تقارير

هل ينجح الانتقالي في نقل الفوضى من عدن إلى حضرموت؟

19/11/2025, 09:12:10

بعد أسابيع من الهدوء، تعود محافظة حضرموت إلى حالة من التوتر الأمني والتصعيد العسكري، حيث شنت قوات الدعم الأمني المشكلة حديثًا، والتابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا، اعتداءات وإطلاق نار تسببت بوقوع إصابات بين المدنيين، عوضًا عن اختطاف مدنيين، الأمر الذي أثار مخاوف المجتمع والقبائل من مغبة نقل فوضى عدن إلى حضرموت وفتح الباب لفوضى جديدة.

على الصعيد السياسي، لوّح فرج البحسني، عضو مجلس القيادة الرئاسي ونائب رئيس المجلس الانتقالي، باتخاذ قرارات أحادية، محملًا رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي مسؤولية تجميد ملفات حضرموت الحساسة، وهي خطوة قد تمضي على غرار القرارات الأحادية التي أطلقها عيدروس الزبيدي في وقت سابق، مما يفتح الباب أمام سؤال جوهري: هل يمضي الانتقالي في نقل الفوضى من عدن إلى حضرموت؟

- فشل المجلس الرئاسي

يقول الصحفي عبدالجبار الجريري: "أظن أن الفشل الذريع الذي أبداه المجلس الرئاسي، كونه لم يستطع أن يقدم أي حلول لمعالجة المشكلة في محافظة حضرموت منذ أن بدأ حلف قبائل حضرموت في التصعيد وإلى اليوم، قد أدى إلى توتر الأوضاع بشكل أكبر، إلى أن وصلت إلى هذه الحالة السيئة للغاية".

وأضاف: "ربما المجلس الانتقالي اليوم يسعى إلى تكرار سيناريو عدن وسقطرى وأبين وشبوة في محافظة حضرموت".

وتابع: "تقع المسؤولية بدرجة أساسية على المجلس الرئاسي، كونه لم يحتوِ المشكلة، ولم يستجب لمطالب أبناء محافظة حضرموت، ولم يُظهر جدية أو تفهمًا لهذه المطالب، ولم يترجم القرارات التي تم الإجماع عليها داخل المجلس الرئاسي على أرض الواقع".

وأردف: "المجلس الرئاسي لا يزال إلى الآن مترددًا في تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه، وهذا يضعه بشكل مباشر كالمسؤول الأول عن كل هذه الأوضاع التي تشهدها محافظة حضرموت، وهذه التوترات التي شهدتها في الأيام الأخيرة".

- الحوثي هو المستفيد

يقول مدير وحدة الدراسات الميدانية بمركز مداد حضرموت، حسين بن عبيدالله، إن الأحداث التي حدثت مؤخرًا في حضرموت لا تعكس طبيعة الواقع أو المجتمع الحضرمي، فخلال الفترة الماضية منذ بداية الانقلاب الحوثي استطاع الحضارم بقياداتهم ومكوناتهم وأحزابهم أن يجنبوا المحافظة مثل هذه الصراعات.

وأضاف: "كانت هناك محاولات دؤوبة لجر المحافظة إلى أتون هذه الصراعات والنزاعات التي يراد لها أن تكون مثل المحافظات الأخرى أو المحافظات المحررة التي حصلت فيها مثل هذه الإشكالات".

وتابع: "نتمنى ألا ينجر المجتمع الحضرمي ومكوناته، وأيضًا الأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظة، إلى هذه الفتنة التي يراد بها تعطيل الحياة في حضرموت، وإدخالها في دوامة لا يمكن أن تكون في مصلحة أحد إلا مصلحة المخربين أو من يخدمون أجندة خارجية أو محلية، مثل أجندة الحوثي الذي دائمًا ما ينتعش ويكسب المزيد من الوقت في ظل وجود صراعات في المناطق المحررة أو بين المكونات داخل المجلس الرئاسي أو الشرعية اليمنية".

- شماعة الجنوب

يقول المنسق الإعلامي في مركز دراسات الرأي العام، الموالي للمجلس الانتقالي، وضاح الحريري: "أولًا أحب أن أقول للمواطن الحضرمي والجنوبي إن حضرموت ليست ساحة صراع بين قوى خارجية، ولا ملعبًا للفوضى، ولا مساحة يُقرَّر مصيرها من الخارج".

وأضاف: "حضرموت جنوبية ومكانتها أكبر من أن تُدار بالريموت أو تُترك لفراغ أمني عانت منه سنوات طويلة".

