أخبار محلية
اللجنة الأمنية في حضرموت تنفي سقوط ضحايا خلال الاحتجاجات وتدعو للتهدئة وتحذر من مخطط للفوضى
تصاعدت الاحتجاجات الغاضبة في مدينة المكلا ومديريات ساحل حضرموت على وقع انهيار شبه كامل في الكهرباء والخدمات الأساسية، ما أدى إلى قطع طرق رئيسية وإحراق الإطارات، فيما أفادت مصادر محلية بسقوط قتيل في مواجهات مع قوات الأمن خلال اليومين الماضيين.
وأصدرت اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت، مساء الاثنين، بيانًا أعربت فيه عن تفهمها لغضب المواطنين ومعاناتهم جراء انقطاع الكهرباء، مؤكدة أنها تشاطرهم الألم وتتابع الوضع “ببالغ القلق والحرص”.
ونفى البيان سقوط أي وفيات أو إصابات خلال الاحتجاجات، مشيرًا إلى أن قوات النخبة الحضرمية أظهرت “أقصى درجات ضبط النفس”، لكنه حذّر في الوقت نفسه من “عناصر مندسة تحاول استغلال الغضب الشعبي لجر المحافظة إلى الفوضى”.
ودعت اللجنة العلماء والدعاة والشخصيات الاجتماعية إلى لعب دورهم في تهدئة الأوضاع وتوجيه الشباب نحو التعبير السلمي، محذّرة من استهداف الممتلكات العامة والخاصة بما فيها المنشآت الاقتصادية وسيارات الإسعاف والعربات الأمنية، واعتبرتها “خطوطًا حمراء”.
البيان أشار إلى أن الأزمة الحالية “ليست وليدة الصدفة بل جزء من مخطط منظم لجر حضرموت إلى الفوضى”، متهمًا “أيادٍ خبيثة” بإعاقة مشاريع حيوية مثل وحدة تكرير المشتقات النفطية في بترومسيلة، التي كان من شأنها التخفيف من أزمة الكهرباء.
من جانبه، دعا حلف قبائل حضرموت في بيان شديد اللهجة إلى تحرك فوري لإنقاذ المحافظة، محملًا جهات “لم يسمها” المسؤولية عن الوضع، مجددًا مطالبته بـ الحكم الذاتي كحل جذري لمعاناة المواطنين.
في السياق نفسه، حمّل المجلس الانتقالي الجنوبي السلطة المحلية “بطرفيها المتصارعين”، إضافة إلى مجلس القيادة الرئاسي، المسؤولية عن تفاقم الأزمة، متهمًا الجميع بـ “إقحام الصراعات السياسية في مؤسسات الدولة وتعطيل الخدمات”. وأكد دعمه الكامل للاحتجاجات الشعبية، داعيًا قوات النخبة إلى حماية الممتلكات العامة وضبط النفس.
وكانت مؤسسة الكهرباء قد حذّرت من انهيار تام للشبكة بعد نفاد الوقود، ما أدى إلى غرق مدن الساحل في ظلام دامس منذ مساء الاثنين، ودفع عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزُبيدي إلى توجيه الحكومة والبنك المركزي باتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين الوقود وتشغيل المحطات في عدن وحضرموت.
وتستمر الاحتجاجات وسط تبادل الاتهامات بين الأطراف تنذر بانفجار أكبر في الشارع، بينما يعيش المواطنون تحت ضغط “حرارة الصيف والظلام الدامس” في انتظار حل حقيقي ينهي الأزمة.