تقارير
تسع سنوات من القهر والاضطهاد والجرائم.. ما مصير اليمنيين في ظل سلطة مليشيا الحوثي؟
تسع سنوات من القهر والاضطهاد والجرائم؛ عاشها اليمنيون، تحت حكم مليشيا الحوثي - التي انقلبت على الدولة في الحادي والعشرين من سبتمبر من العام 2014- وسط أزمات كرّستها المليشيا، وتحتفي بها باعتبارها منجزا.
كيف لا تكون كل تلك الجرائم والأزمات منجزا بالنسبة لمليشيا الحوثي؛ وقد أصبحت قيادات المليشيا تنعم بثروات اليمنيين وخيراتهم، التي تسرقها من أفواه الجياع؟ فيما هي بالنسبة لليمنيين تسع سنوات عجاف، قتل فيها زهاء 400 ألف إنسان، وهُجر أكثر من 5 ملايين شخص؛ وهناك ضحايا لا حصر لهم ممن اعتقلوا وغيِّبوا وجوِّعوا ونُهبت أموالهم وأملاكهم وحُرموا من أبسط حقوقهم.
- ذكرى النَّكبة
يقول رئيس مركز البلاد للدراسات والإعلام، حسين الصوفي: "إن 21 من سبتمبر تعد مناسبة مؤلمة وذكرى نكبة، وعلى اليمنيين أن يطلقوا صافرة الإنذار في كل ذكرى سنوية تحل عليهم؛ لأنها تستنهض الوجع الكبير الذي حل بهم".
وأضاف: "جرائم مليشيا الحوثي، طيلة السنوات التسع، لا تعد ولا تحصى، وإنجازاتها للشعب تتعلق بإلغاء خيوط العباءات، وفصل الطلاب عن الطالبات، وإجبار اليمنيين على الاحتفال بالمولد النبوي، وبقية مناسباتها العنصرية الطائفية السلالية".
وتابع: "اختيار مليشيا الحوثي تأريخ 21 سبتمبر للانقلاب على الدولة كان اختيارا مدروسا وبعناية، أرادت أن تقول لليمنيين إنها جاءت للانتقام من ثورة 26 سبتمبر، وهذا ما تكتبه قيادات المليشيا، وما أعلنته في اليوم الأول للانقلاب".
وأردف: "لا يوجد لمليشيا الحوثي أي برنامج، أو خارطة طريق، أو خطة، ولا تعرف معنى الدولة، ولا تفكر في إدارة بلد، وإنما جاءت بهدف وحيد وهو الانتقام من ثورة السادس والعشرين من سبتمبر".
وزاد: "ما نراه اليوم من اعتقالات واختطافات وملاحقة الناس إلى بيوتهم، وانتهاكات، والزج باليمنيين في جبهات الحروب، هي عبار عن نزعة انتقامية من اليمنيين".
وقال: "في الأمس القيادي محمد علي الحوثي يرد على الصحفي مجلي الصمدي، بقوله: حينما تقول إن راتبي مطلبي قبل النبي، نحن مستعدين نعطيك راتبا لكن انزل الجبهة".
وأضاف: "أرادت المليشيا أن تجوِّع اليمنيين، وأن تفقرهم، وتزج بهم في السجون، وتنتقم من 26 سبتمبر، وهي الحقيقة الماثلة اليوم بعد تسع سنوات، لكنها لم تجرؤ على مصارحة اليمنيين، وهو ما يدل على الهزيمة والضعف الذي تعيشه".
وأوضح: "ما يجب على اليمنيين فعله هو تكوين ذاكرة، وهذا بالفعل ما تم، خلال تسع سنوات، فهناك شغل حثيث، وإن لم يكن على المستوى المطلوب، إلا أن هناك عملا تراكميا نستطيع أن نصفه بأنه شبه قضائي"، مشيرا إلى أن "ما تقوم به اللجنة الوطنية للتحقيق في إدعاءات حقوق الإنسان، ورابطة أمهات المختطفين، والكثير من المؤسسات، التي تقوم بالرصد والمتابعة والتحقيق ،والتأكد والمناصرة للضحايا، هذه كلها تبني وتوثق ذاكرة حقوقية لليمنيين".
وتابع: "هذا التوثيق ربما يكون الهدف منه تلافي الأخطاء التي حدثت بعد ثورة السادس عشر من سبتمبر، فنحن جيل نشأنا ولم نكن نعي الوعي الحقيقي حجم الجراح والمعاناة التي عاشها آباؤنا وأجدادنا ما قبل الثورة، إلا بعد أن عشنا ولامسنا ذلك".
"يوم العار اليمني"
يقول المحلل السياسي، الدكتور ثابت الأحمدي: "إن يوم 21 سبتمبر هو يوم العار اليمني، فإذا كان لليمنيين يوم أسود في تاريخهم فهو هذا اليوم، لأن طغمة حاقدة إمامية كهنوتية استطاعت أن تنقض على مؤسسات الدولة، وتنقلب عليها، واستطاعت أن تشرد أكثر من 5 ملايين يمني، وأن تخرج نحو 5 ملايين طالب وطالبة من مدارسهم، وتجبرهم على النزوح، أو التسرب من مدارسهم وجامعاتهم، وهذا هو دينهم، ومن شابه أباه فما ظلم".
وأضاف: "مليشيا الحوثي لم تأتِ بجديد، فهي منذ عهد إبراهيم الجزار، وحتى هذه اللحظة، تمارس سلوكا إرهابيا، وهي منبوذة محليا وعربيا وإقليميا ودوليا، نتيجة لقبحها وجرائمها وهمجيتها، ولا علاقة لها بالنظام والدولة والحكم".
وتابع: "هذه المليشيا تريد السيطرة والتحكم فقط؛ لامتصاص ثروات الوطن وثروات الناس، وخبرتها التاريخية معروفة، يعرفها القاصي والداني، ولم تأتِ بجديد".
وأردف: "ذهنية وعقلية عبدالملك بدر الدين الحوثي هي الذهنية نفسها ليحيى حسين الرسي، وعقلية عبدالله بن حمزة، وقبله أحمد بن سليمان، والمتوكل على الله إسماعيل".
وزاد: "في مجموع القاسم بن محمد، يقول: من خذل الإمام فهو فاسق، إذا كان هذا من خذله، فأما من ناهضه أو قاومه أو عارضه، فيعتبر من ضمن الكفرة، ودمه وماله وعرضه حلال لهم".
وأشار إلى أن هذه السلالة القبيحة تستبيح دماء اليمنيين وأموالهم من منطلق العقيدة الإمامية الكهنوتية، التي تؤمن بها، وستظل كذلك مهما راهن البعض على السلام والحوار والتفاوض، فالحوار لا يكون إلا مع جماعة سياسية، تفهم معنى الحوار والتفاوض، وليس مع جماعة إرهابية داعشية".
ولفت إلى أن "المجتمع الدولي أحيانا، مع الأسف، يتعمَّد الكيل بمكيالين، حيث كان يجب أن تلحق هذه المليشيا بتنظيم داعش والقاعدة، ويتم التعامل معها كما يتم التعامل مع الجماعات الإرهابية، لا أن يتم تدليلها بالحوار والتفاوض".
وقال: "خبرتنا مع هذه المليشيا طويلة، ولا داعي لأن نعود إلى الزمن البعيد".