تقارير

في ظل تصعيد الانتقالي وخطاب العليمي.. ما مستقبل الوحدة اليمنية؟

23/05/2023, 06:31:09

يحيي اليمنيون الذكرى الثالثة والثلاثين للوحدة اليمنية وهي تعيش أخطر المهددات على الإطلاق، منذ العام 1994م، ليس من قِبل الكيانات الانفصالية فحسب، بل ومن أعلى قيادة الشرعية اليمنية، التي أصبح خطابها الرسمي يتماهى مع خطاب المجلس الانتقالي الانفصالي.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، في كلمته بمناسبة الذكرى الـ33 للوحدة اليمنية، فاجأ الشعب اليمني بخطاب صادم، برر فيه سلوك الجماعات الساعية للانفصال، بوصفهم أنهم اليوم محقون في الالتفاف خلف قضيتهم بعد أن انحرف مسار المشروع الوحدوي، وأفرغ من مضمونه وقيمته التشاركية بعد حرب 94م.

- الوحدة.. حصيلة أكثر من قرن

يقول الكاتب والباحث، زايد جابر: "من الملاحظ أن الناس هذا العام، الذين احتفلوا بعيد الوحدة، أكثر من العام الماضي ومن السنوات التي سبقته، كما حدث بالاحتفاء بالجمهورية بعد سيطرة مليشيا الحوثي على صنعاء".

وأضاف: "حين شعر الشعب بأن هناك مهددات على الجمهورية زاد تشبثا واحتفاء بها، وكذلك عندما تعلق الأمر بالوحدة الوطنية".

وأوضح: "هذه الذكرى، وهذا المنجز الكبير، حصيلة أكثر من قرن من الزمان، بل أشواق اليمنيين وطموحاتهم ونضالاتهم، وثمرة ثورتي سبتمبر وأكتوبر، بل وثمرة الجمهورية:.

وتابع: "من المفارقة أن البعض يحاول النظر إليها وكأنها كانت مجرد قفزة إلى المجهول، أو أنها مجرد منجز لهذا الشخص أو ذاك، ويتم تناولها بمعزل عن نضالات الحركة الوطنية ونضالات الشعب:.

وأشار إلى أن "التحديات أمام الدولة اليمنية موجودة، فهناك انهيار للدولة وللشرعية الممثلة لها، لكن ليس كما يتوهم البعض أنّ مجرد أنْ يسيطر هذا الفصيل أو ذاك بأن العالم سيسحب اعترافه، وسنصبح أمام دول، بل إن هذه من الأخطاء الشائعة التي تُجرِّئ الكثير من دعاة الانفصال، وتجعلهم ينظرون إلى أن الانفصال بات قاب قوسين أو أدنى، وتحبط الكثير من الوحدويين عندما يجدون مثل هذه التحدِّيات".

وبيّن: "بالنسبة للجمهورية والوحدة اليمنية هذا هو المركز القانوني المعترف به عالميا في المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي، وستبقى حتى وإن انهارت مؤسساتها ونظامها السياسي".

واستطرد: "صحيح قد تصنف الجمهورية اليمنية بأنها دولة تحدث فيها نزاعات وصراعات واقتتال مع مليشيات، حتى تخرج إلى طريق، إما بسيطرة أحد الأطراف، أو باتفاق الأطراف، والميزة اليوم بأن العالم لا زال يعترف بشرعية ممثلة للجمهورية اليمنية".

ولفت: "نموذج الصومال يعطينا مثالا بأن الانفصال ليس بالأمر الهين، ولا بالأمر السهل، رغم أن جمهورية أرض الصومال مسيطرة أكثر من 30 عاما إلا أنها لم يعترف بها أحد".

وزاد: "جنوب السودان ظل خمسين عاما، رغم أن الغرب كان يدعمه، وكانوا يريدون انفصاله، إلا أنه لم يتم الانفصال إلا بعد أن تم بأجواء آمنة، وبتعديل الدستور، وباستفتاء شعبي، وموافقة الجميع".

وتابع: "كردستان مسيطرة منذ أيام صدام حسين، ولديهم حكم ذاتي ومؤسسات، وعندما أرادوا الانفصال من طرف واحد فشلوا، رغم ضعف الدولة العراقية في تلك الفترة، ومحاربتها لداعش".

وقال: "نحن في اليمن لا يزال وضعنا أفضل حتى من وضع الصومال، لأن الشرعية اليمنية لا تزال معترفا بها، وهذا مكسب يجب الدفاع عنه، مهما كانت الشرعية ضعيفة، ما تزال هناك سفارات، ولا زالت الجوازات تصدر للناس، والعالم يتعامل معها، ولا يزال المركز القانوني للجمهورية اليمنية معترفا به".

