مقالات

"الانتصارات" للحوثي والصفقة لإيران!

10/05/2025, 16:58:51

الاستعراض الحوثي بالأسلحة الإيرانية في البحر الأحمر انتهى إلى صفقة مع ترمب.

لا شيء مكلِّف بالنسبة لطهران: مليشيا مطيعة ومجانية، وبعض الصواريخ عديمة الفائدة، تطير مسافات طويلة، لا تقتل أحداً، وتنتهي في حفرة ثم تدور الدّعاية: لقد قصفنا أمريكا و إسرائيل!

لا تتحمّل طهران النتائج، هي فقط تحصد الأثمان، والدَّمار حصراً لليمنيين.

سيخرج حوثي بكل غطرسة التفاهة رافعاً الجنبية للتحدِّي، وآخر يهتف "من يوسّعها"!

ستقلع 30 طائرة حربية صهيونية، تلبية لنداء الـ"توسيع "، ستضرب في كل مكان و"ستوسعها" في كل اتجاه!

لا يظهر الحوثي اكتراثا، فهو يفتدي الأمن الإيراني بالأرض التي تواطأ العرب لاقتطاعها لطهران.

ما من شيء ذي قيمة للحوثي إذا كانت تخص البلد.

مصانع الإسمنت التي كابد اليمنيون لإنشائها على مدى عقود، دمّرتها الوكالة الحوثية لإيران في غمضة عين.

سيصبح ميناء الحديدة حطاماً هائلاً، وستشتعل محطات الكهرباء، وسيتحول المطار الوحيد في صنعاء إلى أطلال.

على مدرج المطار، ستشعل إسرائيل 3 طائرات تتبع الشركة الوطنية الوحيدة، وكأنها تدخن غليوناً.

الطائرات الثلاث تساوي ثلثي الأسطول الفقير، ويمكنك أن تكون على يقين بأن هذه الطائرات منحتها السعودية للحوثي عبر مجلس الصداقة الثماني "الإماراتي السعودي" للحفاظ على الروابط العميقة مع عبدالملك، وتسكين غضبه!

ليَمت الشعب اليمني إذن فوق ما هو مدمّر وبلا حيلة. ذلك ليس مهماً، المُهم أن لا يغضب فتى إيران، حصان طروادتهم الذي يمتطونه لتمزيق البلاد.

وهم مطمئنون لكفاءته. لقد قالها المقبور العنصري حسن زيد؟ قبل سنوات من مصرعه: سنسلمها مدمّرة!

كان الدّمار محفزاً لرقصة الموت الإيرانية في صنعاء، وها إن المليشيا باغتتها النشوة، فحققت نصراً إيرانياً فارقاً، ثم خرج مدمنو التوسيع، ليحتفلوا وخلفهم حطام الطائرات التي دفنت هناك ولن تقلع أبداً.

في لحظة حاسمة، سيكون خامنئي قد اكتفى بذلك القدر مؤقتاً، وفي طاولة بعيدة سيبرم المرشد صفقة مع ترمب  تنهي تلك العروض الحوثية في البحر الأحمر.

بشكل نهائي أو إلى أجل مسمى، المهم أن خامنئي قرر الإنحناء، وقد اكتفى مؤقتاً بهذا القدر من الدّمار الذي لحق باليمن. لا مشكلة لديه في أن يُقاتل حتى آخر حوثي، وآخر ضحية يمني.

سيتهلل وجه عبدالملك الحوثي، العبد المطيع لخامنئي، وسيعلن الفوز على ترمب!

لقد استسلم ترمب أخيراً!

قبل أشهر قال مسؤول إيراني، لم أعد أتذكر اسمه، إن طهران لا تريد أن تخوض حرباً. أكّد بحزم أن لديهم التزامات تجاه بلدهم، ويسعون لتحقيق الرفاه للشعب الإيراني.

بالنسبة لعبدالملك المهم أن يموت اليمني ليعيش ويهيمن الإيراني. تلك هي غاية وجود الحوثي.

