الدوري اليمني.. عقد من التوقف القسري جراء الحرب

انقضى عقد من الزمن على آخر دوري رياضي للجمهورية اليمنية، ليتوقف بعدها دوران النشاط الرياضي في اليمن جراء الحرب المستمرة في البلاد منذ أواخر مارس 2015، وتتلاشى معه آمال الآلاف من عشاق المستديرة في اليمن في إبقاء هذه المساحة التي كان يجد فيها الآلاف من فئات المجتمع اليمني أنفسهم فيها حبًا وعشقًا لرياضة كرة القدم، الرياضة الشعبية الأولى، والألعاب الرياضية الأخرى.

خلال السنوات الماضية، عمد الاتحاد اليمني لكرة القدم إلى تنظيم بعض التجمعات الرياضية في بعض المحافظات لتنشيط المياه الراكدة، بيد أن هذه المبادرات غير الدورية لم تسهم في إحداث ثغر في جدار العزلة الرياضية الذي يشهده الدوري اليمني منذ عقد من الزمن، الأمر الذي انعكس سلبًا على مصير المشاركات اليمنية وتراجع التصنيف العالمي للمنتخبات الوطنية، ناهيك عن فقدان آلاف اللاعبين اليمنيين لمصدر عيشهم من خلال ممارسة كرة القدم.

يقول الصحفي فضل الجونة: بالطبع النشاط الرياضي، وبالذات الكروي، قد تأثر تأثرًا كبيرًا جراء الأوضاع التي تعيشها البلاد وأوضاعها السياسية التي انعكست بالسلب على مجمل الأنشطة الرياضية الكروية وتوقف البطولات على مستوى الوطن، وهذا بالطبع قد أثر على اللاعبين ومستوياتهم الفنية وتطويرها والرفع من مستواهم الفني والبدني الذي يساعد على إبراز مواهبهم وتألقهم في الملاعب الكروية. 

مضيفًا: عانى لاعبو الأندية الرياضية من غياب المسابقات الكروية الرسمية، والذي أثر عليهم كثيرًا، وتصدق أن بعض لاعبي عدد من الأندية توقفوا عن النشاط ولم تُقيد أسماؤهم في سجلات اتحاد الكرة بسبب عدم وجود بطولات كروية رسمية منتظمة.

مشيرًا إلى أن هناك جهودًا طيبة يبذلها اتحاد كرة القدم في تنشيط اللعبة من خلال البطولات التي أُقيمت، حتى وإن كانت لا تتناسب مع أنظمة ومنافسات البطولات الكروية المعتادة، ولكن كما يقال: للضرورة أحكام، وتمت إقامة البطولات بطريقة المجموعات نظرًا للظروف التي تمر بها البلاد وانعكاسها على الشأن الرياضي.

من جانبه، يرى نجم المنتخب اليمني سابقًا عبد علي الإدريسي أن معظم اللاعبين اليمنيين توقفوا عن ممارسة كرة القدم جراء توقف النشاط الرياضي والدوريات والبطولات الرياضية المحلية، وهذا انعكس سلبًا وأدى إلى ضعف المستوى الفني لمعظم اللاعبين في منتخباتنا الوطنية في المشاركات الخارجية، من خلال فقدان اللياقة البدنية والمستوى الفني لدى بعض اللاعبين.

يعيش المئات من اللاعبين في اليمن وضعًا مزريًا بعد فقدانهم لمصادر عيشهم من خلال توقف نشاط كرة القدم، حيث يعمل البعض منهم في مهن شاقة، والبعض أُصيب بأوضاع نفسية صعبة جراء توقف كرة القدم وانقطاع مصدر عيشهم.

يوضح الصحفي الرياضي عباد الجرادي لبلقيس أن توقف النشاط الرياضي في اليمن خلّف آثارًا سلبية عميقة على اللاعبين من النواحي البدنية، النفسية، والمالية، فبعد أن كانت الرياضة مصدر دخلهم الوحيد، اضطر العديد من اللاعبين إلى ترك الملاعب والبحث عن أعمال بديلة يعيلون بها أنفسهم وأسرهم، والبعض منهم بات يتمرن في الحواري الشعبية، وهي بيئة لا تساعد إطلاقًا على تطوير المهارات أو الحفاظ على اللياقة، ما أدى إلى تراجع كبير في مستواهم الفني والبدني.

وأشار الجرادي إلى أن بعض إدارات الأندية، مع الأسف، تحولت إلى أدوات تجارية بحتة، تتعامل مع النشاط الرياضي بمنطق الربح والخسارة، لا بمنطق المسؤولية الرياضية والوطنية، وبعض رؤساء الأندية يفضلون توقف الأنشطة لأنه يضمن لهم الحفاظ على إيرادات النادي داخل الخزينة دون إنفاق، متجاهلين بذلك معاناة اللاعبين ومستقبل الرياضة في البلاد.

وناشد الجرادي إدارات الأندية الكبيرة، خاصة في صنعاء مثل ناديي الوحدة والأهلي اللذين يملكان إمكانات وإيرادات جيدة، أن تتحمل مسؤوليتها وتعيد تحريك النشاط الرياضي. فمن غير المنطقي أن تمتلك الأندية دخلًا شهريًا وتُحجم عن دعم أنشطتها الأساسية، بينما يُحرم اللاعبون من مستحقاتهم، ويُتركون يواجهون مصيرهم المجهول وحدهم.