وأضاف: "أهمية الحفاظ على الجمهورية والوحدة والمركز القانوني لها، والشرعية الممثلة لها، أن الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي حينما خرج من صنعاء ثم من عدن كان الحوثيون الانقلابيون، ومعهم مليشيات صالح في تلك الفترة، قد وصلوا إلى قصر المعاشيق عدن، وفر إلى حضرموت، ومن ثم إلى السعودية، ومع ذلك ظلت الشرعية المعترف بها معه، وصدرت قرارات مجلس الأمن، والعالم كله ظل معترفا به إلى اليوم".

وتساءل: "كيف يمكن لعاقل أن يفكر بأن نتخلص من السلاح الأقوى، الذي ما زال بيدنا اليوم، المتمثل بالجمهورية والوحدة اليمنية، لنعطي مليشيا الحوثي مجالا للمزايدة، وهي الحركة الانفصالية والسلالية والعنصرية والمناطقية الأولى، وفي نفس الوقت نصبح نحن مليشيا؟!".

واعتبر أن "الذين يدعون للإطاحة بالوحدة وعدم الاعتراف بها منحوا مليشيا الحوثي مجالا للمزايدة باسم الوحدة، أو من يرون أننا من أجل محاربة الحوثي يجب التخلص من الوحدة والاعتراف بالانفصال".

واعتقد: "شرعية من تبقى في الحكومة الشرعية هي شرعية الجمهورية اليمنية، لكن للأسف هناك محاولة لإرهاب الأصوات الوحدوية، ولا يمكن لشخص يعترف به العالم بأنه شرعي فيقوم بنفي شرعيته، وإعلان أنه مليشيا لا تختلف عن مليشيا الحوثي".

ويرى أن "شرعية دعاة الانفصال والمتحمسين للانفصال، التي يتعامل بها العالم، هي شرعية الوحدة والجمهورية اليمنية، فالناس والعالم يتعاملون مع عيدروس الزبيدي، وفرج البحسني، وكل من يتبنون الانفصال باعتبارهم أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي للجمهورية اليمنية".

وأشار إلى أن "هناك بعض الأصوات الوحدوية بدأت تنكسر، مع أنه لو قورنت بما حدث في العام الماضي، حينها لم يكن يجرؤ أحد حتى أن يتكلم".

وأوضح: "قضية أن هناك انفصالا قريبا وأن العالم سيعترف بهم بمجرد سيطرتهم على الأرض مجرد وهم".

وتابع: "من استمع لكلمة عيدروس الزبيدي في حضرموت، أول أمس، قال فيها: سنأتي بالاستقلال، وسنأتي بالدولة الجنوبية، وبعدها استدرك الأمر وقال: إن لم نأتِ بها نحن سيأتي بها أبناؤنا، وإن لم يأتِ بها أبناؤنا سيأتي بها الأحفاد، ما يعني أنه يدرك بأنه حتى وإن سيطر ولو لم يبقَ حتى وحدوي واحد في الجنوب لما اعترف العالم".

وبيّن: "إذا العالم ترك المجال لكل من يشعر بالظلم أو بالغبن في أي جهة ما للانفصال، لما بقيت دولة موحدة في العالم، ففي كل دولة نزعات انفصالية".

ويرى أن "قضية الجنوب عادلة واعترف بها الجميع من قبل، واعترفوا بها الآن، وتم الاعتراف بأن هناك مظالم حدثت، وإقصاء وانفرادا بالسلطة، بعد حرب 94م، وهذه الإشكالات في القضية الجنوبية تم طرحها بكل شفافية ومعالجتها في مؤتمر الحوار الوطني، وتم الاعتراف بها".

- تقرير المصير

من جهته، يقول الصحفي نشوان العثماني: "نحن أشدنا بخطاب الرئيس العليمي؛ لأنه خطاب رسمي من أعلى هرم بالدولة، يتحدث بنبرة مختلفة، لم يتعالَ، وأحق الحق، وقال إن هذه الشراكة تعرضت لما تعرضت له في 94م، ونحن الآن في صدد خطاب مختلف غير متعالٍ".

وأضاف: "من يقرر استمرار الوحدة اليمنية من عدميتها هو الشعب اليمني في الجنوب، وهو من يحق له تقرير المصير".

وأوضح: "يجب أن لا يُعرّف الجنوب كنزعة انفصالية، وإنما يجب أن يعرّف بأنها كانت دولة معترفا بها، ومساحتها أكبر من مساحة الشمال".

وتابع: "يحسب للمجلس الانتقالي أنه ما زال يمضي وفقا للمواثيق والعلاقات، وللجملة السياسية التي يفترض أن تتفهمها النخب السياسية".

تقارير

من جديد.. من المسؤول عن تعثر قائمة ملف الأسرى والمختطفين؟

تبادلت الحكومة ومليشيا الحوثي الاتهامات بتعثر تبادل زيارات الأسرى والمختطفين، واستغلال ملف السياسي المختطف لدى المليشيا محمد قحطان. المتحدث باسم الوفد الحكومي المفاوض، ماجد فضائل، قال إن "مليشيا الحوثي تستمر باستغلال ملف قحطان للمزايدة الإعلامية، وتصر على وضع العراقيل أمام الكشف عن مصيره".

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.