تقارير

مخيمات النزوح في مأرب.. إهمال حكومي وكوارث متكررة

17/04/2024, 14:06:36
المصدر : قناة بلقيس - خاص

يعيش ملايين النازحين في محافظة مأرب ظروفا إنسانية كارثية تتفاقم مع مرور الوقت، وتهدد حياتهم بشكل مباشر، ومن أوجه المعاناة أن العديد من الأسر النازحة تضطر إلى العيش في خيام متلاصقة، مما يشكّل بيئة خصبة لانتشار الحرائق والأوبئة.

تفتقر مخيمات النازحين في اليمن، لا سيما في مأرب، إلى أبسط المقوّمات الأساسية للحياة، بما في ذلك المأوى الآمن، وشبكات الكهرباء الآمنة، مما يجبر النازحين على استخدام مولدات كهربائية بدائية، وربط الأسلاك بطُرق عشوائية، وهذا ما يزيد من خطر نشوب الحرائق، كما أن المخيمات لا تتوفّر فيها أدوات السلامة الكافية لمكافحة الحرائق كطفايات الحريق، مما يهدد حياة النازحين.

في الجانب الآخر، تعجز سيارة الإطفاء عن الوصول إلى المناطق المنكوبة بسبب ضيق الطرقات وعشوائيتها داخل المخيمات، فمن المسؤول عن العمل على إعادة تخطيط المخيمات، وتوفير الخدمات الأساسية، وتحسين تدابير السلامة لضمان حياة آمنة للنازحين؟

- ضحايا

يقول مسؤول الإيواء في الوحدة التنفيذية للنازحين في مأرب، أحمد القفيلي: "للأسف الشديد، ما حصل من حريق ليلة البارحة هو جزء من سلسلة من الحرائق، التي شهدتها مخيمات النزوح، لكن ما حصل البارحة كانت فاجعة كبيرة، بأن هناك أكثر من 5 أسر خسرت كل ما تمتلك في مخيم آل صايل؛ نتيجة التهام الحريق مساكنهم، وأصبحت الأسر في العراء".

وأضاف: "هذه ليست المرّة الأولى، وإنما ضمن سلسلة من الحرائق التي وصلت إحصائيتها إلى 546 حريقا، إلى يومنا هذا، والتي تسببت بالعديد من الوفيات والإصابات، إذ وصلت إلى 30 حالة وفاة، وأكثر من 70 حالة إصابة، والأعداد مرشحة للزيادة، في ظل تهالك المأوى الطارئ، الذي تسكن فيه غالبية الأسر النازحة في مخيمات النزوح بمحافظة مأرب".

وتابع: "إذا لم يتم تغيير المأوى من مأوى طارئ إلى المأوى الانتقالي، الأكثر ديمومة والأكثر أمانا وحفاظا على النازحين، سنشهد في الأيام القادمة -إذا سمح الله- الكثير مثل هذه الحالات".

وأردف: :لدينا في محافظة مأرب 201 مخيما، توزع في مديريات المدينة، ورغوان والوادي وحريب، والأسر الساكنة في هذه المخيمات أكثر من 75% منها تسكن في مأوى طارئ، وهذا المأوى الطارئ مكون من الخيام، أو من الشبكيات التي تغطيها الخيام، والمواد والطرابيل الممزّقة، ومعظمها يوجد فيها مواد قابلة للاشتعال، فسرعان ما تحصل الحرائق إذا حدثت شرارة من طفل، أو كهرباء أو شيء".

وزاد: "غالبية الأسر، التي تعيش في مأوى طارئ، رصدناها في تقاريرنا، وناشدنا شركاء العمل الإنساني أن يغيروا هذا المأوى، لأن العمر الافتراضي للمأوى الطارئ، الذي حددته معايير المنظمات الدولية، هو 8 أشهر بالأكثر، وهذه الأسر صار بعضها تسكن فيه أكثر من 6 سنوات".

وقال: "غالبية الأسر لا تمتلك مطابخ، ويكون المطبخ في السكن نفسه، أو يكون المطبخ قريبا من السكن، ونتيجة للوضع الاقتصادي، والوضع الصعب الذي تعيشه الأسر النازحة والمجتمع، تعتمد الأسر على الطبخ بواسطة الحطب، مما يؤدي إلى نشوب الحرائق، إلى جانب الشبكة العشوائية للكهرباء".

وأضاف: "يستخدم غالبية النازحين أسلاكا رديئة في الشبكة العشوائية للكهرباء، بسبب الوضع الاقتصادي، ولا يوجد معهم خبراء تسليك، ولا فنانيين كهربائيين يقومون بعملية التسليك".

- وضع عشوائي

يقول الصحفي عدنان الشهاب - أحد النازحين في مأرب-: "إن المخيمات في وضعها العشوائي، والتوصيل العشوائي للكهرباء، والتزاحم الكبير جدا، هي أكبر المسببات في اندلاع الحرائق".

وأضاف: "كما حدث في أكثر من مكان، معظم المخيمات التي اشتعلت فيها الحرائق هي المساكن الطارئة، أو مساكن مصنوعة من القش".

وتابع: "معظم المخيمات قد عفا عنها الزمن، خصوصا بعد مرور 9 سنوات من النزوح، لا سيما في فصل الصيف، تتهالك بسبب درجة الحرارة المرتفعة في محافظة مأرب".

تقارير

بين الفساد المؤسسي وتعدد مراكز النفوذ.. مستقبل غامض للإصلاحات الحكومية

تتزامن في اليمن سلسلة من القرارات والإعلانات الرسمية التي تكشف حجم التآكل المؤسسي واتساع الفوضى داخل أجهزة الدولة، حيث أعلن رئيس الحكومة، سالم بن بريك، اتخاذ إجراءات تقشفية صارمة، تشمل تقييد سفر الوزراء وكبار المسؤولين للحد من الإنفاق وضبط الأداء التنفيذي في عدن.

تقارير

العنف متعدد الوجوه.. النساء في قلب حرب لا تنتهي

في اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، يمر هذا الموعد في اليمن بثقل واقع لا يلين. فعلى الرغم من رمزية المناسبة، تعيش النساء واحدة من أعنف البيئات عالميًا، حيث تتقاطع آثار الحرب الطويلة مع العنف الأسري والمجتمعي، ويشتد تأثير عنف الأجهزة الأمنية والمليشيات جنبًا إلى جنب مع العنف الرقمي والتمييز القانوني.

تقارير

"الحلقة المفرغة الاقتصادية".. هل تنجح الإصلاحات أم تبقى مجرد شعارات؟

وعود كثيرة واجتماعات متكررة ونتائج صفرية، هكذا يقول اليمنيون وهم يصارعون أزمة اقتصادية خانقة، وينتظرون حلولاً من المجلس الرئاسي والحكومة. فمنذ قرابة شهر على صدور قرار مجلس القيادة الرئاسي بشأن الإصلاحات الاقتصادية وتوحيد الإيرادات، يظل الحديث يتكرر في كل اجتماع يضم المجلس ورئيس الحكومة، لكن يبدو أن لا شيء تغيّر حتى الآن

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.