أخبار سياسية
مليشيا الحوثي تتوعد كبريات شركات النفط الأمريكية بعقوبات
توعدت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران أمس الثلاثاء باستهداف شركات نفط أمريكية كبرى بما في ذلك إكسون موبيل وشيفرون بعقوبات، حد تعبيرها.
وقالت المليشيا في بيان صادر عن ما يسمى بـ"مركز تنسيق العمليات الإنسانية"، ومقره صنعاء، إنه أدرج 13 شركة أمريكية وتسعة تنفيذيين وسفينتين على قائمة عقوبات. ويعمل المركز، الذي تأسس العام الماضي، للتنسيق بين القوات التابعة للحوثيين وشركات النقل البحري التجارية.
وقال المركز إن العقوبات تأتي ردا على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الحوثيين هذا العام على الرغم من اتفاق هدنة مع إدارة ترامب وافقت فيه الجماعة اليمنية على وقف مهاجمة السفن المرتبطة بالولايات المتحدة في البحر الأحمر وخليج عدن.
وقالت وكالة رويترز إن شركة إكسون أحجمت عن التعليق ولم ترد شيفرون بعد على طلب للتعليق.
بدوره، علق محمد الباشا، المحلل المستقل في شؤون الشرق الأوسط، في منشور على موقع "لينكد إنه "لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه العقوبات تشير إلى أن جماعة الحوثي ستبدأ في استهداف السفن المرتبطة بالمنظمات والشركات والأفراد الخاضعين للعقوبات، وهي خطوة من شأنها أن تهدد بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار مع إدارة ترامب، والذي توسطت فيه سلطنة عمان".
ومنذ عام 2023، دأبت جماعة الحوثي على شن هجمات على سفن في البحر الأحمر تعتبرها مرتبطة بإسرائيل، وتصف ذلك بأنه "إسناد" للفلسطينيين في الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة.
ونقلت رويترز عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن هذه الحملة لم يكن لها تأثير يذكر على حركة ناقلات النفط الحيوية عبر مضيق هرمز، الواقع بين سلطنة عُمان وإيران ويربط الخليج ببحر العرب عبر خليج عُمان.
ويشن الحوثيون هجمات من حين لآخر على سفن في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم الاثنين الفائت بصاروخ كروز على سفينة شحن ترفع علم هولندا بخليج عدن مما أسفر عن إصابة اثنين من أفراد طاقهما، واشتعال النار على متنها وجنوحها.
وذكرت إدارة معلومات الطاقة أن واشنطن استوردت حوالي 500 ألف برميل يوميا من النفط الخام والمكثفات من دول الخليج عبر مضيق هرمز. وأضافت أن ذلك يمثل نحو سبعة بالمئة من إجمالي واردات الولايات المتحدة من الخام والمكثفات، وهو أدنى مستوى منذ ما يقرب من 40 عاما، وذلك نتيجة لزيادة الإنتاج المحلي والواردات الكندية.
وقال الباشا، مؤسس باشا ريبورت الاستشارية للمخاطر ومقرها الولايات المتحدة، لرويترز إن من غير المرجح أن تؤثر الخطوة على سوق النفط، مشيرا إلى أن معظم التجارة بالمنطقة تتم من خلال شركات صينية وروسية وإيرانية وشركات خليجية أخرى يريد الحوثيون الحفاظ على علاقات جيدة معها.
ويأتي هذا التهديد الحوثي بالعقوبات في وقت أعادت فيه الأمم المتحدة فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية شاملة على إيران، بعد عشر سنوات من رفعها بموجب الاتفاق النووي، وبعد أشهر من الاتفاق على التهدئة بين واشنطن والحوثيين بوساطة سلطنة عمان.
فيما جاءت عودة العقوبات عقب تفعيل بريطانيا وفرنسا وألمانيا آلية "الزناد" (Snapback)، متهمة طهران بـ"التصعيد النووي المستمر" و"عدم التعاون".
من جهتها، كانت إيران قد أوقفت عمليات التفتيش الدولية لمنشآتها النووية بعد تعرض عدة مواقع نووية وقواعد عسكرية لقصف أمريكي وإسرائيلي في يونيو الماضي، فيما شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الأسبوع الماضي على أن بلاده "لا تنوي تطوير أسلحة نووية".