تقارير
ما أسباب استمرار ميليشيا الحوثي في اختطاف المحامي عبد المجيد صبرة؟
في صنعاء المختطفة بيد ميليشيا الحوثي منذ 11 عامًا، يخرج أنين المختطفين من خلف الجدران ليكشف عن حجم الجرائم والانتهاكات ضد اليمنيين.
في واقعة حديثة، يقول وليد صبرة، شقيق المحامي المختطف لدى ميليشيا الحوثي عبد المجيد صبرة، إنه تلقى اتصالًا قصيرًا من أخيه أفاد خلاله بأنه محتجز داخل زنزانة انفرادية في أحد سجون ميليشيا الحوثي بصنعاء، وطلب من نقابة المحامين وكافة منتسبيها تحريك قضية اختطافه.
دعا المركز الأمريكي للعدالة نقابة المحامين اليمنيين، واتحاد المحامين العرب، والاتحاد الدولي للمحامين، والمنظمات الحقوقية الدولية، إلى التحرك العاجل للضغط من أجل الإفراج الفوري عن صبرة.
قضية المحامي عبد المجيد صبرة واحدة من آلاف القضايا داخل سجون ميليشيا الحوثي، ومنذ سنوات لا يزال هذا الملف عالقًا، وأبواب زنازين الميليشيا مفتوحة أمام كل من يطالب بحقوقه أو يناصر الحق.
- زنزانة انفرادية
يقول وليد صبرة، شقيق المحامي المختطف لدى الحوثيين عبد المجيد صبرة: "أخي المحامي عبد المجيد صبرة اتصل الساعة 11 و26 دقيقة مساء الأحد، وكلّمني وكلّم زوجته وأولاده، وسألناه ماذا علينا أن نفعل؟ قال لنا: أنا منذ اعتقالي في 25 ديسمبر في زنزانة انفرادية، وبلّغوا المحامين وبلّغوا نقابة المحامين، ولا تجلسوا ساكتين".
وأضاف: "ولو أنه كان يُبدي لنا أنه بخير، لكن أعتقد أن نفسيته متعبة، لأنه منذ 25 يومًا وهو في زنزانة انفرادية، لكنه لم يقل إنه يتعرض لتعذيب، ولا سبب اعتقاله، ولا حتى يعلم أين يتواجد".
وتابع: "إلى الآن لم نعرف سبب الاحتجاز، وما هي التهم، وأين مكان احتجازه. هل بسبب منشور على فيسبوك؟ أم لطبيعة عمله؟ وإن كان لطبيعة عمله، فهو محامٍ لجميع المعتقلين من مختلف التوجهات السياسية، ولا ينتمي لأي حزب. هو محامٍ عن الجميع بدون استثناء".
- الوضع سيئ جدا
يقول مدير المركز الأمريكي للعدالة، المحامي عبد الرحمن برمان: "أود أن أنوه إلى معلومة مهمة جدًا حول احتجاز المحامي عبد المجيد صبرة، أن هذا ثاني اتصال يجريه مع عائلته خلال الـ10 أيام الأخيرة، وفي الاتصال الأول قال لهم إنه بخير وسيخرج قريبًا، وطلب منهم ألا يتحدثوا مع وسائل الإعلام ولا مع الجهات والمنظمات الأخرى".
وأضاف: "هذا عادة ما تطلبه جماعة الحوثي من المعتقلين أو أقاربهم أو من يتابع بعدهم، ألا يتحدثوا إلى وسائل الإعلام ولا إلى المنظمات الحقوقية، من أجل أن تظل جرائمهم مخفية عن الرأي العام".
وتابع: "في الاتصال الذي ورد يوم أمس الأول، بعد أن وصل إلى مرحلة من الضيق ومن اليأس ومن الوعود التي أُطلقت في المرة السابقة، وكان الهدف من الاتصال الأول أن تتوقف الحملة الكبيرة، كانت حملة عالمية للتضامن مع المحامي عبد المجيد، شاركت فيها منظمات دولية مثل منظمة العفو الدولية، وجهات دولية كثيرة تحدثت وأدانت هذا العمل، فأرادوا فقط أن يوقفوا هذا التضامن الدولي الذي حدث بالاتصال الأول".