لأكثر من عقد، ظل زعيم المليشيا بيدقاً بيد الشاه المُعمم، يؤدي واجبه بإخلاص ضمن منظومة الأمن الإيراني وقِلاعه. لم يكن يمثل خطراً على أحد غير الشعب اليمني، لذلك كان اللعبة المفضلة ليس لإيران فقط، لأشباهها العرب في الجانب الآخر، حيث يغرز "الأشقاء" سكاكينهم في جثة اليمن.

في رقصتها الأخيرة، خشيت طهران أن ترى بعضاً من ارتدادات إدارتها لذراعها المليشياوي، في أرضها، فأرسلت أمراً حازماً بالتوقف، والبدء بمرحلة ملاطفة ترمب.

لقد أحب ترمب تلويحة الصفقة الإيرانية التريليونية، وإذا نجحت التفاهمات، ستأخذ طهران "الشيطان الأكبر" بعيداً في أحضانها!

ستكون إيران حينها، قد حصلت على المكافأة على شكل استثمارات وعقود وتنمية، وعلاقات حميمة مع شيطانها المحبب.

في المقابل، سيكون عبد الملك قد حصل على كل فرص "توسيعها"، وسيلتقط مع أتباعه صور "الانتصارات" فوق البلد الذي اختطفه وحوّله إلى خرابة.

في جانب آخر من الصورة، ستبرز البلاهة فاغرة فاها في لقطة ثُمانية، أصحابها مرتبكون، تارة يصرخون في وجه إيران، بحسب التوجيهات، وطوال الوقت يجثون على ركبهم في ملهى طويل العمر!

 

مقالات

واحسرتاه على اليمن!

بالأمس، تسمَّر اليمنيون أمام الشاشات يحدوهم أمل كبير بأن يكون لليمن حضور في زيارة ترامب للسعودية وقطر والإمارات، والقمة الخليجية، لكن وبكل أسف ظهرت خيبة اليمنيين جميعاً، وأسفرت عن كتابات لبعض الأقلام المميزة، التي صبَّت جام غضبها على الشرعية الفاسدة التي أوصلت نفسها بفسادها إلى هذا الواقع المزري والبائس، حيث لا وجود لوجودهم، وأوصلوا اليمن ليكون نَسْياً منسيّاً. لم يتحدث أحد عن ميليشيا الانقلاب، لأن أمرهم مفروغ منه تماماً، وهو أن وجودهم وبقاءهم مرهون بفساد الشرعية وغياب الرؤية عند دول الإقليم، وأطماع وأحقاد الإمارات التي لا تريد أن ترى يمناً موحداً، وألاعيب الغرب الرأسمالي الوقح.

مقالات

أبو الرُّوتي (35)

كان الطلاب في كلية "بلقيس" ينقسمون عند كل دعوة للتظاهر إلى قسمين؛ قسم يعارض الخروج في المظاهرة، ويقول إن الدراسة أهم وأكثر فائدة من الخروج، وقسم يرى أن الخروج في المظاهرة أهم من الدراسة. وكان هؤلاء يخوِّنون الطلبة والمدرِّسين الذين يعترضون على خروجهم، ويخوِّفونهم، ويتهمونهم بأنهم إما جبناء أو عملاء.

مقالات

مستقبل الشرعية اليمنية إلى أين؟

في خضم الأحداث والتحولات التي يمر بها اليمن حالياً، كسائر دول المنطقة، جاءت إقالة أو استقالة رئيس الحكومة اليمنية السابق (أحمد عوض بن مبارك) لتكشف، ليس فقط عن أزمة بنيوية مركبة تعانيها جميع مؤسسات “الشرعية”، أي القيادة والحكومة، بل لتوضح عمق تلك الأزمة، سواء على مستوى الأداء السياسي أو المالي والإداري، أو على صعيد تعثّر محاولات معالجة الوضع الاقتصادي، الذي يشهد تدهوراً ملحوظاً يتمثل في شُحّ واردات الدولة من قيمة النفط والغاز بعد استهداف جماعة الحوثيين لموانئ التصدير والتهديد بمهاجمة الناقلات القادمة إليها، والتراجع الحاد لسعر العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، وما يترتب على ذلك من غلاء في معيشة المواطنين وحصولهم على قدر مقبول من احتياجاتهم الضرورية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.