مقالات

أليس في تعز رجل رشيد..!؟

19/07/2025, 14:19:15

قبل سنوات طويلة، كانت تعز مضرب المثل للمدنية والسلمية، رغم أنها لم تكن كذلك إلى هذا الحد من المبالغات. كانت تعز بحاجة إلى من يدخلها إلى الجحيم فقط، لتنكشف حقيقة إن كانت مدنية أو أنها مثلها مثل كل البقاع اليمنية المليئة بالتوحش والفساد والبطش.

نحن هنا ندخل إلى تعز من باب النقد الذاتي، وتعز أحوج ما تكون إلى نقد الذات من كل من ينتمي إليها روحيًّا وثقافيًّا، أي من داخلها قبل أن يكون النقد من خارجها.

ونبدأ بالتساؤل الأول: هل ما زال للمثقفين في تعز القدرة على تغيير الطريق التي تسير إليها تعز، أم أن الأمور قد أصبحت بيد العسكر والمدرسين والحزب الكبير مع من تحاصص معه في تقسيم المدينة إلى بؤر فساد وكانتونات وأتاوات وبلطجة ضد أبناء تعز المسالمين؟

الحقيقة أن التوحش في تعز قد بلغ مداه، وبلغ السيل الزبى، حيث يستمر مجموعة كبيرة من الفاسدين والمتواطئين والقتلة بخنق تعز حتى الموت، وليس الماء هو المشنقة الوحيدة التي تقتل أبناء تعز بالتدريج وبالعرض البطيء، دون شعور أي أحد بالمسؤولية الأخلاقية والقيمية والإنسانية.

تبًّا للجميع: أحزابًا وسياسيين ومسؤولين وقادة وعسكر.

هذا ما تقوله المؤشرات كافة، لا يوجد من يتحمّل المسؤولية... هناك محافظ فاسد بلا ضمير وبلا وجه وبلا قفا، شخص عديم المشاعر وعديم المسؤولية، حتى إنه عاجز عن تقديم الاستقالة، ومعه وكلاء بالجملة لم تجد تعز منهم غير الضرر والفساد ورعاية الفساد.

وهناك مجموعة من العسكر المتآمرين على مدينة تعز أكثر من القابعين على أبوابها، يضحكون على ما آلت إليه تعز، ويتلذذون ويسيل البردقان من أفواههم فرحًا وطربًا...

مقر غارق في الفساد حتى الأذنين، ورعاية الفساد والفاسدين بكل أطيافهم وانتماءاتهم، ولقد أثبتت الأيام أن الأحزاب أكبر كذبة يمكن أن نراها ونسمع عنها... 

لقد تماهت كل الأحزاب -بلا استثناء- بالفساد، وأصبحت راعية له ومبررة له بكل ما تمتلكه من قوة على ضعفها وهشاشتها.

شهور وتعز بلا ماء.

الماء هو الحياة.

الغلاء يطحن الناس...

لم نرَ فاسدًا أو لصًّا محسوبًا على سلطة تعز قدّم استقالته، أو خرج يوضح للناس ما هم فيه من بلاوي متلتلة.

حتى الحزب الكبير المسيطر على تعز يشتكي من الفساد الذي هو على رأسه.

هذا الحزب، منذ سنوات طويلة، غير قادر على السيطرة على شارع جمال.

يا أخي، لقد أثبت فشلك، فاعترف بعجزك، ودع الناس يدبرون أمور حياتهم اليومية البسيطة في ظل هذا التضخم الرهيب والغلاء الفاحش.

ما زال الماء في تعز حتى اليوم بدون حل، وهناك عجز فاضح لسلطة رخوة غير قادرة على التعامل مع قضايا الناس.

وقبل ذلك كانت هناك مشكلة التعليم والمرتبات والإضراب، لم يستطيعوا عمل شيء لهذه المشكلة أيضًا، ومئات المشاكل الأخرى، ولولا انتهاء العام الدراسي لعجزوا عن حل المشكلة.

تعز، التي كان الجميع يعتقد أنها ستكون النموذج الذي يُحتذى به، تحولت إلى مضرب الأمثال في الفشل والفساد والعجز، وهذا دليل على أن أبناء تعز الذين يحكمونها غير قادرين وعاجزين وفاسدين، بل أفسد من كل من مرّ على حكم اليمن منذ زمن القاسم بن محمد حتى الإمام أحمد.

لقد خرّبت السلطة مدنية أبناء تعز،

لقد خرّب السلاح، من يوم دخوله تعز، مدنية وثقافة تعز التي - على ما يبدو - كانت كذبة آمنا بها إلى ما قبل عشر سنوات.

مدينة تعز فضحت دعاوى المدنية والحالمة والثقافة والتعليم.

مدينة تعز تحلم بالعدالة والإنصاف والأمان والسكينة العامة والخدمات العامة (الكهرباء، الماء، الشوارع المرصوفة، القانون)، وبكل ما يمت إلى المدنية والحياة بصِلة...

ألا يوجد رجل رشيد في تعز... يا للكارثة!!

أعتقد - إلى حد اليقين - لولا العدو المتربص على أسوار تعز، لكانت قد قامت ثورة عارمة في تعز على موضوع الماء فقط، فما بالنا بكل الخدمات الأخرى التي تمس وجود الإنسان في تعز، سواء كانوا شيوخًا أو أطفالًا أو نساء أو شبابًا...!

مقالات

أزمة مجلس القيادة الرئاسي في اليمن وانعكاساتها السياسية

تشهد الساحة اليمنية منذ أسابيع تصاعدًا ملحوظًا في حدة الخلافات داخل مجلس القيادة الرئاسي، الذي شُكّل في أبريل 2022 بدعم سعودي–إماراتي، ليكون مظلة سياسية وعسكرية لإدارة المرحلة الانتقالية ومواجهة التحديات الأمنية والعسكرية، غير أن تضارب الأجندات الإقليمية وتباين مصالح القوى اليمنية المشاركة سرعان ما انعكس على أدائه، لتتحول مؤخرًا إلى أزمة تهدد تماسك المجلس نفسه.

مقالات

ثلاثُ ليالٍ بقيتُ ضيفًا على جُنودِ المظلّات

كنتُ صباح كلّ يومٍ أذهب إلى الكليّة الحربيّة لأداء امتحانات القبول، وقبل إعلان النتائج بيومين كان المبلغُ الذي جئتُ به من الحُديدة قد تسرَّبَ من جيوبي. حتّى إنني في صباحِ اليومِ الذي ذهبتُ فيه لمعرفةِ النتيجة، ذهبتُ وأنا بلا عشاءٍ ولا صَبوح.

مقالات

الإمامة هي المشكلة والجمهورية هي الحل

قديماً، في زمن كل الحروب: حروب العرب والإسلام والصليبيين والمغول والتتار وغيرهم، كان المنتصر فيها هو من يكتب التاريخ، وتصبح جرائمه وانتهاكاته وحتى مذابحه ملاحم وبطولات وأمجاداً يورِّثها لمن بعده ومن يليه ولأحفاده بعده، ولم تكن هناك رواياتٌ مغايرة لما جرى إلاَّ لماماً ونادراً، طالما تعرَّض أصحابها لضرب الأعناق وجزِّ الرؤوس وهدم البيوت وحرق الكُتب ومحو كل أثرٍ لأصحابها، ولا داعيَ لذكر المزيد.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.