مقالات

إنجازات العمل الخيري.. حقائق ومعطيات

24/02/2025, 14:25:51

في زمن الحرب، وأمام انشغال الحكومة "الشرعية" بإدارة ملفات الصراع والوضع الإنساني، ولا مبالاة سلطات الأمر الواقع "الحوثية"، يبرز اليوم دور الجمعيات الخيرية والهيئات الحقوقية والاجتماعية بشكلٍ فاعلٍ في تخفيف معاناة المواطنين على أكثر من صعيد.

استطاعت المبادرات الأهلية إبرام صفقات تبادل للأسرى والمختطفين؛ تكاد في مجموعها تبدو أكثر مما أنجزته الأمم المتحدة والهلال الأحمر والصليب الأحمر الدولي.

وتمكّنت بعض المبادرات من إقناع طرفي النزاع بفتح بعض الطرقات، بل وترميم بعض الطرقات، وشق أخرى لكسر الحصار عن بعض المناطق.

بصرف النَّظر عمّا شاب العمل الخيري أو الأهلي أو الحقوقي والإنساني، المدعوم من قِبل الأمم المتحدة أو جهات مختلفة في دولٍ عدة، من مظاهر فساد، واستحواذ على الوظائف والأموال، ومن حالات "ارتزاق" وابتزاز، فقد ظهر في هذا المجال فاعلو خير كثيرون، من رجال وسيدات الأعمال، ونشطاء من الشباب والشابات في كل الحقول والجوانب، تميّزوا بالشفافية والنزاهة والنوايا الحسنة، عملوا من داخل وخارج البلاد لخدمة مجتمعهم المجروح، ورفع بعض البُؤس عنه.

تنوَّعت أشكال النشاط المدني والاجتماعي لتشمل أنشطةً ثقافية متنوِّعة بهدف التعريف بالهُوية الوطنية، والتراث الحضاري لليمن، ومنتجاته، وقام الكثير من الأفراد والجمعيات والشركات بعمل ذلك من خلال المهرجانات والمعارض والأسواق والفعاليات، محلياً وإقليمياً وعالمياً.

رأينا يمنيين عديدين يَعرضون محصول البُنَِ والعسل، والأزياء التقليدية، وشاهدنا مبدعين يُحيون فعاليات فنية ومعارض تشكيلية فردية، وكل ذلك في سبيل التعريف بتراث اليمن القديم والحديث، وفي مسعىً واضحٍ لاستعادة اليقين والثقة بالذات بعد كل "التجريف" و"التحريف" والتشوُّهات التي أساءت كثيراً إلى صورة اليمن وتاريخه العريق جراء الحرب التي سقط في أتونها خلال السنوات العشر الماضية.

لم يقتصر العمل التطوّعي الأهلي على المبادرات الخيرية، بل امتد إلى التوعية المجتمعية بمخاطر بعض الظواهر والآفات كـ"القات" وآثاره السلبية البالغة الضرر بالصحة العامة، انتقالاً إلى ما ينتج عن تعاطيه من أمراض خطيرة، نفسيةٍ وعقليةٍ، وفي مقدمتها "السرطان"، إلى جانب التبعات الأخرى لزراعة وتناول "القات" على المستوى الاقتصادي، وغيره من الجوانب كاستنزاف المياه الجوفية، والتوسّع في زراعته على حساب الحبوب والفواكه وغيرها.

يحدث ذلك النشاط الأهلي المدني رغم كل أعمال العنف والقمع والتضييق على الحقوق والحريات والاعتقالات التعسفية، وعمليات الخطف والتغييب والإخفاء القسري؟ التي طالت حتى موظفين مدنيين يعملون في منظمات الأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات الدولية، التي اضطرت إلى إيقاف مساعداتها ومعظم أنشطتها، خصوصاً في مناطق سيطرة الحوثيين -شمال غرب البلاد.

يجب أن نقرَّ -كيمنيين- أننا نكابد محنةً عظيمةً بحق، ولم نعد نعرف لها مخرجاً بعد فشل كل جولات الحرب في حسم الصراع القائم، وإخفاق جميع الوساطات والمساعي الإقليمية والدولية، واختلاط ملفات الداخل بالخارج بشكلٍ معقّد للغاية.

ليس أمامنا جميعاً من بديل بعد كل هذا اليأس والشعور بالإحباط من تخاذل كل أطراف النزاع، وهوان أمر البلاد عليها، سوى أن نعمل جميعاً، سواءٌ ما بقي من أحزاب سياسية أو منظمات وهيئات اجتماعية وشخصيات عامة ووجاهات قبلية، من أجل تضميد جراح بلادنا وشعبنا، كلٌ من موقعه بقدر ما يستطيع، أملاً في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.. "فما لم يكن من المُمكن إدراكه كله لا ينبغي تركه كله".

مقالات

عجائب الحروب مع الأعداء

تتبدّى لنا غرابة التفكير العربي في الوقت الراهن من حيث تقديم عدو وتأخير آخر، مع أن كليهما عدوان سافران واضحان بعداوتهما بلا هوادة.

مقالات

الوصول إلى الحوثي عبر الحرس الثوري

على مدى العقود الثلاثة الماضية، أظهرت العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران قدرة مدهشة على الجمع بين التنسيق والتعاون والتنافس، خصوصًا في ملفات أفغانستان والعراق. لم تتردد واشنطن في نسج خيوط تعاون غير مباشر مع طهران أثناء غزو العراق وبعد سقوط نظام صدام، وتطور التعاون لاحقًا إلى مستوى من التحالف والشراكة في قمع المكوّن السني، ومنع سقوط الحكومة العراقية الموالية لكلٍّ من الولايات المتحدة وإيران، تحت ذريعة الحرب على تنظيم القاعدة، ولاحقًا داعش.

مقالات

أفول إيران.. بقاء الحوثي!

معركة كسر العظم التي تدور الآن بين الكيان الصهيوني وإيرن، تعيد الحوثي إلى المشهد، ليس فقط بالمشاركة المنسقة في المعركة إلى جانب طهران، بل باعتباره ذراعها المركزي لمواجهة الغرب

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.