مقالات

أيُّ مستقبل للحوثيين بعد حرب إسرائيل وإيران؟

07/07/2025, 13:38:16

بتهديداتهم المتكررة وغير الواقعية أو العملية، لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا، وحتى التلويح باستهداف بعض دول الجوار، يضع الحوثيون أنفسهم في مواقف لا يُحسدون عليها، ليس فقط من جهة ردود فعل تلك القوى الدولية في حال تكررت مغامراتهم باستهدافها مباشرة أو من خلال التعرض لسفنها في خطوط الملاحة المارة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ولكن أيضاً لكون تلك التهديدات باتت تُثير السخرية والتندّر لدى كثير من الأوساط في تلك الدول.

هدد الحوثيون بالرد في حال تدخلت الولايات المتحدة في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، لكن كل ما فعلوه هو إطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل، تم اعتراضه وإسقاطه قبل اقترابه من الأجواء الإسرائيلية، كما هي العادة، باستثناء صاروخ وحيد أحدث "حفرة" بالقرب من مطار بن غوريون، وكان ثمن الرد عليه دماراً هائلاً ألحقته المقاتلات الإسرائيلية بموانئ الحديدة وعدد من المنشآت المدنية الحيوية في مناطق سيطرة الحوثيين.

قبل ذلك، كانت جماعة الحوثيين قد أعلنت فرض حظر جوي على مطار بن غوريون، وحذّرت السفن من الاقتراب من ميناء حيفا ذي الأهمية الحيوية القصوى لإسرائيل.

كما أعلنت الجماعة الحوثية أنها اشتبكت مع حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" في البحر الأحمر ثلاث مرات خلال يوم واحد، لكن الحاملة الأمريكية عادت إلى الولايات المتحدة بعد أن حققت أهدافها.

وفي واحدة من مبالغات الجماعة، كان الحوثيون قد أصدروا قراراً يقضي بتصنيف الولايات المتحدة وبريطانيا كدولتين معاديتين لليمن.

الأغرب من ذلك، هي دعوة الجماعة، أواخر إبريل 2019، إلى محاكمة الأمريكي دونالد ترمب في الحديدة، ونشرت صحيفة "الثورة" التي يديرها الحوثيون في صنعاء إعلاناً قضائياً غريباً دعا فيه "المتهمين" للحضور إلى مقر المحكمة في محافظة الحديدة (غربي اليمن)، وأمهلهم مدة شهر، وإلا فسيُصار إلى محاكمتهم كـ"فارّين من وجه العدالة".

وكان الحوثيون قد أعلنوا، في العام نفسه، عن بدء جلسات محاكمة ترمب و62 يمنياً وأجنبياً بتهمة "اغتيال" رئيس ما يُعرف بالمجلس السياسي، صالح الصماد، ومرافقيه.

لكن ما هو أسوأ من الزوابع، أن يصر الحوثيون على استهداف إسرائيل على خلفية حربها الوحشية في قطاع غزة، وفي ضوء النتائج التي أفرزتها الحرب بين إيران وإسرائيل، والترتيبات الواسعة في سوريا ولبنان والعراق، وذلك ليأتي الرد الإسرائيلي مدمراً، ولا يُلحق ضرراً بالغاً بالحوثيين، بقدر ما يُلحق خسارةً باليمن لأهم منشآته المدنية الإستراتيجية البالغة الأهمية بالنسبة لليمن وشعبه، فيعود الحوثيون إلى توعد الولايات المتحدة وإسرائيل للتصدي لمقاتلاتهما الشبح إف-35.

ومن جانبه، قال وزير إسرائيل، إسرائيل كاتس، إن "التعامل مع الحوثيين سيكون كما جرى مع إيران"، في إشارة إلى إمكانية أن نشهد عمليات عسكرية واستخبارية أوسع نطاقاً من هجماتها السابقة على مناطق سيطرة الحوثيين، خصوصاً في صنعاء أو الحديدة وغيرهما.

مقالات

غزَّة أولاً

حرب الإبادة على غزة، وصمود شعبها، فيه تقرير مصير أمَّتِنَا العربية، ومستقبل سيادتها على أرضها.

مقالات

"خطوة إلى الأمام خطوتان إلى الوراء" (2)

في أول اجتماعٍ حزبي كنا خمسة أو ستة أعضاء، ولم يكن بينهم أحد من قريتي، لكن خوفي كان قد تبخّر، وكان المسؤول الحزبي شخصاً في غاية اللطف، يقول كلامًا بسيطًا عن الظلم والعدالة وعن الحزب، وكنت قد بدأت أستلطفه.

مقالات

الحوثي.. وحشية بلا هوادة تفتت النسيج اليمني

لم يعد بيننا وبين الحوثي مساحة يمكن البناء عليها. لا رابط نقي يمكن ترميمه، ولا أرضية أخلاقية تصلح لحوار. ما فعله بهذه البلاد تجاوز حدود الخلاف، هوى بها إلى درك من الوحشية والتفكك، مزّق النسيج الاجتماعي، وحوّل الروابط إلى رماد. ارتكب مجازر لم توثقها كل الكاميرات، وقتل الآلاف بدم بارد. مارس انتهاك الكرامات، وسحق الحقوق، وزرع الخوف داخل كل بيت. من السجون خرجت صرخات لا تجد من يصغي، ومن البيوت خرج الناجون بلا ذاكرة، محملين بألم لا يُحتمل. لا يمكن توصيف الحوثي كجماعة مسلحة فقط، هو منظومة متكاملة لصناعة الرعب.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.