تقارير
استمرار حكم المليشيا والعصابات في اليمن.. مخاطره وتأثيراته على الحقوق والحريات؟
في اليمن تغيب الدولة وتحضر المليشيات، في طول البلاد وعرضها، فيتضاءل هامش الكرامة، وتزيد قصص الظلم وانتهاك الحقوق والحريات.
خلال الأسبوع الماضي، نفَّذت مليشيا الحوثي حملات اعتقال في محافظتي حجة وإب، وتوفي سجين "مُسن" بعد يومين من سجنه، فيما توفي شاب في سجن المجلس الانتقالي، بمحافظة شبوة، بسبب التعذيب.
- "نتيجة طبيعية"
يقول مدير المركز الأمريكي للعدالة، عبدالرحمن برمان: "عندما غابت مؤسسات الدولة انهارت منظومة الحقوق والحريات بشكل عام".
وأضاف: "عندما غاب القضاء والمؤسسات الأمنية، والخدمية، انهارت كل الحقوق التي تكفلها الدولة لمواطنيها، وكانت عمليات الاختطاف والاعتقال والإخفاء القسري، ونهب الممتلكات العامة والخاصة، ونهب المرتبات، من أبرز الانتهاكات التي حدثت".
وتابع: "ما يحدث اليوم هو نتيجة طبيعية لسيطرة المليشيات المسلحة، ونتيجة طبيعية لغياب مؤسسات الدولة".
وأردف: "دور المجتمع الدولي في اليمن كان دورا سلبيا، بدءا من مجاراة مليشيا الحوثي وهي لا زالت موجودة داخل صنعاء، ولاحظنا كيف جمال بن عمر رافقها حتى أدخلها إلى صنعاء، بكل برود".
وزاد: "كل السفارات والمؤسسات الدولية كانت في صنعاء ولم تعلن حتى حالة الخطر لموظفيها، بأن هناك جماعة مسلحة تهاجم العاصمة صنعاء، كما يحدث في حالة الحروب الأهلية".
وقال: "نحن نرى أن المجتمع الدولي لا يزال يتعامل مع مليشيا الحوثي، ومع الانتهاكات التي تمارسها بحق المعتقلين، كأمر واقع، وكما قال أحد أقارب المعتقلين: لو أن المبعوث الأممي والمسؤولين الأمميين، في كل زيارة لهم إلى صنعاء، أخرجوا أحد المعتقلين، لما تبقى معتقل واحد في سجون المليشيا".
وأوضح: "هناك تحركات كبيرة جدا يقوم بها المجتمع الدولي، لكن النتائج تكون مخيِّبة لآمال اليمنيين، سواء فيما يخص الحقوق والحريات ومواجهتها، أو حتى في مسألة إحلال السلام والاستقرار في اليمن واستعادة الدولة".
- "قانون الغاب"
يقول مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة، فهمي الزبيري: "عندما تغيب قوة القانون، ويضعف حضور الدولة، فإن البديل بلا شك سيكون قانون الغاب، وقانون القوة والهمجية والعشوائية، وستنتهك كافة الحقوق والحريات، وهذا ما يحدث في اليمن".
وأضاف: "عندما غابت الدولة وانهارت؛ بسبب انقلاب مليشيا الحوثي، وسيطرتها على مؤسسات الدولة، أتيحت الفرصة أمام هذه المليشيات لممارسة الانتهاكات ضد المدنيين الأبرياء، والنساء والأطفال، ولم يسلم منها أحد".
وتابع: "السجون مليئة بالأبرياء والمعارضين، وكل من يرفع صوته ضد هذه المليشيات، حتى النساء لم تسلم من هذه السجون والتعذيب، وحتى الأطفال استخدمتهم المليشيا كوقود للحرب، وللابتزاز وكرهائن".
وأردف: "ما من انتهاك يخطر على البال إلا ومارسته مليشيا الحوثي بحق اليمنيين، وما تزال حتى هذه اللحظة تمارس الانتهاكات والاختطافات بحق الأبريا، ويموتون داخل السجون، رغم الحديث عن تفاهمات وحوارات ومفاوضات".
وزاد: "مليشيا الحوثي لا تزال تمارس سياسة التجويع الممنهجة، رغم المليارات التي تجنيها كل يوم، من موانئ الحديدة، ووزارة الاتصالات، والضرائب، والجبايات غير القانونية، ومع ذلك ترفض تسليم مرتبات الموظفين، ضمن سياسة التركيع والإذلال".