تقارير
بسبب خلافات الداخل وضغوط الخارج.. اليمن في قلب تحولات المنطقة من دون مكسب
كثير من التحولات التي طرأت على المنطقة خلال الفترة الماضية، ورغم أن اليمن كانت على اتصال بها، إلا أنها لم تنعكس بالإيجاب عليها، للكثير من الأسباب، أهمها أن الأطراف المناوئة لميليشيا الحوثي لا تريد الحسم، لأنه ضد مصالحها الآنية والاستراتيجية.
كذلك الحال بالنسبة للأطراف الإقليمية التي عملت على إذكاء الانقسامات في بنية السلطة الشرعية اليمنية، وخلقت اصطفافًا يمنيًا متضادًا داخل المكون الواحد، في بنية متنافرة تتشكل منها سلطة الشرعية، والتي جعلتها في نظر المجتمع الدولي غير مؤهلة للدعم والمساندة.
المشكلة في عدم المبادرة
يقول الكاتب الصحفي عبد الرقيب الهدياني إن هناك أحداثًا كبرى حصلت في المنطقة، متمثلة في الحرب الإيرانية الإسرائيلية، وهذه الأحداث هي في صلب الحدث اليمني، على اعتبار أن المشكلة اليمنية هي امتداد لأذرع إيران وتدخلاتها في المنطقة.
وأضاف: اليوم ضُربت إيران وهي مركز المحور، ولا بد أن تكون هناك ارتدادات إلى الطوق الناري الذي صنعته حولها، وهي الأذرع الموجودة في اليمن والعراق.
وتابع: مشكلة اليمن هي في عدم المبادرة من قبل القيادة الشرعية، فميليشيا الحوثي تعرضت لانتكاسات كثيرة، ولضربات عسكرية من قبل تحالف حارس الازدهار، والضربات الإسرائيلية، والضربات الأمريكية، بالإضافة إلى ضربة رابعة وهي العقوبات الاقتصادية، لكن السلطة الشرعية لم تبادر بإطلاق معركة الحسم.
وأردف: ميليشيا الحوثي تعرضت لهزّات معنوية بهزيمة حزب الله وهزيمة سوريا، وكانت كل هذه المحطات عبارة عن فرص متوالية أمام الحكومة الشرعية اليمنية لكي تبادر وتحرر صنعاء وتستعيد الدولة، وضاعت هذه الفرص واحدة تلو الأخرى.
وزاد: اليوم لا زالت الظروف مواتية، ولا زال بالإمكان أن يتحرك اليمنيون لاستعادة وطنهم، واستعادة صنعاء ودحر هذه الميليشيا التي عبثت بالبلد، وتمثل خطرًا على الجيران وعلى الملاحة الدولية.
وقال: هناك ما يشبه الإجماع المحلي والإقليمي والدولي على خطر هذه الميليشيا، والكرة الآن في ملعب الحكومة الشرعية، متى ما تبادرت وتحركت ستجد العالم معها.
حديقة خلفية
يقول الباحث في العلاقات الدولية الدكتور عادل المسني إن المجتمع الدولي ينظر إلى اليمن على اعتبار أنها أولًا حديقة خلفية للمملكة العربية السعودية، وبالتالي تُراعى مصالح السعودية في هذا البلد.
وأضاف: أيضًا اليمن مرتبطة بالصراع الإقليمي بشكل كبير، وبالتالي فيما يتعلق بهذه التحولات الكبيرة، التي جاءت دفعة واحدة، لا سيما الصراع الأخير بين إسرائيل وإيران، كان هناك خوف كبير وقلق متنامٍ لدى دول الخليج، بدا ذلك من خلال التودد المستمر من قبل دول الخليج لإيران، في محاولة لتجنب الصراع والنأي بنفسها عن هذا الصراع الإقليمي المحتدم.
وتابع: أيضًا كانت المملكة العربية السعودية والإمارات تضغطان على الحكومة الشرعية، أو تخشيان من أن تقترح الشرعية أي مسار عسكري مستفيدة من هذه التحولات، ويفهم أن دول الخليج هي التي دفعت بالشرعية إلى تجنب اقتراح مسار قد يخل بالعلاقة مع إيران.
وأردف: أنا أتصور بأن دول الخليج كانت ملتزمة حرفيًا بالابتعاد عن هذا الصراع بكل أبعاده، سواء كان في الخليج أو في اليمن، وهذا أثر على الشرعية بشكل كبير.
وزاد: خصوصًا في البعد العسكري، لا يمكن للشرعية أن تبدأ معركة دون إذن من دول التحالف التي تمتلك القرار، في هذا السياق المحتدم، المليء أيضًا بالمتغيرات، وهناك خوف كبير وقلق من أن تصبح الخليج نفسها ساحة للصراعات.