنه لغة أخرى غير التنمية والخبز.

جماعة ليس لها بُعد نظر خارج سياقها، ولهذا، لا يبدو أن ما حدث لحزب الله مثال جيد ولا مؤشر للقياس.

كان الحزب جيبا خالصا لطهران، لكنه لم يستمع للنصائح المقدمة له على مدى عقود، لكي يكون لبنانيا وجبهة للمقاومة، مفضلا السير حتى النهاية في فلك إيران.

البذرة الحوثية مختلفة، ومؤسسة قبل وجود حزب الله وإيران ذاتها، وهي قائمة على العنف والحروب، ولم تكن يوما جبهة إيرانية متقدمة.

لقد توسعت البذرة الخبيثة والكامنة في لحظات غدر ومؤامرات ومكايدات نخب عديمة النظر.

أية خطورة وتداعيات في المشهد الإقليمي، مهما بدت نتائجها مأساوية، لن تؤخذ كعظة واعتبار لتغيير منهج القوة والقمع.

الواقع أننا تأخرنا كثيرا في اغتنام الفرص العديدة لمواجهة هذه الجماعة، ومنع توغلها في حياتنا، ونحن إذ نفعل ذلك لا يزال البعض منا يقدم تصورات غير واقعية عن إمكانية جنوحها للسلام والتوافق.

منذ اللحظة الأولى في دماج، كانت المواجهة تقتضي تفعيل الردع العسكري، خاصة وهناك مؤتمر وطني جامع برعاية أممية.

شارك الرئيس السابق هادي وقيادات عسكرية وسياسية وازنة في تخدير الصف الوطني بعبارات مطاطية عن سيف السلم في المواجهة، وعن ترك المليشيا تأخذ انتفاشتها كحالة طبيعية، ومن ثم جبرها بإلزامية نتائج مؤتمر الحوار.

للأسف، النتائج كما ترونها الآن، فكل المؤشرات تؤكد أننا أمام مواجهة مكلفة وإجبارية طال الزمان أو قصر، لكنها حرب اللامفر.

قد نحتاج إلى جهود دبلوماسية، أو وقت آخر لنضوج ظروف متغيرة، تقبل بالدعم والمساندة.

وربما لسنا بحاجة إلى أكثر من تحييد مساحة المواجهة على الأقل، بعد أن كانت جهات إقليمية ودولية قاطرة المؤامرة لبلوغنا هذه اللحظات.

نقدّر أيضا جيدا أن اللحظة ناضجة بما فيه الكفاية، وبالذات أن الجماعة الغاشمة تقدم شبه أسبوعيا شواهد ودلائل لمخاطر بقائها قنبلة موقوتة لتهديد دول الجوار والملاحة الدولية.

مؤسف أن نصل إلى هذه النتيجة المحتمة في بلد يعاني من الحروب والأزمات، لكنها كما قلنا "حرب اللا مفر"، أمام جماعة شر محض واستنفدت كل طرق الخير والسلام.

مقالات

الحرب والسلام في اليمن.. من يضع النهاية الأخيرة للصراع؟

في حراكٍ سياسيٍ لليمنيين، ملحوظٍ في أكثر من عاصمةٍ عربية وغربية، لما بقي من الدولة، والقوى والنخب السياسية المبعثرة في الداخل والشتات، يسعى البعض إلى استغلال الضغط الهائل الذي وفرته الحملة العسكرية الأمريكية على "جماعة الحوثيين" أملاً في إقناعها بالتخلي عن تحالفها مع إيران، والقبول بالعودة إلى الداخل

مقالات

أحمد قايد الصايدي كعالم ومفكر

الدكتور أحمد قايد الصايدي رجلٌ عصامي، بنى نفسَه بناءً مُحكَمًا ومتينًا. منذ الصبا رحل من قريته (البرحي)؛ إحدى قرى عزلة بيت الصايدي بمحافظة إب، التي تلقى فيها تعليمَه الأولي، ثم رحل عنها بداية العام 1954 إلى المستعمرة عدن، ودرس فيها تعليمه الأساسي، الابتدائي والإعدادي، وواصل تعليمَه الثانوي في مصر وسوريا بداية الستينيات.

مقالات

صوت أمل.. لا يُطفئه الزمن

تختزل الفنانة أمل كعدل الفكرة الأعمق حول الفن بكلمات بسيطة وتلقائية. لا تترك لك شيئاً لتقوله ، أكثر مما لمسته بخفة أنيقة، وكأنها تلخص جوهر الفن وفكرته الرفيعة:

مقالات

مجلس القيادة الرئاسي والأسئلة التاريخية (3/2)

السبب الثالث: نستطيع القول إنه إذا كان مجلس القيادة الرئاسي قد تشكل من أغلبية أعضاء كانوا يقفون في الواقع على رأس تشكيلات عسكرية في المناطق المحسوبة على الشرعية، ضف إلى ذلك أنه احتوى مجلس القيادة على عضوية طارق وعيدروس، اللذين كانا يمارسان فعلهما السياسي والعسكري خارج سلطة الرئيس هادي، ثم أصبحا - على إثر مؤتمر الرياض - عضوين في مجلس القيادة الرئاسي، الذي أصبح رأس سلطة الشرعية المعترف بها دوليًا.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.