وتابع: "الشيء الغريب والمخجل أننا نتحدث وما تزال القوات الشمالية المتواجدة في وادي حضرموت التابعة لعلي محسن الأحمر وحزب الإخوان، وحتى بعض الوحدات المرتبطة بالحوثي، جاثمة في وادي حضرموت، بينما أرضهم الأصيلة في صنعاء وعمران كلها تحت سيطرة الحوثي".

وتساءل: "هل يعقل أن يتركوا أرضهم وبيوتهم وأهلهم ويقرروا مصير حضرموت؟ أي منطق هذا؟ فهؤلاء لا يحق لهم البقاء في أرض ليست أرضهم، ووجودهم غير طبيعي وغير مقبول في هذا الوقت".

وأردف: "الأدهى من ذلك أنهم يصنفون القوات الأمنية الجنوبية بأنها غازية أو مدعومة من الإمارات، ويريدون من أبناء حضرموت أن يصدقوا بأن هذه القوات التي أتت إلى حضرموت تتبع الشرعية! أي شرعية وهم تركوا كل الشمال للحوثي؟ وأي وطن وهم صاروا غرباء في أرض غيرهم؟".

وزاد: "هؤلاء ليسوا حماة الوطن، هؤلاء غزاة جاؤوا ليبقوا فقط، لأن وجودهم في حضرموت أسهل لهم من استعادة أرضهم من الحوثي، وفي المقابل القوات الجنوبية التي يحاولون تصنيفها بالغزاة هي بالأصل من أبناء الجنوب".

وقال: "يخرج علينا بعض خبراء الخارج ليخبرونا ماذا يجب أن نفعل داخل بلادنا… نفس الوجوه ونفس الخطابات وكأن الزمن توقف عندهم منذ عام 2011".

وأضاف: "للأسف، أصبح هؤلاء يتاجرون باسم حضرموت أكثر مما يدافعون عنها، ويقدمون روايات مشوهة لا تخدم إلا الفوضى ومشاريع الخارج، بينما الرجل الحضرمي والجنوبي على الأرض يعرف تمامًا من الذي يهدده ومن الذي يحميه".

في السياق، يقول الصحفي الحضرمي عبدالجبار الجريري: "عندما يتحدثون عن الدول الخارجية التي تتحكم في بعض الأطراف اليمنية، فالمجلس الانتقالي صُنع في دولة الإمارات، وجاءت به الإمارات ونشرته في المناطق الجنوبية، والجميع يعلم هذا الأمر".

وأضاف: "في 2015 عندما كان بعض قيادات المجلس الانتقالي الحاليين في صفوف جماعة الحوثي، كان هناك 3000 مقاتل حضرمي شاركوا في تحرير عدن ولحج وأبين وقدموا الأرواح والدماء".

وتابع: "اليوم عندما تأتي دولة الإمارات وتأتي لنا بأفراد من الضالع ومن لحج إلى محافظة حضرموت من أجل حماية الأمن في المحافظة، فهذه أكذوبة ولا أحد يصدقها على الإطلاق".

وأردف: "أبناء محافظة حضرموت قادرون بفضل الله على حماية محافظتهم، ولدينا عشرات الآلاف من أبناء المحافظة عاطلين عن العمل، وهؤلاء أولى بالتجنيد من الذين يتم جلبهم من الخارج، ونعلم أن قوات ما يسمى بالدعم الأمني الممولة من الإمارات ليست حضرمية".

وزاد: "نحن نرحب بالجميع، وحضرموت ما تزال مأوى لكل أبناء اليمن، لكن نقول إنه لا ينبغي أن تتشكل في المحافظة قوات غير شرعية وغير دستورية، لا تخضع لوزارة الدفاع اليمنية ولا لقيادة المنطقة العسكرية الثانية، وإنما تتبع بشكل مباشر دولة الإمارات، وهذا ما نعترض عليه، وهذا ما يرفضه كل أبناء حضرموت".

تقارير

هكذا تسلب المليشيات الهوية وتستثمر في الفقر!

بعد يومين فقط من تعميم مصلحة الأحوال الشخصية والسجل المدني بصنعاء بمنع التعامل مع البطاقات الشخصية ووثائق الهوية المنتهية الصلاحية، أصدر البنك المركزي بصنعاء تعميمًا آخر بمنع التعامل بها في استلام التحويلات المالية وكافة المعاملات المالية للمنشآت الخاصة والعامة.

تقارير

على حافة الانهيار.. الإصلاحات الاقتصادية آخر فرصة لإنقاذ اليمن

مع تسارع الأزمات الاقتصادية والإنسانية في اليمن، يزداد معاناة المواطنين يوميا بين تأخر الرواتب وارتفاع الأسعار وتقلص الخدمات الإنسانية. الحكومة الشرعية تواجه شحا في الموارد وعجزا عن دفع الرواتب منذ أشهر.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.