مقالات

"الحكومة وتضييع الفرص"

05/03/2024, 13:54:32

لا يمكن لرئيس أن ينام ليلة واحدة هانئة إن كان يحكم بلدا كاليمن في ظروف راهنة كهذه، صعبة ومرهقة.

ومع ذلك تمتلئ الواجهة الخاصة في وكالة سبأ برئيس الجمهورية رشاد العليمي بالتهاني والتعازي للداخل والخارج، وكأنه يحكم واحدة من تلك الدول التي لا يشغلها غير تنمية مواردها الاقتصادية، بحثا وضع أكثر رخاء للمواطنين.

طوال سنوات الحرب التسع لم تقد الحكومة الشرعية مرة واحدة الفعل نحو خطوة جديدة، ولم تتصرف مرة واحدة خارج الخطة السعودية المرسومة لها، ولم تقل يوما إن هذا قراري أو قرار الشعب.

سياسة الحكومة في تضييع الفرص السانحة لتدمير مليشيا الحوثي تنتهي بتصرفات عاجزة ومخيبة للآمال.

أتاحت الأوضاع الداخلية والخارجية للحكومة الشرعية مرات عديدة لتنهي هذه المعاناة الطويلة أو على الأقل لتستعيد الكثير من المناطق التي ما زال يسيطر عليها الحوثي إلى اليوم، لكنها لم تتصرف مرة واحدة بشجاعة كما ينبغي، بل على العكس فهي تمارس سلطتها بحكمة زائدة من الأفضل أن لا يتمسك بها العليمي كثيرا.

في الثاني عشر من نوفمبر حين بدأت عمليات الحوثي المهددة لسفن التجارة العالمية كانت الفرصة أمام الحكومة الشرعية سانحة لتقنع العالم أجمع بالفعل لا بالاستجداء أنها البديل المناسب والقادر على تأمين المنطقة.

لكن ماذا فعل العليمي غير محاولة إقناع الأمريكان، واستجداء الأطراف الإقليمية بالموافقة على استعادة البلاد التي يحكمها العليمي، ويريدها الشعب حرة وديمقراطية وقوية وخالية من المليشيات.

ينتظر العليمي الإذن من العالم، لكن العالم لن يمنح سلطة ضعيفة مشكوكا في قدرتها وغير شجاعة على اتخاذ قرار كهذا.

تركت الحكومة الشرعية محافظة الحديدة نتيجة لضغوطات أمريكية أوروبية انتهت بالقبول باتفاقية ستوكهولم، أما الحوثي فلم يفعل ذلك أبدا.

لم يستأذن الحوثي أحدا حين قرر مهاجمة سفن التجارة في البحر، وما زال يقود الفعل ويتمسك بكل فرصة يمكنها أن تضع المزيد من أوتاد حكمه القائم على النهب والظلم والتمييز الطبقي والقوة الحديدية.

ما زال رشاد العليمي يقود البلد المقسم والمفتت والضعيف بسياسة تقليدية تملأها الكثير مما يعتقد أنه الحكمة في مرحلة لا تحتاج غير إرادة قوية وقرار شجاع.

تعيش أمريكا أضعف فتراتها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، وفي حال أضاعت حكومتنا هذه الفرص لتغيير الواقع العسكري في اليمن، فمن يدري أن لا يقايض الحوثيون الولايات المتحدة من خلال إنهاء هجمات البحر الأحمر مقابل الاعتراف بشرعيته.

قد توافق أمريكا الضعيفة والمترددة والتي لا تريد أن تخوض حربا في الشرق الأوسط، فجروحها هناك كثيرة، ومن الأفضل لها أن تُبقي المنطقة هادئة للتفرغ نحو روسيا والصين على أن تملأ رأسها بالمزيد من الصداع.

مقالات

حضرموت .. أزمة واحدة وسرديتان

هذا نصٌّ تحذيريٌّ يحاول قراءة مسارٍ يتشكّل أمام أعيننا لا مجرّد سرد أخبارٍ متفرّقة. خلال الأيام الأخيرة تمدّد الغضب المعيشي في حضرموت من انقطاعات الكهرباء والوقود إلى ساحاتٍ أوسع، فيما تصاعد الجدل حول معنى “النظام والقانون” وحدود القوة. في الوادي، خصوصًا تريم وسيئون، بدأت الحكاية من مطالب خدميةٍ واضحة ثم انزلقت إلى احتكاكاتٍ وتفريقٍ بالقوة وتوقيفات. ظهرت تعبيراتٌ قبليةٌ رمزيةٌ تؤشّر إلى أن المجتمع يرفع سقف حمايته الذاتية حين يشعر بأن القنوات المؤسسية لا تُنصفه. هذا لا يحوّل الاحتجاج إلى فعلٍ قبليٍّ خالص، لكنه يذكّر بأن الفراغ السياسي يُملأ سريعًا بأطرٍ اجتماعيةٍ تقليدية عندما تغيب الاستجابة الجادّة.

مقالات

الزمن اليمني الجميل .. ما هو؟

سوى الذكريات.. ذكريات الزمن، ذلك القريب منه والبعيد، الجميل فيه وغير الجميل، لم يعد ثمة ما تهتم به غالبية اليمنيين في حاضرها، هروباً مؤقتاً من واقعها المحاصر باليأس والإحباط، أو التفكير في مستقبلها الغامض المجهول.

مقالات

الوصفة السحرية لصناعة القطعان

منذ زمن طويل، يحاول علماء النفس وفلاسفة السلوك فهم العلاقة بين الذاكرة والذكاء؛ فكلاهما من أعمدة الشخصية الإنسانية، لكن تفاعلهما قد ينتج صورًا متباينة جذريًا من البشر. وإذا أردنا تبسيط هذه العلاقة، يمكننا النظر إليها عبر ثلاثة أنماط رئيسية:

مقالات

المعنى آخر أسلحتك للبقاء

ليست المتاعب ولا الصدمات، لا الفشل ولا كل ضروب القسوة، هي ما قد تدفعك إلى الانتحار، مهما كان ما تواجهه من حياة موحشة؛ بمقدورك مجابهتها، حتى لو كنت وحيدًا جدًا وتعيش في صحراء خالية من البشر،

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.