مقالات

القبيح والشرير.. أيهما أسوأ على اليمن؟

20/07/2023, 14:29:34

بين حين وآخر، يطرح البعض مقارنات بين عهدي الرئيس عبد ربه منصور هادي والرئيس رشاد العليمي ضمن سياق تناولاتهم لتطورات الأوضاع السيئة في البلد.

لقد أوصلت هذه السياسات المدمرة الأوضاع إلى هذا الجحيم، كما سدت منافذ الأمل؛ نتيجة التلغيم الشامل لكافة مناحي الحياة.
الصورة واضحة: جغرافيا مقطعة الأوصال، تسرح وتمرح فيها مليشيات طائفية ومناطقية، ولا زالت سكاكين التمزيق تعمل ليل نهار.

ومع أنه ليس من الجيد إجراء مقارنات بين صفات القبح والشر، ولا بين ما يعد سيئا وأسوأ في مجال السياسة.
لكن الزعم بأن هادي كان على الأقل يعترض على سياسات تحالف السعودية والإمارات، ثم يعود إلى غيبوبته في فنادق الرياض، يعد هذا اجتزاء مخلا بالصورة الكاملة.

إذا كان هادي -حسب هذه المزاعم- قد قدم، خلال سنوات حكمه المخجلة، اعتراضات كثيرة على تخليه عن سيادة البلاد، يستطيع أيضا خلفه العليمي تقديم قائمة أخرى، يزعم فيها تجنيب البلد شرورا إضافية كثيرة، ويصنع بطولات عديدة لوقف مشاريع التحالف.


اليمن ما زالت أرضا بكرا، وفيها من الثروات والمغريات الكثير مما لم تتطله يد تحالف السعودية والإمارات.
إجمالا، يمكن القول إن هادي هو الكارثة الماحقة. هادي جاء على وضع مختلف. إجماع شعبي غير مسبوق لشرعيته. البلد كان كاملا السيادة، ويعيش لحظات توهج ثوري مطالب بمزيد من الكرامة والحماية.


كان اليمنيون على أهبة الاستعداد "للفزع" مع أول رئيس جنوبي من خارج دائرة الحكم المعروفة. هتفوا باسمه كثيرا. انتظروا أمام بوابة قصره في الستين من أجل الاصطفاف، ومنع سقوط الدولة.
أرادوا التطهر من سنوات الظلام الماضية؛ نظرا للتطورات الجديدة، والشعارات الحديثة التي أفرزتها ثورات الشعوب العربية.


لكنه خذل الجميع، وظل مختبئا في قصر الستين حتى طوّقته مجاميع همجية بسيطة. لاحقا استدعى تحالف السعودية والإمارات لهندسة تدمير البلد بشكل منهجي.
هادي، باختصار، وضع اللبنة الأولى لمشروع الخراب والدمار والتقسيم والتخلي عن السيادة بشكل كلي.

في أبريل قبل الماضي، جاء خلفه العليمي على وضع مدمر كليا، وبعد أن أضحت المؤامرة على اليمن بدرا مكتمل الضوء، وزادت السعودية أن وضعته على رأس إدارة 7 أعضاء من خلفيات أيديولوجية متباينة.

كانت مهمته، بلا شك، استكمال عمليات التقسيم وسط هذه الفوضى والتدهور المريع للوضع المعيشي والاقتصادي.

العليمي كرجل أمن عرف بإدارته المقتدرة لعدد من المناصب الأمنية الحيوية، ومنها وزارة الداخلية إبان حكم صالح، لكنه الآن عديم  القيمة، ولا إرادة التحالف، أو بيئة الأوضاع الداخلية، مشجعة له للعمل وفق رؤى وطنية.

ربما المنجز الذي قد يدعو هذا المجلس إلى التباهي يوما ما هو قدرته على التماسك وإدارة التباينات بين أعضائه.

كان من الواضح أن المجلس جاء من أجل استكمال مهام غير وطنية أرادها التحالف، وليس حتى بهدف التوحد في مواجهة الحوثيين، وقبِل العليمي هذه المهمّة.

بالمختصر: ما قيمة استدعاء متضادات الشر والقبح هذه في حياة أوضاعنا السيئة والكارثية إذا كانت محصلتها النهائية الفاجعة ما نشاهده الآن من دمار وتقسيم وانحدار إلى قاع الظلمات العميقة؟ ومن المؤكد أنه لا فضائل يمكن استخراجها من بين هذا الرُّكام.

مقالات

الإمامة هي المشكلة والجمهورية هي الحل

قديماً، في زمن كل الحروب: حروب العرب والإسلام والصليبيين والمغول والتتار وغيرهم، كان المنتصر فيها هو من يكتب التاريخ، وتصبح جرائمه وانتهاكاته وحتى مذابحه ملاحم وبطولات وأمجاداً يورِّثها لمن بعده ومن يليه ولأحفاده بعده، ولم تكن هناك رواياتٌ مغايرة لما جرى إلاَّ لماماً ونادراً، طالما تعرَّض أصحابها لضرب الأعناق وجزِّ الرؤوس وهدم البيوت وحرق الكُتب ومحو كل أثرٍ لأصحابها، ولا داعيَ لذكر المزيد.

مقالات

الحقيقة العارية: اليمن بين إدارة الفوضى وتجارة النفوذ

من يتأمل المشهد اليمني اليوم يدرك أنه لم يعد مجرد صراع داخلي بين قوى متناحرة على السلطة، بل تحول إلى عقدة جيوسياسية مفتوحة على احتمالات أبعد من جغرافيا اليمن وحدوده. فما يحدث ليس وليد لحظة عابرة، بل حصيلة تراكم طويل من التداخلات بين المحلي والإقليمي والدولي، حيث صار اليمن ساحة صراع تتقاطع فيها مشاريع الغير أكثر مما تتبلور فيها خيارات الداخل.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.