منوعات
حضرموت.. موسم البلدة ينعش فرص العيش
يجد مسعد كامل الوصابي (45 عامًا) والعديد من الباعة المتجولين من موسم البلدة في حضرموت، الذي يبدأ في الخامس عشر من يوليو من كل عام، فرصة للكسب والعيش من خلال بيع بعض الوجبات البسيطة لتقديم الخدمة لزوار موسم البلدة، في ظل بُعد الخدمات عن مكان المهرجان السنوي الذي تشهده مدينة المكلا في يوليو من كل عام.
ليست هذه المرة الأولى التي يتخذ فيها مسعد الوصابي من موسم البلدة فرصة للعيش والكسب وبيع شاي البخاري على زوار موسم البلدة، بل هي المرة الرابعة التي يحرص على الحضور فيها وتقديم خدماته لزوار موسم البلدة، واصفًا المهرجان بالرائع وبأنه يقدم لهم فرصة جيدة لعرض منتجه وكسب بعض المال في ظل الظروف الصعبة، خاصة وأن الزوار لمهرجان البلدة يبحثون دومًا عن الوجبات الخفيفة التي تُباع بأسعار بسيطة عليهم.
خلال موسم البلدة تتقلب تيارات ماء البحر، مما يؤدي إلى برودة الماء وبرودة الأجواء، وهذا أدى إلى استقطاب الناس للاستمتاع بالأجواء والمياه الباردة، فضلًا عن التأثير العلاجي للاغتسال في هذه الفترة، فقد قيل في حضرموت إن الاغتسال في البلدة يغنيك عن حجامة عام.
وعلى غرار الوصابي، بائع شاي البخاري، يستغل حاتم الوجيه -ويعمل محاسبًا لدى إحدى الشركات في مدينة المكلا، وهو من سكان مديرية ماوية بمحافظة تعز- بيع العصائر خلال فترة بعد الظهيرة على زوار موسم البلدة السياحي، حيث يقول إن الفرصة مناسبة وتحقق له بعضًا من طموحه في مهنة بيع العصائر التي يعتمد عليها كمهنة ثانية بجوار وظيفته كمحاسب، لرفع مستواه المعيشي في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في الوضع الراهن.
وأشار الوجيه، في سياق حديثه لبلقيس، إلى أن موسم البلدة زاخر، ويشهد حضورًا كثيفًا من مختلف المناطق في حضرموت وغيرها، وهذا ما يؤكد مدى تشبث الناس بالأهمية العلاجية لمياه موسم البلدة في حضرموت، من خلال الإقبال الكثيف الذي يشهده الموسم، ولا سيما خلال فترة العصر التي يتواجد فيها، حيث يحقق له عرض منتجه على الزوار الذين يُقبلون على العصائر في ظل ارتفاع درجة الحرارة في المناطق الساحلية.
في السياق، يقول الشاب العشريني يوسف محمد -من سكان محافظة ريمة- إنه استثمر هذا الموسم وحقق ربحًا جيدًا، حيث يقول لبلقيس: "يمثل لنا الموسم فرصة قوية للكسب والعيش، وذلك من خلال عربة صغيرة يتنقل بها لبيع منتجه من البطاطس".
وبحسب يوسف، فإنه يبيع السندويتش والبطاطس والبيض في موسم البلدة، بحيث يعمل في الصباح على العصائر والسندويتشات، ويذهب إلى موقع الستين لبيع ما يقوم بطبخه، فيما يقوم وقت العصر ببيع البيض والبطاطس في الحدائق العامة للزوار.
وسُجلت في محافظة حضرموت، الأسبوع الماضي، أول حالات الغرق لهذا العام، راح ضحيتها أحد أبناء محافظة شبوة أثناء محاولته السباحة في منطقة بحرية محظورة، لتجدد من خلالها قيادة خفر السواحل تحذيراتها لمرتادي ساحل حضرموت، مشددة على ضرورة الالتزام التام بإرشادات السلامة، وتجنّب السباحة أو الاغتسال في المناطق المحظورة التي تم تحديدها سلفًا من قِبل الجهات المختصة.