تقارير

في اليمن.. إذاعات حكومية مغلقة ومذيعون يكابدون شظف العيش والإهمال

13/02/2024, 08:25:44
المصدر : قناة بلقيس - خاص

مر اليوم العالمي للإذاعة مرورا عابرا لعشرات القامات الإذاعية الكبيرة، التي وجدت على حين غفلة من الزمن نفسها حبيسة البيوت، بعد أن ظلت لعقود من الزمن يجلجل صوتها في آذان الآلاف من هواة الأثير عبر ربوع السعيدة..

منذ تسعة أعوام، صمت صوت إذاعة البرنامج الثاني عدن، التي تعد أول إذاعة في اليمن، إذ يعود تاريخ إنشائها إلى السابع من أغسطس من عام 1954، ومع توقفها وجد العشرات من عامليها طريقهم فجأة في رصيف البطالة، دون عمل أو نشاط يحرِّك خمول الإنتاج والإبداع.

عمد مذيع نشرات الأخبار، ومقدم البرامج الدينية، في إذاعة عدن، عوض بن حداد، إلى شغل الفراغ من خلال الالتحاق بدورات في اللغة الإنجليزية لأكثر من سنتين، فالمعيشة باتت صعبة بالنسبة له، فمرتبه لا يتعدى  المائة والتسعة آلاف ريال يمني، اضطره -في ظل الحياة الصعبة- إلى العيش مع أولاده، الذين يتعاونون لتوفير متطلبات الحياة المعيشية في بيت واحد.

يقول بن حداد إن "كوادر الإذاعة تعرضت، خلال التسع السنوات الماضية، للكثير من الصعوبات والضياع وشظف العيش، ولم يبقَ لهم سوى استلام المعاشات الأساسية، التي أصبحت لا تسمن ولا تغني من جوع، بعد أن فقدت العملة الوطنية قيمتها الشرائية أمام العملات الأخرى".

وأضاف: "لم يعد هذا الراتب الضئيل يفي بأبسط متطلبات الحياة الأسرية، بعد أن تعرض الكثير من الزملاء للأمراض، ولم يجدوا أي دعم لعلاجهم، حتى على مستوى الداخل، سوى ما يتطوع به بعض زملاؤهم لبعض الحالات الصعبة، وكثير منهم رحل من هذه الحياة وهو يعاني من قسوتها".

إلى قبل مارس 2015، يقدر عدد الموظفين والمتعاقدين في إذاعة عدن ب226 عاملا، منهم 91 موظفا، بالإضافة إلى 35 متعاقدا، كما يبلغ عدد موظفي إذاعة لحج المحلية 12 موظفا، وعدد المتعاقدين فيها 17 متعاقدا، فيما يبلغ عدد موظفي إذاعة أبين المحلية 23 موظفا، وعدد المتعاقدين فيها 16 متعاقدا، وهاتان الإذاعتان المحليتان تتبعان إذاعة عدن إداريا وماليا.

على غرار زميله الحداد، واجه المذيع منصور سيف سعيد، الذي اشتهر بتقديم البرامج الصحية والزراعية والبرامج المباشرة على مدى ثلاثين عاما، متاعب عدة، وهو يقف على عتبة الستين من عمره، في ظل مرتب لا يتجاوز السبعين دولارا، فالمذيع المشهور، ولتغطية ظروفه المعيشية عقب العودة من النزوح في محافظة إب، قام بفتح بسطة صغيرة لبيع الخضروات في مدينة الحوطة بلحج، لكنه لم يفلح في مشروعه الصغير؛ ليعود أدراج منزله.

ويقول منصور سيف بألم (جراء ما لحق من تهميش وإقصاء وتجاهل لكوادر الإذاعة خلال السنوات الماضية): "الجميع ينتظر عودة الدولة، لنتقاعد عن العمل بعد خمسة وأربعين عاما في هذا الحقل".

يقول الدكتور عادل محسن علي - مدير عام الأخبار والبرامج السياسية لإذاعة عدن-: "العاملون في الحقل الإذاعي باتوا يعيشون وضعا مزريا؛ جراء الظروف المعيشية، حيث تحول البعض منهم للعمل ببقالة، وآخر سائق دباب، والبعض مرمي بالبيت يكابد ظروف المعيشة المأساوي، ولم يجد أي عمل، رغم كل الإمكانات والقدرات التي يمتلكها هذا الكادر، الأمر الذي خلق عندهم إحباطا نفسيا؛ نتيجة الإهمال، وعدم الاستفادة من هذه الخبرات، حتى أصبح البعض يعاني من جوانب مرضية نفسية".

