منوعات

أسرة الفنان عبدالكريم مهدي تتحدث لموقع بلقيس: راتبه 50 ألف ريال ولم يتم تسوية وضعه منذ رحيله

18/05/2023, 10:40:32
المصدر : قناة بلقيس - محمد الجرادي - خاص

تنقضي الذكرى السنوية الثانية لرحيل واحد من أبرز نجوم الدراما والكوميديا في اليمن، الممثل القدير والشاعر الغنائي عبدالكريم مهدي، وسط غياب أي فعل ثقافي رسمي من شأنه إحياء سيرته، التي ادأمتعت جماهير المسرح، ومشاهدي الشاشة الصغيرة، وألهمت العديد من المسرحيين والدراميين الشباب، وملأت الحياة بهجة وابتسامات.

ففي السادس عشر من مايو/ آيار من العام 2021، سكت القلب اللاهج بالحب والحياة والجمال في لحظة خاطفة ومفاجئة، خلّفت ذهولا وعزاء واسعين، و"تفاعلا رسميا" سوف لن تصمد مظاهره ولو إلى حلول السنوية الأولى لرحيله المؤسف.

 لكن بالمقابل، يقول نجله بسام (17 عاما)، وهو ضمن عشرة من البنين والبنات، إنه بقدر الشعور المتعاظم بالفقدان، الذي يلازمهم جراء رحيل والدهم، فإنهم فخورون بما تركه من محبة في قلوب الناس، فقد أحبوه كشخص وكفنان، وأحبو كل أعماله. "نحن نلمس ذلك في تعاملهم معنا".

جاء في نعي وزارة الإعلام والثقافة والسياحة، في الحكومة الشرعية بعدن، قبل عامين، أن الفقيد مهدي "يعد من أوائل الفنانين الكبار، الذي قدموا أعمالاً فنية في ثمانينات القرن الماضي، حيث التحق بفرقة المسرح الوطني بتعز في العام 1986، وعيّن رئيساً لقسم المسرح في مكتب الثقافة في العام 1997، ثم عيّن مديراً لمكتب الثقافة في مديرية القاهرة في العام 2002، وانتخب أميناً عاماً لنقابة الفنانين للمهن التمثيلية في العام 2004". ومع ذلك رحل مهدى مخلفا راتبا شهريا لا يتجاوز خمسين ألف ريال تتلقاه الأسرة بشكل شهري، حسبما أفاد نجله بسام. نافيا، في الوقت نفسه، وجود أي مبادرات رسمية أو حتى وعود بتسوية الوضع المالي الوظيفي لوالدهم.

أعطى الفنان الراحل مهدي الكثير من قلبه وروحه للفن والثقافة والحياة، منذ بواكير حضوره على خشبة المسرح الوطني، والشاشة الصغيرة، وتعلقه بالشعر والغُناء، قبل ما يزيد عن ثلاثين عاما.  

وجدير بالقول إن رحلته مع الكوميديا والدراما، التي عرفه الجمهور على نحو أوسع من خلالها، بدأت مع شخصية "ناجي" في مسلسل "دحباش في مهب الريح"، بجزئيه الأول عام 1990، والثاني في العام 1993، ثم تلت ذلك أعماله المسرحية، وِشارك مع نخبة من مسرحيي تعز في تجربة "مسرح الشارع". 

قبل مشاركته بأدوار مهمة في العديد من الأعمال الكوميدية والدرامية التلفزيونية، منها: مسلسل "حكاية سعدية" عام 1994، ومسلسل" ذئاب ولكن" عام 2008 ، ومسلسل "أبو الخير" عام 2000، ومسلسل "ناهش طاهش" عام 2003، ومسلسل "همي همك" بجزئيه الأول عام 2009، والثاني عام 2010، ومشاركته أيضا في فيلم "الهروب" إلى الموت"، الذي فاز بجائزة المهرجان الثاني للأفلام اليمنية. ثم مسلسل "فرحان مش فرحان" عام 2013، ومسلسل "حاوي لاوي" بجزئيه الأول عام 2017، والثاني عام 2018، وصولا إلى مسلسل "عسل صافي" عام 2019، ومسلسل "جمهورية كورونا" 2020، ومسلسل "ليالي الجحملية" في جزأين، ومسلسل "مخلف صُعيب" عام 2021.

