تقارير
ما جدوى انضمام اليمن إلى تحالف عسكري دولي في هذا التوقيت؟
تحالف عسكري دولي جديد؛ لتأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب، وتقود الولايات المتحدة الامريكية عملية تشكيله، وليس من المؤكد ما إذا كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي ستكون منخرطة فيه بشكل مباشر، أم أن التحالف سيعمل على تأمين سفنها في البحر الأحمر نيابة عنها.
وكالة "سبوتنيك" الروسية نقلت عن مصدر في الحكومة اليمنية تأكيده عن تلقي الحكومة اليمنية عرضا أمريكيا للمشاركة في التحالف، وموافقة الحكومة عليه.
حتى الآن لم يعلن عن مشاركة الحكومة في هذا التحالف بشكل رسمي، غير أن تسريب الخبر بهذه الطريقة يوحي برغبة في تنفيذه دون أن يخضع لأي شكل من أشكال النقاش المؤسسي.
- ما الجدوى؟
يقول الباحث في الشؤون السياسية والعسكرية، عبدالرحمن الربيعي: "إن الحديث واللغط حول التحالف الدولي لحماية البحر الأحمر كثر، لكن إذا تحدثنا عن الجدوى من هذا التحالف، الذي تدعو إليه الولايات المتحدة، فإن الولايات المتحدة لن تذهب بعيدا عن فزاعات لا أكثر".
وأضاف: "هذا التحالف البحري لن يجدي نفعا على الإطلاق، ولا جدوى منه، لأن معركتنا مع مليشيا الحوثي معركة برية، فما الذي سيضيفه التحالف إذا جمعت عددا من الدول والقطع البحرية إلى البحر الأحمر وخليج عدن؟".
وتابع: "إسرائيل تحتمي بأمريكا لكي على الأقل تمنع عنها الإحاطة العربية، التي تشكلها إيران بأذرعها في المنطقة، وأمريكا تستنجد بحلفائها العرب، والحلفاء العرب يستنجدون بالقوى الوطنية في الداخل".
وأردف: "قوات طارق صالح، وقوات الانتقالي، لن تقدم شيئا ما لم تحصل على دعم حقيقي، من الولايات المتحدة الأمريكية، وترفع يدها عن الحوثيين".
وقال: "الحل الوحيد في دعم الحكومة الشرعية وقواها الفاعلة على الأرض، أما تحالف بحري، ضد من؟ وكيف؟".
وأضاف: "إيران استطاعت أن تسجل نقاطا متقدمة جدا عن الولايات المتحدة، وعرفت من أين يعض الكتف الأمريكي".
- المتضرر الأكبر
يقول الصحفي رماح الجبري: "إن التسريبات بشأن انخراط اليمن في التحالف الدولي هو سبق صحفي، وسيتم الإعلان عنه رسميا في حال تم إقرار المشاركة، واعتقد أن المشاركة ستكون ضرورية وإجبارية للحكومة في تحالف مثل هذا، لأن الخطر الذي يهدد الملاحة الدولية هو في السواحل اليمنية، فكيف لا تكون اليمن مشاركة في هذا التحالف".
وأضاف: "مليشيا الحوثي قدمت نفسها بصورتها الحقيقية كجماعة إرهابية تهدد الملاحة البحرية، والتجارة العالمية، ولا تهمها المصالح اليمنية، فقط تهمها المصالح الإيرانية".
وتابع: "المجتمع الدولي اليوم يدفع ثمن سياساته الخاطئة تجاه اليمن، فعندما هُددت المصالح الدولية بدأ المجتمع الدولي يتحدث عن تصنيف مليشيا الحوثي كجماعة إرهابية، وعن خطر هذه المليشيا".
وأردف: "عندما كانت المليشيا تهدد مصالح اليمنيين، ومصالح الإقليم والمملكة العربية السعودية، كان المجتمع الدولي يقدم الحوافز للمليشيا ويلغي تصنيفها كجماعة إرهابية، ويمارس الضغوط على الحكومة والتحالف".
وزاد: "هذه المفارقة تكشف أن المجتمع الدولي لا يرى سوى مصالحه، وعندما وجد المصالح الأمريكية - الإسرائيلية تُهدد، وأن التجارة الدولية في خطر، بدأ بالتحرك".
وقال: "عندما نتحدث عن المصالح والأضرار الحقيقية لما يحدث في البحر الأحمر، فإن المتضرر الأكبر هو اليمن وجمهورية مصر العربية، وقناة السويس".