مقالات

مراهنة المليشيا على الوقت!

07/10/2023, 16:03:26

لا يختلف اثنان أن اليمنيين دفعوا، خلال العشر السنوات، التي التهمتها المليشيات من أعمار جيل كامل من شباب اليمن ورجاله، كانت المؤشرات تدل على حرب لفترة محددة على أكثر تقدير بعامين، وها نحن نلمح في الأفق سنوات طويلة من عمر الجيل القادم والأجيال التي تليه  ستدفع ثمناً باهظاً  لثقافة الموت، التي زرعتها المليشيا ت في اليمن، ورخاوة الشرعية، وتضارب المصالح الإقليمية  وبقاء اليمن ساحة حرب من كل نوع للقوى الدولية الاستعمارية، وإذا بقي هذا الوضع يراوح مكانه لا شك أنَّ اليمن في الطريق إلى العصر الحجري.

المليشيا تلعب بوضوح على عامل الزمن، فكل يوم يمر بدون أي تقدم في عملية السلام، أو حلحلة الملفات الإنسانية، وفي مقدمتها الرواتب والأسرى والمخفيون، وكل ذلك يصب في مصلحة أجندة الحوثيين وإيران، التي نجحت في تدريس المليشيا الموالية لها أهمية عامل الزمن كما تفعل هي مع الإمريكيين، وقد صرَّح الساسة الإيرانيون مراراً مؤخراً بأنهم  يعملون على رفع مستوى المليشيا السياسي، وهذا أمر خطير ومضحك؛ لأن السياسة فطرية.

يا إيران الصفوية والشعوبية والفارسية إن هؤلاء لا يريدون أن يفهموا بالسياسة، وإنما يريدون الإملاء على اليمنيين بما في روؤسهم ورؤسكم من أفكار خبيثة، ونهب اليمنيين، وتجويعهم، وتقطيع أوصال البلاد والعباد.

هؤلاء مجموعة عصابة مكونة من لصوص ساعات وبقر، وقطَّاع طرق، وأدعياء ومطبلين وزمارين، وجدوا أنفسهم في غفلة تاريخية على رأس سلطة في اليمن، وجدوا أنفسهم وقد تم فتح بنك مركزي أمامهم لم يستوعبوا معنى كلمة البنك المركزي، فقاموا بتحميل كل ما فيه بالشاصات إلى الكهوف والبدرومات، كيف يمكن للعالم التعامل مع هؤلاء بمنطق السياسة أو السلام.

وبيّن عشية وضحاها وجدوا أنفسهم بالبدلات العسكرية المدججة بالنياشين، ويحكمون وزارات غير معترف بها، وها هم اليوم مضى على إقالة حكومة غير معترف فيها أسابيع، وسيظلون شهوراً حتى يتم التوصل إلى تشكيل حكومة أخرى غير معترف فيها، وليس لها أي صلاحيات حقيقية؛ لأن الصلاحيات الحقيقية بيد المشرفين، وهكذا يستمرون باللعب على عامل الوقت والزمن، وهذا خطير.

وهم غير جادين في كل شيء من الألف إلى الياء: غير جادين بالسلام، وغير جادين بإطلاق المخفيين والأسرى، وغير جادين بفتح الطرقات، وغير جادين بتسليم الرواتب، إلا لو كانت شحتة من دول بعينها وعينهم عليها -بلاشك، وغير ذلك كثير وكثير من أمور الدولة.

هؤلاء لصوص الإنسانية بلا ضمائر، أو ذرة وطنية، وكل خطاباتهم عن الوطنية هي بغرض السرقة والنهب والجبايات والفيد، وتمرير أجندتهم مع عامل الزمن.

لا يهمهم الوطن أو المواطن، كل همهم ملء جيوبهم وبدروماتهم بأموال الشعب، وما دامت طيرماناتهم قائمة، وتخطيطهم الليلي حول نهب البلاد والناس ومراوغة العالم جميعاً، فلا يهمهم شيء آخر. عصابة "يومها عيدها"؛ لا يفكرون ببناء مدرسة للجيل الحالي والقادم، ولا إصلاح طريق سوى الترقيع والترقيع على حساب منظمات دولية تتعاطف مع الشعب، وهلمَّ جرَّاً في كل جوانب الحياة.

