تقارير

ما مكاسب إيران من القوة المتنامية لمليشيا الحوثي؟

19/04/2024, 08:14:53

عادةً ما ينظر لمليشيا الحوثي بأنها مجرد أداة إيرانية، فهل هذه المقاربة حقيقية، أم أن مليشيا الحوثي هي أيضا تحقق مكاسب خاصة بها من خلال علاقتها بإيران؟

بات يُنظر لمليشيا الحوثي، اليوم، كقوة مهيمنة في اليمن، ولاعب مؤثر فيما يُعرف ب"محور المقاومة"، فقد سعت طهران لدعم مسار التفاوض السياسي بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية؛ للخروج باتفاق يضمن تعزيز موقفها في المنطقة.

إلى ذلك، يرى محللون أن الأحداث في البحر الأحمر نقلت المعركة إلى مناطق مختلفة، وقامت بخلط ملفات إقليمية ببعضها بعد أن تحوّلت مليشيا الحوثي إلى لاعب إقليمي مؤثر أسهم بصورة مباشرة في تعزيز قدرات طهران في المنطقة.

- تحقيق أهداف واسعة

يقول الصحفي في مركز صنعاء للدراسات، مراد العريفي: "إن ما بعد السابع من أكتوبر كانت علاقة مليشيا الحوثي بإيران شديدة الأهمية أكثر مما كانت سابقا، خصوصا أن إيران أعادت اكتشاف مليشيا الحوثي، حيث لم تعد جماعة محلية لها أهداف محلية، وربما كان أبعد مدى لها أنها تشكل ضغطا على السعودية لخدمة أهداف إيران في المنطقة، على اعتبار أن الطرفين يخوضان حربا بالوكالة في الإقليم".

وأضاف: "إيران، اليوم، قادرة على أن توظف مليشيا الحوثي في تحقيق أهداف أكبر وأوسع، بعد أن أعادت اكتشافها بأنها قادرة أن تغيّر المشهد السياسي والجيو سياسي والعسكري في المنطقة".

وتابع: "أصبحت مليشيا الحوثي، اليوم، بطريقة أو بأخرى مؤثرة بشكل كبير على الكثير من الملفات، التي أعاد المجتمع الدولي قراءتها، من خلال توسّع الصين، وأهداف الولايات المتحدة طويلة المدى، وأهداف الاتحاد الأوروبي، وغيرها من الملفات المتشابكة، خصوصا وأنها قادرة على المناورة، وعلى اكتساب المزبد من الوقت، والضغط في أكثر من اتجاه".

وأردف: "مليشيا الحوثي قادرة على أن تقدم نفسها كجماعة سياسية وعسكرية، والآن تسعى لأن تحظى باعتراف شرعي، وهذا إذا ما حصل سيكون الأمر مختلفا تماما، وهذا كله عائد إلى إيران، التي استثمرت بشكل محدود هذه المليشيا، والآن تحصد مكاسب كبيرة منها".

وزاد: "انخراط مليشيا الحوثي في العمليات العسكرية، في البحر الأحمر، بعد السابع من أكتوبر، أعاد تشكيل ما يسمى بمحور المقاومة، وهو المحور الذي كانت مليشيا الحوثي تحاول أن تقدم نفسها فيه، وكان حزب الله في لبنان رأس حربته، إضافة إلى الفصائل العراقية المسلحة".

وقال: "مليشيا الحوثي أعادت تمركزها فيما يسمى بمحور المقاومة، حتى إنها أصبحت تنافس حزب الله على هذا المستوى، وهذا ما تشير إليه تصريحات القادة الإيرانيين، إضافة إلى العسكريين الحوثيين، خلال الأشهر والأسابيع الماضية، التي كانت مختلفة ومتطورة، حتى إنها فاجأت الكثير من العسكريين الأمريكيين".

وأضاف: "هناك خبراء عسكريون أمريكيةن يتحدثون عن تقنيات عسكرية مختلفة قادرة على إصابة أهداف عسكرية، وهذا ما قاله قائد المنطقة العسكري الوسطى الأمريكي، الذي أشار في تصريح له إلى سرعة الصواريخ الحوثية، وهذا كله مرجعه في الأخير إلى تقنية عسكرية إيرانية، ويشير إلى مدى التعامل والتخادم الحوثي - الإيراني".

