منوعات

المؤرخ اللبناني طرابلسي يروي لـبرنامج الشاهد أحداث 13 يناير في جنوب اليمن

28/03/2023, 18:54:42
المصدر : خاص

يقول المؤرخ والمفكر اللبناني، الدكتور فواز طرابلسي، لبرنامج " الشاهد 3"، في حلقته الخامسة: "لا اعتقد أن العلامة الفارقة، في أحداث 13 يناير 1986م، كانت عودة عبدالفتاح إسماعيل، فالمسألة مسألة انفراد أحد القادة بالحكم، وعدم الاستعداد لقيادة جماعية، وعدم الاستعداد للاستيعاب، والاتجاه نحو النبذ والتصفية".

وأوضح الدكتور طرابلسي أن "المكتب السياسي للحزب أقر بالإجماع إعدام محمد مطيع، بتهمة التخابر، وكانت أحداث 13 يناير، نتيجة رئيسية لتصفية مطيع، وليس لعودة عبدالفتاح إسماعيل من المنفى"، مشيرا إلى أن "الخلاف حول المكتب التنظيمي تسبب في انفجار الوضع".

- شهادة جار الله عمر

وقال: "بشهادة جار الله عمر، التي أثق فيها، كانت هناك فكرة انقلاب عسكري لحسم الموضوع، وليس التخلص من علي ناصر، وأن يتولى وزير الدفاع صالح مصلح هذه المسؤولية، وهي المرة الأولى التي يقوم فيها انقلاب عسكري لا علاقة له بالحزب، لكن صالح مصلح رفض هذا الدور".

ويرى طرابلسي أن "الانقلاب كأنه كان الوسيلة الوحيدة لتفادي هذا الانقسام، على الرغم من أنه كان من الصعب التكهن بمآلاته".

واعتبر أن "عدم حضور الرئيس علي ناصر الاجتماع، يؤكد أن المجزرة لم تكن ضد إرادته"، مشيرا إلى أن "جار الله عمر، وصالح مصلح، هما اللذين قادا وساطة بين الطرفين".

وأفاد طرابلسي بأن "ما سمي ببيان إحباط المحاولة اليمينية التخريبية لم يذكر صالح مصلح، وما قاله أبو بكر العطاس، بأن صالح مصلح هو من كان المستهدف، غير صحيح".

- حدث صادم وغير متوقع 

قال الدكتور طرابلسي: "أنا شخصيا فوجئت من أحداث 13 يناير، ولا اعتقد أي حزب من الأحزاب أو التنظيمات الشيوعية كان يتوقع ما حدث، رغم فشل التسوية التي حاول الوسطاء إبرامها بين الطرفين".

وأضاف: "الاغتيال كان صادما، وكذلك القتال، وما تلاه من تصفيات، فبعد توقف القتال كانت هناك تصفيات، حينها لم يكن لدينا ما نقوله، وطلبت مقابلة بعض المعتقلين، من بينهم سلطان أحمد عمر، وكنت حينها في المعاشيق، فلم يسمح لي، أو ربما سمح لي أتحدث مع سلطان بالتلفون".

وأفاد بأن "الأحزاب الشيوعية أجمعت على أن يحسم علي ناصر القضية".

وأضاف: "الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي اللبناني نشرت البيان الرسمي، الذي وزعه على الصحف علي ناصر محمد، ثم عند اكتشاف اغتيال عبدالفتاح إسماعيل، صدر بيان آخر يعزي عبدالفتاح، بصفته أحد قادة التحرر الوطني".

وتابع: "أحداث 13 يناير كانت صدمة ضخمة، أعقبت الكثير من خيبات الأمل، لأنها كانت المرحلة الثالثة، خاصة أن هذه المجزرة داخل المكتب السياسي ترافقت مع اقتتال أهلي، ونفي الآلاف من المدنيين، وأعقبها تصفيات".

وأردف: "تأثرت جدا بمقتل صالح مصلح، وبكيت في منزله عندما حضرت عزاء أسرته بمقتله، لأني عرفت عائلته، التي لم أعرفها من قبل، وكان بيننا ود شديد وصداقة ورفقة، كما هي علاقتي بجار الله، وبكيت على التجربة كلها".

وزاد: "تمت محاكمات صورية للمتورطين بأحداث 13 يناير، وقرارات الإعدامات كانت مأخوذة سلفا".