لا يحترمون وطناً، ولا يقدسون قانوناً، ولا يعترفون بجوهر الدولة، ولا يعرفون شيئاً عن ماهية  الدولة وكنهها، ومازالوا يحاولون القضاء على الدولة العميقة في البلاد، وها هي السنوات تمر من بين أيدينا  ونحن في السنة العاشرة من ألاعيب الحوثيين، والمراهنة على الزمن والقضاء على إرادة اليمنيين، وامتحان صبرهم وثباتهم اللامحدود، ويوماً ما قريباً، ستنكسر شوكتهم فإرادة الشعوب لا تقهر، وقد تأتي الشوكة، التي تقصم ظهورهم، على هيئة رواتب الناس، التي يتلاعبون بها، ويهددون أصحابها بالذهاب إلى الجبهات للحصول عليها، أو على هيئة  تطاول على عَلَم البلاد ونشيدها الوطني مثلاً، ومظالمهم أكثر من أن تعد أو تحصى، ولكن واحدة من هذه المظالم ستكون كفيلة بجرفهم جميعاً.

لقد تشيَّعت صنعاء لفترات غريبة من فترات التاريخ، ثم عادت إلى رشدها، وقامت بكنس كل من خالف فطرة اليمانيين الصافية.

مقالات

شهادات مجروحة في الإبداع

لطالما قرأنا شهادات وتزكيات الأدباء لبعضهم البعض، سواء كانوا كتّابًا أو شعراء، والحقيقة التي يجب النظر من خلالها أن الشللية ليست على مجال معين أو ميدان واحد، بل تمتد إلى كل ما يخطر على البال وما لا يخطر على البال.

مقالات

مات فؤاد الحميري وقصيدته ستُكمل المعركة

مات فؤاد الحميري، وترك لنا بناته القصائد، يتيماتٍ مثلنا، يُحاربن كما نحارب، ويُكملن ما لم نستطع إكماله. رحل الصوت الذي كان يُشبه صوت الثورة حين كانت صادقة، رحل من كان كلما أنشد بيتًا من شعر، أنبت في صدورنا جمرة لا تخبو، جمرة تهتف للكرامة، وتحرض على التمرد، وتدعو إلى بناء وطنٍ لا يُدار بالبندقية، ولا يُحكم بالعائلة، ولا يُفرَّق فيه الناس بين جبلٍ وساحل، بين شمالٍ وجنوب.

مقالات

حرب الظلال.. من يمسك بخيوط الشرق الأوسط؟ الجزء (2)

في خضم النزاعات المعقدة التي تعصف بالشرق الأوسط، كثيراً ما تُسلّط الأضواء على الأبعاد العسكرية والاقتصادية بوصفها المحددات الحاسمة لتوازنات القوى. غير أن هذه القراءة، رغم واقعيتها الظاهرة، تُغفل طبقات أعمق وأكثر تجذراً في البنية الذهنية والسلوكية للفاعلين؛ طبقات ترتبط بالاعتقاد، والذاكرة، والتاريخ المُتخيل. فخلف كل تحالف معلن، وضربة عسكرية، وعقوبة اقتصادية… تقف منظومة كاملة من الدوافع الرمزية والنفسية التي تُعيد إنتاج منطق الصراع، وتُشرعن أدواته، وتُؤدلج نتائجه.

مقالات

عن تصعيد طارق صالح ضد الرئيس العليمي

لسوء الحظ، لم يحظَ بيان الأمانة العامة للمكتب السياسي – على افتراض أن المكتب السياسي مكون قام بذاته وليس قيادة لمكون هو المقاومة الوطنية – بالأهمية التي يستحقها، فهو يؤشر إلى أول تصادم سياسي معلن بين عضو مجلس القيادة العميد طارق صالح، ورئيس مجلس القيادة الدكتور الجنرال رشاد العليمي.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.