وأردف: "الآن الوضع سيئ جدًا، خصوصًا بعد هذا الاتصال، عبد المجيد صبرة لا يزال قيد الإخفاء القسري، حتى وإن أجرى مكالمة مع عائلته، باعتبار أنه لا يعرف مكان تواجده".
وزاد: "حاولنا مع كثير من المحامين الزملاء الذين ذهبوا إلى أماكن كثيرة مثل أجهزة الاستخبارات التابعة للحوثيين، وإلى القضاء، وإلى النائب العام، ونقابة المحامين، وخاطبت جهاز المخابرات التابع لميليشيا الحوثي، لكن جميع هذه الجهات أنكرت وجوده".
وقال: "أيضًا، الاحتجاز الانفرادي يُعتبر في القانون الدولي ضربًا من ضروب التعذيب النفسي، وضربًا من ضروب المعاملة القاسية، وفقًا لتفسير اللجنة المعنية بحقوق الإنسان في تعليقها رقم 20 عام 1992".
وأضاف: "هو أيضًا انتهاك لحقوق وحريات المحامين التي وردت في المبادئ الخاصة بشأن المحامين التي اعتمدتها الأمم المتحدة عام 1990، خصوصًا المواد 16 و17 و18، التي أكدت على أن المحامين يتمتعون بحماية خاصة أثناء أداء عملهم، ولا يجب تهديدهم أو اعتقالهم أو احتجازهم بسبب ممارستهم لمهنتهم المشروعة، وكذلك فرضت على السلطات أن تكفل سلامتهم الجسدية والنفسية".
- أسوأ الظروف
يقول الصحفي المفرج عنه سابقًا من سجون ميليشيا الحوثي، توفيق المنصوري: "إن ميليشيا الحوثي، في اختطافها للمحامي عبد المجيد صبرة، تريد أن تقضي على ما تبقى من المساحة التي كانت تحاول من خلالها أن تقول للعالم إنها لا تزال تقوم بمحاكمات، ولو كانت هزلية، ولو كانت سياسية، ولو كانت غير عادلة".
وأضاف: "الميليشيا الآن وصلت إلى قناعة أنه يجب أن تنتهي هذه المساحة تمامًا، وأن تتوقف أي مظاهر، حتى مسرحية أو هزلية، في جانب القضاء التابع لها".
وتابع: "عبد المجيد صبرة كان يستطيع على الأقل عند وجوده خارج السجن أن يكشف بعض أسماء المختطفين الذين يتعرضون للاختطاف، وكان يقوم بما يستطيع أن يقوم به للدفاع عن هؤلاء، مع أن ميليشيا الحوثي لم تكن تسمح فعلاً بالدفاع بطريقة طبيعية، كانت المساحة المسموحة له مساحة صغيرة جدًا وبسيطة".
وأردف: "عدد من ميليشيا الحوثي يقومون بعزل المختطفين في زنازين انفرادية، وهذه هي أسوأ الظروف التي يمكن أن يتعرض لها أي مختطف داخل الزنازين الانفرادية".
وزاد: "ميليشيا الحوثي تريد أن تعزل المحامي عبد المجيد صبرة عن بقية المختطفين، الذين قد يستطيع من خلالهم أن يوصل معلومة بأنه تعرض للتعذيب، أو أنه في مكان معين، وما يتعرض له".
وقال: "بالنسبة لظروف التواجد في الزنزانة الانفرادية، فهي عبارة عن تحقيق متواصل، وفي ظروف سيئة. الزنازين الانفرادية صغيرة جدًا، لا تستطيع أن تنام، وعادة، أشد تعذيب يمكن أن تتعرض له كمختطف هو خلال وجودك في هذه الزنازين الانفرادية".