مقالات

إنفلونزا حادة

13/08/2024, 09:08:08

كان العرب يضعون الكتاب في مرتبة رفيعة من الاهتمام والتوقير.. حتى جاء عصر صار فيه العربي إذا شرع في دخول المستراح، أخذ معه كتاباً للمؤانسة.. ثم بعد أن يشد ذراع السيفون، ينسى الكتاب هناك.

ومع تواتر الأيام وتعاقب الأجيال، صارت الكُتب تملأ المراحيض.. أو صارت الأخيرة معارض دائمة للكتاب!

حدث يوماً أن الأخ علي سأل الأستاذ عبدالباري طاهر: من هو المثقف؟

وبرغم أن الأخ علي سأل متساخراً، إلاَّ أن صاحبي الأكثر سخرية من الجاحظ ردَّ عليه ببرود أعصاب، وبسخرية تأخذ بالألباب: هو الذي لا يجيد القراءة ولا الكتابة!

والحق أن المثقف أحياناً - ومن وجهة نظري - قد يجيد الكتابة، لكنه لا يجيد القراءة.

وأعرف بعض المثقفين لم يقرأوا في حياتهم كتاباً سوى دليل الهاتف!

ولعلّ ذلك من دواعي سخرية عيال السوق من المثقفين، فإذا أراد أحدهم إطلاق شتيمة مقذعة - من وجهة نظره - نحو أحدهم، وصفه بالمثقف!

الأدهى حين تكون الثقافة مثلبة في نظر بعض قادة الدول والأحزاب التي تعج بالمثقفين الأصلاء.. وهنا تتجلّى الحقيقة المؤلمة في أن تحيا وتعمل تحت قيادة أرباع المتعلمين وأثمان المثقفين..

أما الأميُّون فقد وجدتهم - في أحايين كثيرة - مثقفين بحق.

في 1979، استعرت أزمة سياسية بين رفاق النضال والسلطة في عدن، واتجهت السهام نحو عنق عبدالفتاح إسماعيل، وبالضرورة نحو المُقربين منه من الرفاق.

يومها كان خصوم فتاح ينتقدون نزوعه الجامح إلى الثقافة والأدب والكتاب، وأنه يهدر وقته مع المثقفين والأدباء والكُتَّاب.. ولم يهدأ لهؤلاء بال إلاَّ بعد أن أزاحوه عن قيادة الحزب والدولة في 1980.

والحال لازالت هي الحال، لذا ستظل جذور الأزمة ومظاهرها هي ذاتها منذ القدم.

وعليك - صديقي العزيز - أن تتأمل البيئة جيداً، فإذا وجدت النهيق يستشري عبر موجات الأثير، فاعلم أن فيروساً قد أصاب البلابل بإنفلونزا حادة!

مقالات

وماذا بعد أيّها اليمن العنقاء!

لم تَعُدْ كلُّ الكتابات السياسية، والتحليلات، والتنبؤات، ونشرات الأخبار، والتقارير، وهلمَّ جرًّا، تعني شيئًا لليمن المتشظِّي، المفتَّت، والمقسَّم، والممزَّق بين ميليشيات باغية في كل زواياه، وجباله، وسواحله الممتدّة.

مقالات

"أسوأ من الموت بغارة جوية"

"الجائحة الحوثية باقية وتتمدد"، هذا ما صرَّح به الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ضمنيا حول وقف الغارات الجوية على مواقعهم مقابل عدم استهدافهم السفن في البحر الأحمر.

مقالات

عندما ترتجف المليشيا من فنان!

لا شيء يُرعب الطغاة كصوت الفن، ولا شيء يُعري القبح السلطوي كجمال النغمة الصادقة. الفن ليس ترفًا، ولا مجرد وسيلة للتسلية في حياة الشعوب. الفن، بمعناه الحقيقي، وعيٌ جمالي عميق، وحسٌّ تاريخي يتجلّى في أوضح صوره حين تُعزف الحقيقة في وجه الكذب. ينبثق كثورةٍ معنوية عندما تُغنّى الحرية في مسرح السلاسل. الفن، بمجمله، هو حين يُرتّل الوطن في زمن الملكية السلالية!

مقالات

أبو الروتي (33)

كانت غرفتي في سقف الفُرن تضم مكتبتي الصغيرة، وكان أجمل ما فيها راديو كروي الشكل لم أعد أذكر كيف حصلت عليه

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.