في قلب مدينة الحوطة، وفي إذاعة لحج المحلية التابعة إداريا وماليا لإذاعة عدن، ازداد الأمر سوءا، ولم يعد يعمل في الإذاعة سوى محمد العمودي -،مدير الإذاعة، الذي يداوم وحيدا، في ظل ظروف بالغة الصعوبة، من خلال بث فقرات مسجلة أثناء تواجد الكهرباء، بعد أن تعرضت المكتبة الإذاعية وجهاز الإذاعة للنّهب إبان حرب 2015، واتخاذ الأسر لها مقرا للنزوح.

تواجه الإذاعة غياب النفقات التشغيلية، وعدم وجود كادر إذاعي فيها؛ جراء الإحباط الذي أصاب مذيعيها، الذين يستلمون مرتبا تعاقديا لا يتجاوز 26 ألف ريال، الأمر الذي دفع ببعضهم إلى الالتحاق بأعمال أخرى.

ويعود تأريخ إنشاء إذاعة عدن إلى السابع من أغسطس عام 1954، وذلك بعد التطور الكبير، الذي شهدته مدينة عدن في تلك الحقبة، في مختلف مناحي الحياة، حيث سمع لأول مرة راديو عدن، وكان بثها يقتصر على ساعتين، وكانت تتبع حينها مكتب العلاقات والنشر للإدارة البريطانية.

ثم توسع البث بعد ذلك إلى 7 ساعات من خلال 25 عاملا، وأستوديوهين صغيرين، ثم توسعت المحطة في الخدمات البرامجية، التي تقدمها في فترة الظهيرة، وذلك في عام 1956م، بإضافة نصف ساعة أخرى إلى زمن بثها. وكان توقيت برامجها من بعد الظهيرة -من الثالثة والنصف إلى الخامسة مساءً- بينما برنامج المساء ظل مستمرا من السادسة والنصف حتى الثامنة والنصف.

وهذا التوسع أسهم في تقديم النشرات الإخبارية، حيث كانت النشرة الأولى في الرابعة مساءً، والنشرة الثانية كانت في السابعة مساءً، والنشرة الثالثة في الثامنة و20 دقيقة، ودخلت الإعلانات التجارية في الإذاعة لأول مرة في مايو عام 1963، بعد تزايد المستمعين.

وتطورت الإذاعة تقنيا في نهاية الخمسينات، وبحلول 1967 -بعد ثورة 26 سبتمبر اليمنية- تغيّر اسم الإذاعة إلى "جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية"، وبعد يونيو 1969 اتسع مدى إرسال الإذاعة ليغطي بلدانا عربية عديدة، شملت أجزاء من الجزيرة العربية وشمال أفريقيا، واستمرت بفعالية حتى منتصف التسعينات، عندما تعرضت للنهب والتدمير، قبل أن تعود في أكتوبر 1996، ومن ثم تعرضت مرة أخرى للنهب في أعقاب حرب العام 2015، حيث ما تزال مغلقة حتى اللحظة.

تقارير

"قصر حبشوش".. أبرز مَعَالم الحيَّ اليهودي في صنعاء يتحوّل إلى خرابة

على مقربة من البوابة الشرقية لحيّ اليهود، تظل مظاهر الخراب شاهدةً على انهيار وزوال قصر المؤرخ اليهودي اليمني "حاييم" حبشوش، تاجر الذهب والفضة الشهير، الذي عاش في الفترة ما بين 1833 ـ 1899م، وباعتباره شخصية مثقفة ومقرباً من السلطة آنذاك.

تقارير

كيف عملت السعودية على تقديم اليمن بلا ثمن لإيران وأدواتها؟

منذ ليلة السابع من أبريل من العام 2022م، لم يعد المشهد السياسي اليمني واضح المعالم، بل تدرّج نحو اندثار الصَّف الوطني، وخفوت صوت السيادة اليمنية، وذلك عبر وثيقة صدرت في القصر الملكي السعودي، مُبطلة معها عمل الدستور اليمني، ومشكلة مجلس العَار -كما يسميه الشعب اليمني هذه الأيام.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.