- عبدالفتاح إسماعيل

وقال: "في مارس 1986م، استعان بي جار الله عمر؛ لزيارة أسرة عبدالفتاح إسماعيل، والقول إنه جرى تحقيق الطبيب الشرعي من آل ناشر، يقول هناك جثة محترقة عند مدخل قيادة السلاح البحري، وإنه كان سبقه علي البيض وكلاهما تعرض للنيران، وكان الإلحاح من جار الله عمر من أجل إطفاء الموضوع من أجل وحدة القيادة المتبقية".

وأضاف: "الإلحاح من جار الله كان التأكيد على أن هذه الأدلة، فيما الأسرة كانت مشككة من كل النواحي، أنه لا يزال على قيد الحياة، وروايات مختلفة، قبل أن يثبت على رواية أنه تم أخذه إلى منزل سعيد صالح، وبشهادة أحد معلمي الإعمار، بأنه جرى دفنه".

واعتبر أن "عبدالفتاح إسماعيل رمز ورجل حزب، ومؤسس حزب، وقائد فدائي سابق، وليس مجرد شاعر".

وتابع: "من المؤسف أن القيادات المسؤولة كلها لم تتحدث عن قضايا أساسية وتهم الناس، بما فيها موضوع عبدالفتاح إسماعيل".

وزاد: "سالم صالح، وعبدالفتاح إسماعيل، نزلا على الأرض، أثناء الاشتباك، وعندما قتل المرافقين اثنين، تم الاشتباك تحت في المبنى، وحرس الشهداء انتصر، وأسلوا لهما كلاشينات، وتسلقوا، ونزلوا بواسطة ستائر القاعة".

وفي حديثه عن علي سالم البيض، قال: "إن البيض تعرض لإطلاق نار وأصيب في بطنه، وأراني الجروح أثناء زيارتي في مارس عام 1986م".

- موقف الاتحاد السوفييتي

قال طرابلسي: "الرفاق بالحزب الاشتراكي في جنوب اليمن عانوا كثيرا من طمس محطات أساسية بتجربتهم، يلاموا عليها، ولا يُهنأوا عليها، وينظرون إلى أن هذه التجربة أساسا خير ألا يحكى عنها، لأن الحديث عنها سيسيئ لها، مع أن عدم الحديث عنها -من وجهة نظري- هو الذي أساء لها".

وأضاف: "لا يوجد من يستطيع أن يروي هذه التجربة من الاستقلال حتى 1986م، أو حتى الوحدة، بطريقة تؤخذ فيها بعين الاعتبار إحياء الماضي بدون إلباسه آراء ومشاعر وعواطف الحاضر، فهذا مرض أن تتحدث عن الماضي مثل ما أنت تشوفه الآن، لا مثل ما عشته، وكان في الماضي".

وتابع: "عند قراءتي لبعض الشهادات، الواضح أن الموضوع أفلت من يدي الاتحاد السوفييتي كليا، مثل أنهم لم ينجحوا في إيقاف الحرب على الشمال عام 1967م، وما يقال نوع من رد اتهامات، مثلا هناك الكثير من الحديث إنه غير صحيح أننا دعمنا علي ناصر، وغير صحيح أن علي ناصر كان ميالا إلى الغرب، وغير صحيح أنه ما ساعدنا".

وأكد أن "الاتحاد السوفييتي لم يستطع عمل شيء، لأن تلك القيادة كانت عصيّة على أي إمكانية تسوية، لأن المشكلة في الانفراد في القيادة، وهذا كان درسا، لم تنجح هذه التجربة رغم إنه حزب، والحزب يكون قيادة جماعية، وعلى صلة بالناس، ويعكس آراء الناس، وهذا ما حاوله جار الله عمر، بدعوته إلى التعددية ما بعد 1986م".

وأشار إلى أن "علي عبدالله صالح كانت لديه رغبة أنه يجري تدخل عسكري فلسطيني، ويكون موطئ قدم لتدخله في الجنوب، لأنه أعلن عن وجود قوات من جيش التحرير الفلسطيني، جاهزة لوقف إطلاق النار، وقيل إن السوفييت منعوه".

ولفت إلى أن "أحداث 13 يناير في الجنوب تسببت في انقسام مجتمعي، مناطقي وعسكري".

الشاهد

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.