تقارير
ما تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية على الشرق الأوسط؟
بعد أكثر من 11 يوم على الحرب الإسرائيلية الإيرانية، بات واضحاً أن معادلة النصر والهزيمة معقدة كثيراً، وباتت إسرائيل لا تستطيع وحدها تحقيق الأهداف المعلنة من حربها على إيران، وأنه لا يمكن إنهاء البرنامج النووي الإيراني دون إسقاط النظام في طهران.
في المقابل، يحتاج إسقاط النظام في طهران إلى حرب طويلة، لن تصمد معها تل أبيب، وبالتالي لا بد من تدخل أمريكي مباشر، لكن هذا التدخل من شأنه أن يشعل حرباً شاملة، لن تكون المنطقة العربية بمنأى عن تداعياتها.
في الحروب لا شيء خارج الاحتمال
يقول الباحث في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، عبد الغني الإرياني، إن الحرب قد بدأت تُظهر أن قدرات الطرفين على خوض حرب بعيدة المدى، عبر 1500 كم تفصل بينهما، لا يمكن أن تستمر لفترة طويلة.
وأضاف: يبدو أن إسرائيل قد بدأت تشكو من نقص في الذخائر المضادة للصواريخ، بينما تشكو إيران من النقص في قاذفات الصواريخ، وبالتالي أصبح كل طرف يعاني من القصف بشكل أكبر مما كان في البداية.
وتابع: هذا يدعو للاعتقاد بأن الحرب بينهما لن تستمر أكثر من أسبوع أو أسبوعين.
وأردف: تغيير خارطة الشرق الأوسط هو ما يحلم به نتنياهو، وفي الحروب لا شيء يمكن أن يكون خارج الاحتمال، لأن الأخطاء التي تحدث في اتخاذ القرارات أثناء الحروب قد تُحوّل قضية صغيرة إلى قضية كبرى.
مشروع غربي
يقول الباحث في الشأن الإيراني، وجدان عبد الرحمن، إن إسرائيل عندما دخلت الحرب كانت تعرف تماماً أن هذه الحرب لن تكون لأيام أو لأسابيع فقط. فقد دخلت في حرب مع غزة، وها قد دخلت شهرها التاسع عشر حتى الآن، واستخدمت الكثير من الأسلحة، ومع ذلك لم تنتهِ الحرب بعد.
وأضاف: إسرائيل كانت تدرك أن هذه الحرب ستطول، رغم الحديث في البداية بأن الحرب في غزة ستكون لفترة قصيرة وستنهي حكم حماس، لكن هذا لم يحدث، فما بالها وهي تدخل في حرب مع خصم لدود منذ بداية الثورة الإيرانية وحتى اليوم؟
وتابع: النظام الإيراني يتحدث عن “محو إسرائيل”، فعندما تدخل إسرائيل في حرب بهذا الحجم، لا بد وأنها قد اتخذت كل الخطوات ودرست كل القضايا.
وأردف: لإسرائيل تنسيق وتخطيط مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا نشهد تزويدها بالذخيرة مستمراً وبشكل كامل، ولا أعتقد أن إسرائيل ستعاني من نقص في الصواريخ لاستهداف النظام الإيراني.
وزاد: ليس مستبعداً أن تتدخل الجماعة الحوثية في هذه الحرب، فإيران أنفقت مليارات الدولارات على أذرعها في المنطقة، لكي تكون بجانبها في وقت الأزمات. وذراع إيران في لبنان، حزب الله، أصبح شبه مشلول، لا يستطيع القيام بهذا الواجب، وسوريا انتهت، وحتى الميليشيات الموالية لإيران في العراق تخضع لضغط أمريكي على الحكومة العراقية.
وقال: موضوع تغيير الشرق الأوسط ليس سياسة إسرائيلية فقط، بل هو مشروع غربي، ولا أعتقد أن إسرائيل تدخلت في قضايا التغيير في الشرق الأوسط بمفردها، ما لم يكن هناك دعم غربي، وخطط مرسومة من قبل دول صاحبة قرار وتأثير.
وأضاف: قد يكون هناك سعي لإعادة إنتاج سايكس بيكو من جديد في المنطقة، وإسرائيل هذه المرة ستكون في مقدمة العمل على إيجاد هذا التغيير.