تقارير

في ريف لحج.. شغف الابتكار يحوِّل دراجة نارية إلى سيارة

23/01/2023, 15:02:22
المصدر : محي الدين الشوتري

لم يكن شغف الابتكار، الذي نجح فيه الشاب عبد الجليل مرشد (25 عاما) -من سكان بلدة الحصب (150 كليو مترا شمال لحج)، من خلال تحويل دراجته النارية، التي ظل يقتات منها سنوات عدة، وليد اللحظة، بل كان هواية منذ صغره؛ من خلال رسم العديد من الصناعات التي كان يقوم بها بطريقة بدائية. 

الشاب العشريني يعمل مهندسا للدراجات النارية من خلال محل صغير على مقربة من منزله. بدأ لديه هاجس ابتكار تطوير دراجته النارية منذ ما يزيد عن العام. 

يقول الشاب عبد الجليل مرشد لموقع "بلقيس" إن عملية تحويل الدراجة النارية اتخذت مراحل عدة، رغم الإخفاق في بعض المراحل، لكنه كان سرعان ما يعود إلى المواصلة من جديد.

انعدام المشتقات، أو ارتفاع أسعارها، وأثر ذلك في نقل حاجات الأسرة والبيت، دفعه إلى توسيع الدراجة، أو الاستفادة من الموتور الخاص بها، في جعلها ترفع أحمالا مضاعفة وبسعر أقل. 

- مال وجهد

أشار عبد الجليل إلى أنه أنفق في سبيل تطوير ابتكاره مبالغ كبيرة، تفوق قدراته، دون أن يتلقى دعما من أحد، لكن شغفه بمجال الهندسة والابتكار دفعه إلى محاولة تطوير دراجته، بدءا بدراجة ذات عجلتين إلى ثلاث عجلات، قبل أن تتجمع لديه فكرة تطويرها إلى سيارة صغيرة. 

يقول: "كما لم أصل إلى طريقة صناعة السيارة بشكلها الحالي من مرة واحدة بل استغرقت مرات عديدة، حيث لم أتمكن في بعض المرات من تركيبها بالطريقة التي تم رسمها في خيالي؛ جراء ضعف المعدات، وتم استخدام بعض الأدوات من مخلفات بعض السيارات المتهالكة، واستخدامها في عملية التركيب". 

تكشف دراسة مسحية قامت بها منظمة العمل الدولية والجهاز المركزي للإحصاء في اليمن تراجع المشاركة في قوة العمل وازدياد معدل البطالة، لاسيما في صفوف الشباب. 

وأظهر المسح تراجع معدل المشاركة في القوى العاملة من 45% إلى 36%، وبحسب ذلك المسح فإن معدل بطالة الشباب بلغ -بالنسبة لسنِّهم ما بين 15 - 24، 24%، بما يعادل زهاء ضعفي المعدل الوطني، علاوة على أن نحو ضعف الشباب  العاطل عن العمل (45%) لا يخضع لأي تدريب أو تعليم، فيما بلغت معدل مشاركة لفئة الشباب 25%، ومتوسط ساعات العمل لهذه الفئة وفق المسح 45 ساعة.

- معوِّقات التطوير

لكن رحلة الشاب عبد الجليل مرشد كانت لا تخلو من صعوبة؛ في مقدمتها شحة الإمكانات التي حدَّت من تطويره لهذه السيارة، حيث يعتمد حاليا على عجلات دراجة نارية، وهي لا تتلاءم مع مكونات صناعة السيارة، حيث يقول: "إن إطارات السيارات حجمها صغير، ولذا لم أستطع قيادتها مسافات بعيدة؛ مخافة تعطلها وانقلابها؛ لتواضع معداتها"، كاشفا عن طموحه في تحويل عجلاتها الى عجلات سيارة في المرحلة القادمة، حتى يتسنَّى له قيادتها مسافات بعيدة خارج المديرية. 

يعتمد مرشد حاليا على سيارته الصغيرة في نقل أغراضه من السوق، والسير نحو مسافات قليلة، لكنه يقول إن صغر العجلات عرضته لمتاعب كبيرة، في مقدمتها تلفها، وتعطلها مرات عديدة، كما حدث له مؤخرا عندما عمل على تحميلها بعض الأدوات الثقيلة، والسير بها مسافة أكبر  من السابق. 

وأكد الشاب أنه عاكف على تطوير صناعته، رغم شحة الإمكانات، وإصلاح تهالك عجلاتها من خلال تركيب عجلات ذات إطار أكبر من الحجم الحالي، حتى يتمكن من قيادتها نحو مسافات أطول، دون الاقتصار على تلبية احتياجات منزله من خلال اعتماده عليها.

ويُمنِّي الشاب العشريني نفسه بأن يجد ابتكاره اهتماما ودعما يمكِّنه من تطويره، سواء من قِبل الجهات الحكومية أو المنظمات الدولية، حيث إن لديه العديد من الأفكار لصناعة الكثير، لكن الإمكانات الشحيحة وعدم توفُّر المعدات تعيقان طموحه.

خاص
تقارير

الشرعية أو السعودية.. من يملك القرار السيادي في اليمن؟

في حين كان اليمنيون يحتشدون في الشوارع دعما لقرارات الحكومة بإيقاف عمل البنوك في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي كانت الحكومة تتراجع عن ذلك القرار بدعوى المرونة الاقتصادية، وعدم تحميل المواطنين في مناطق سيطرة المليشيا تبعات القرار.

تقارير

"قصر حبشوش".. أبرز مَعَالم الحيَّ اليهودي في صنعاء يتحوّل إلى خرابة

على مقربة من البوابة الشرقية لحيّ اليهود، تظل مظاهر الخراب شاهدةً على انهيار وزوال قصر المؤرخ اليهودي اليمني "حاييم" حبشوش، تاجر الذهب والفضة الشهير، الذي عاش في الفترة ما بين 1833 ـ 1899م، وباعتباره شخصية مثقفة ومقرباً من السلطة آنذاك.

تقارير

كيف عملت السعودية على تقديم اليمن بلا ثمن لإيران وأدواتها؟

منذ ليلة السابع من أبريل من العام 2022م، لم يعد المشهد السياسي اليمني واضح المعالم، بل تدرّج نحو اندثار الصَّف الوطني، وخفوت صوت السيادة اليمنية، وذلك عبر وثيقة صدرت في القصر الملكي السعودي، مُبطلة معها عمل الدستور اليمني، ومشكلة مجلس العَار -كما يسميه الشعب اليمني هذه الأيام.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.