- ذراع إيراني

يقول الباحث المختص في الشأن الإيراني، وجدان عبدالرحمن: "إن إيران، منذ بدء تدخلها بالشأن اليمني ودعمها لمليشيا الحوثي حتى اليوم، تتعامل مع المليشيا الحوثية باعتبارها أذرعا".

وأضاف: "على الرغم من أن الحوثيين هيمنوا وسيطروا على صنعاء، وأصبحوا يسيطرون على السلطة في صنعاء، لكنهم ما زالوا أذرعا للنظام الإيراني، ويستجيبون لكل المطالب التي تريدها إيران".

وتابع: "لا ننسى أن الشعارات، التي تطلقها مليشيا الحوثي (الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل) إيران هي من صدّرتها لهذه المليشيا، وليس هذا فحسب، بل إن العقيدة المذهبية لدى مليشيا الحوثي أصبح هناك اختلاف كبير عن ما كانت عليه، وعن طبيعة المجتمع اليمني".

وأردف: "إيران أثرّت على القرار الحوثي بشكل كبير، حتى إنها قامت بتقسيم الجماعة إلى قسمين، قسم منهم من يوالون بشكل مباشر، ويدعمون من قِبل إيران، وهو الأسلوب الذي تتخذه إيران في كل الدول التي تتدخل فيها، حيث تقوم بوضع نقاط ضعف في داخل الطرف الذي يعتبر حليفا لها".

وزاد: "نشهد في سوريا مثلا: الفيلق الرابع أصبح خصما لبشار الأسد، فإيران موّلت قائد الفيلق الرابع، ماهر حافظ الأسد، ووقفت بجانبه أكثر من الرئيس بشار الأسد".

وقال: "إيران تستخدم مليشيا الحوثي خدمة لمشاريعها، وهذا الأمر شاهدناه في الاتفاقيات التي تمت بين إيران والسعودية، حيث أصبح هناك تغيّر كبير في خطاب وسلوك مليشيا الحوثي مع المملكة العربية السعودية، بعد عودة العلاقات السعودية - الإيرانية".

- ورقة رابحة

تقول الباحثة في الشأن الإيراني، أمل عالم: "إن القوى الإيرانية الصاعدة شكَّلت إضافة ومزايا إضافية للاستراتيجية الإيرانية في المنطقة، وأيضا على الصعيد الدولي".

وأضافت: "مليشيا الحوثي تضيف للقوة الإيرانية على أصعدة مختلفة، منها على الصعيد الأمني والسياسي وحتى الإيدلوجي، فالإستراتيجية الأمنية الإيرانية تقوم بشكل رئيسي في مسألة خلق قوة رادعة بإمكان إيران أن تستخدمها في الحفاظ على أمنها القومي، وفي هذا الصعيد شكلت مليشيا الحوثي أوراقا رابحة من خلال تهديدات البحر الأحمر، كما رأينا مؤخرا".

وتابعت: "الضغوطات والتهديدات، التي شكلتها مليشيا الحوثي، خلقت تهديدا أمنيا لمنطقة الخليج، وهي منطقة نفطية ومورد أساسي للنفط، من خلال ابتزاز عملية تصدير أو توريد النفط في المنطقة، يشل من حركة الاقتصاد العالمي، تتمكن إيران من ابتزاز الساحة الدولية من خلالها".

تقارير

طفل يموت كل 13 دقيقة.. تحذير أممي من تفشي الأوبئة في اليمن

يواجه اليمن كارثة صحية مروّعة، فالأمراض المُعدية تحصد أرواح الأطفال، والنظام الصحي منهار بفعل الحرب، لدرجة أن منظمة الصحة العالمية قالت إن 600 طفل ماتوا، خلال العام الماضي، فقط بسبب مرض الحصبة، وهو واحد من الأمراض التي تحصد أرواح اليمنيين في وقت يمكن الوقاية منه بالتطعيم.

تقارير

بواسطة الأقمار الصناعية.. صور تكشف بناء الحوثيين أنفاقا تحت الأرض

يظهر التحليل، الذي أجراه المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، لصور الأقمار الصناعية أن الحوثيين يحفرون وينشئون منشآت عسكرية جديدة وكبيرة تحت الأرض، التي يمكن أن تعزز من حمايتهم في حالة نشوب صراع في المستقبل.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.