مقالات

انحطاط الكلمة

08/01/2023, 08:45:52

الجهل هو أساس كل أنواع الانحطاط على الإطلاق،

حتى انحطاط المتعلّمين وأشباه المثقفين..

هذا رأيي. 

نظّم أحد أجدادنا -ويُعتقَد أنه أبو دلف العجلي- قائلاً: "إذا لم تصُنْ عرضاً ولم تخشَ خالقاً وتستحِ مخلوقاً.. فما شئتَ فاصنعِ".

والسفه ضرب من الجهل فادح. فما تبدّت وقاحة ولا تجلّت سفاهة، إلاَّ وكانت الجهالة منبتها ومنبعها ومذراها ومرواها. فالجهل أُسُّ البلاء كله، ولولاه لاستطاب كل عيش ودين وخُلُق وفعل وقول وصُحبة.

قال صاحب المعلقة الأشهر عمرو بن كلثوم:

"ألا لا يجهلن أحدٌ علينا

                  فنجهل فوق جهل الجاهلينا".

والحياء من شيم وقيم المرء السويّ، ناهيك عمن يرى نفسه مسلماً صحيحاً أو مؤمناً حقاً. أما من لا حياء له فلا دين له، كما أكد الأولون.

قال أبو موسى الأشعري: "إني لأدخل البيت المظلم أغتسل فيه من جنابة، فأُحني صُلبي حياءً من ربي".

إن الدعوة إلى مكارم الأخلاق هي الجامع المشترك في كل الرسالات العقائدية والاجتماعية والقيمية، التي سَرَتْ في جميع الأمم والمجتمعات.

قال أحمد شوقي:

"وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإنْ همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا".

وقد بحّت الأصوات وصلبت الحناجر، وفينا من يصرخ بأن الأخلاق قد فسدت في هذه البلاد، وشرّ ما فسد منها أخلاق أهل القلم والكلمة. وكلما صرخنا قالوا: اخرجوا من البلاد!

وقد بلغ الأمر بالناجين من شرّ الفساد من أهل القلم والكلمة في هذي البلاد أنهم باتوا عرضة لهذا المصير المحزن أو ذاك.. فإمّا عُزل الواحد منهم، وإمّا سُوئل.. وإمّا به قد نُكّل، وإمّا لعمري قُتِل. وواقع الحال اليوم شاهد على حقيقة هذا المشهد!

وإننا لنجد السفه مجسداً في كل لحظة، في عديد صحف ومواقع إعلامية، على هيئة أخبار ومعلومات وصور زائفة أو شائهة أو متخيّلة على ما صار يُعرف اليوم بالفبركة التقنية أو الـ"فوتوشوب". وهي أفعال وأقوال دخيلة على الصحافة الحرة والإعلام المسؤول، تبعث على السخرية وتدعو إلى الأسى في آن.

ومما يؤسف له أيضاً في هذا المشهد الأسود، أن جزءاً كبيراً من أدوات وقنوات ووسائل ووسائط العمل الإعلامي أو الوظيفة الإجتماعية للصحافة صارت مجرد سكاكين تنهش في لحم الناس، وتنتهك أعراضهم بصورة بالغة الإيغال في الانحطاط.

لقد تدهور القلم وتدهورت الكلمة وتدهورت العدسة من رسالة إلى مهنة، ثم تدحرجت من مهنة إلى وظيفة، ثم انحطّت من وظيفة إلى وسيلة ارتزاق رخيص ومجرد لقمة مغمّسة بأنتن أصناف القذارة!

مقالات

رحلتي الجهنمية إلى عدن - ٢- (سيرة ذاتية -٢١-)

عند وصولنا آخر منحدر في "نقيل سُمارة" اصطدمت سيارتنا بسيارة بيجو قادمة من أسفل النقيل، ولا أذكر ما الذي حدث بعد ذلك. أذكر فقط أنني وجدت نفسي راقدًا فوق سرير في مستشفى بمدينة إب، وكل عضو من أعضاء جسدي يكاد يصرخ من شدة الألم.

مقالات

الهارب من الجحيم متهم في المخا

في المخا تُعامَل كلّ نفسٍ هاربةٍ من بطش الميليشيا كما لو أنها خيانةٌ تمشي على قدمين. وكأنّ النجاة من الجحيم أصبحت جرمًا يستوجب العقاب، لا حقًّا من حقوق الإنسان والوطن. بيدَ أنَّ من أبسط مقوّمات الانتماء أن يُتاح لليمني أن يعود إلى حضن أرضه، مهما تلطّخ ماضيه بظلال الخديعة

مقالات

مستقبل العمل الإنساني.. إلى أين؟

تتجه أنظار كثيرين حول العالم إلى العاصمة اليمنية صنعاء، حيث أعلنت جماعة الحوثيين الأسبوع الماضي عن تقديم 43 موظفاً في بعض وكالات الإغاثة الدولية، من أصل 59 تحتجزهم الجماعة، إلى المحاكمة بتهمة التجسس لصالح إسرائيل

مقالات

ما وراء حرب الإبادة في السودان

يشهد السودان حربَ إبادةٍ يحاول صُنّاعها تقليدَ ما يجري في غزة، حتى في الحصار والتجويع وقتل الأطفال. السودان متسع كقارة، وله جوار مع سبع دول، وقبلًا مع تسع دول.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.