"طيلة رحلته مع المسرح والدراما، لم يفكر عبدالكريم مهدى بأكثر مما يجب أن يحمل ما يقدمه للناس من قيم نبيلة وخلاقة تؤازر وتسند وتعلي من الخير والمحبة والسلام والجمال.

"لم يكن يهمه المال بالرغم من حاجته له"، هكذا جاءت شهادة الممثلة القديرة سحر الأصبحي، في حديثها لموقع "بلقيس نت " عن الراحل مهدي.

وأكدت أن مشوارها الفني ترافق مع الفقيد مهدي في العديد من الأعمال المسرحية والمسلسلات التلفزيونية: "لقد جمعني معه أكثر من عمل درامي منذ عرفته لأول مرة، في العام 1988، في مدينة تعز، تشاركنا في مسلسل دحباش الجزء الثاني والثالث، ومسلسل أبو الخير، وغيرها من الأعمال الدرامية. كما تشاركت معه في عمل مسرحي واحد هو أبو العيال، والتقى نشاطنا أيضا في أوبريتات وطنية، في مراحل ومناسبات مختلفة".

في يونيو / حزيران عام 1964م، كان ميلاد عبدالكريم مهدي، لأبوين سوف ينشأ في ظلهما، ويشاركهما في سنوات صباه "بيع الخضار" في سوق الصميل (أشهر أسواق مدينة تعز).

وإلى اللحظات الأخيرة من أسفاره اللاحقة مع المسرح والدراما والشعر والغناء، ظل مهدي "يملأ الحياة بهجة وضحكا"، وفق تعبير الروائي على المقري في تدوينته على "فيسبوك". يوافقه، في ذلك، الكاتب والمخرج الدرامي المعروف خليل العامري، بالقول: "طوال مسيرة العم عبدالكريم مهدي مع الفن، كان منتمياً للبساطة والتلقائية في الأداء، ومنحازاً للكوميديا، للابتسامة.. كان بابا نويل الذي ظل يهدينا البهجة لأكثر من ثلاثين عاماً". 

وأضاف: "عندما كان مهدي يتحدث بلهجته التعزية وبلكنته المميزة... تفوح مشاقر جبل صبر.. ويطل عبق الأصالة من باب موسى والباب الكبير، بل تتردد في الأرجاء ابتهالات قادمة من الأشرفية وجامع الجند".

وقالت الفنانة نجيبة عبدالله: "لم أعرف عبدالكريم مهدي، ولو للحظة من مشوار طويل تقاسمناه مسرحا ودراما، بعيدا عن كونه فنانا وإنسانا حقيقيا ونادر". 

ويتذكر، بالمناسبة، الممثل الشاب زين العابدين أبلان روح الدعم السخية المبذولة من مهدي بسخاء للشباب والواعدين: "لقد أخذ بيد الكثيرين في مراحل البدايات مع المسرح والدراما، وأنا واحد منهم".

وتعددت اهتمامات مهدي في علاقته مع الثقافة والفن، فقد عُرف بكتابته للقصة القصيرة، وإن كان بشكل مُقل، لكنه عُرف أكثر كشاعر غنائي من طراز رفيع. وقد تغنى من كلماته عدد من الفنانين منهم: عبدالغفور الشميري، ونجيبة عبد الله، وعبده إبراهيم الصبري، وأحمد مهيوب، وعبد الحكيم الحجاجي.

سبق لمهدي أن صرَّح في إحدى لقاءاته الصحفية، عام 2014، أنه بصدد جمع وطباعة ديوان غنائياته الشعرية، دون أن يشير إلى عنونة نهائية للديوان.

ولم تنجح محاولاتنا في الوصول إلى المسؤولين في مكتب الثقافة بتعز؛ للبحث عن إجابة عن مصير الديوان الشعري الغنائي، الذي تداولت وسائل الإعلام ومواقع الأخبار، بالتزامن مع وفاة مهدي قبل عامين، أنه تحت الطبع. إلا أن نجله بسام أوضح سماعه فقط عن طباعة كتاب لوالده، مؤكدا: "في الواقع لم أرِ الكتاب إلى الآن".

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.