تقارير

حملة اختطافات حوثية متصاعدة في إب.. رفض مجتمعي أم قمع وإرهاب؟

31/07/2025, 07:26:32

خلف ستارة ثقيلة من الصمت والتخويف، تمارس مليشيا الحوثي حملة اعتقالات مستمرة بحق أكاديميين وتربويين ووجهاء في محافظة إب، حتى وصلت قائمة أسماء المعتقلين المعروفة إلى أكثر من 30 معتقلًا.

منذ أن سيطرت مليشيا الحوثي على محافظة إب، ضمن ما سيطرت عليه من محافظات البلاد، عمدت بشكل هستيري إلى محاولة تغيير عقائد السكان، وإعادة توجيههم طائفيًّا، وارتكبت في سبيل ذلك الكثير من جرائم القتل والاعتقال والإخفاء القسري، بهدف إفراغ المجتمع من قواه الحية، تمهيدًا للسيطرة عليه وتحويله إلى واحد من الخزانات التي تمد الجبهات بالأموال والمقاتلين.

- الشعور بالرفض المجتمعي

قال رئيس منظمة "رصد" للحقوق والحريات، عرفات حمران: "البيان الذي أصدرناه في منظمة 'رصد'، جاء بعد تقريبًا شهر من بداية الاختطافات في محافظة إب، التي بدأت في بداية مايو، لكن للأسف الشديد أسر المختطفين لا يريدون أن تُعلن أسماء المختطفين".

وأضاف: "أول شرط تقوم به مليشيا الحوثي عند الاختطاف هو ألّا تُبلغوا الإعلام بأي أسماء، وهم سيكونون ضيوفًا عندنا وسنعيدهم بأقرب وقت، لكن عندما طالت فترة الاختطاف، بعض الأسر رغبت في نشر الأسماء، وحتى الآن ما زالت بعض الأسر لا ترغب في نشر أسماء مختطفيها".

وتابع: "كما أن بعض الأسر أنكرت أن لديها مختطفين، ونحن نعلم أن لديها مختطفين لدى المليشيا".

وأردف: "إلى جانب حملة الاختطافات هذه، هناك جانب من الترهيب والترغيب لأسر المختطفين، وجميع المختطفين هم من النخب؛ أكاديميين ومعلمين وتربويين ومحامين ومهندسين".

وزاد: "مليشيا الحوثي لا تختطف لسبب، فهي ليست جهة قانونية حتى نعرف ما هي أسباب الاختطافات، فهي تختطف لمجرد الاختطاف، ولمجرد أن تمارس الجريمة".

وقال: "من خلال معلوماتنا ومصادرنا أثناء التحقيقات، وأثناء الاختطافات، فهي تعتبر هؤلاء بأنهم خلايا نائمة، وترى أنهم ربما يكونوا خطرًا عليها في المستقبل، رغم أنهم التزموا الصمت في السنوات الماضية، وليس لديهم أي نشاط".

وأضاف: "مليشيا الحوثي تعتقد أن هؤلاء مؤثرون مجتمعيًّا، وأنها فقدت السيطرة في هذه المحافظة، نظرًا لأن هناك رفضًا شعبيًّا يتزايد في محافظة إب، وفي كثير من المحافظات، لكن محافظة إب ما زالت بين الحين والآخر، هناك هبّات شعبية، سواء بدأت بحركات رفض، أو بالاحتفال بثورة 26 سبتمبر العام الماضي، أو بثورة المكحَّل".

وتابع: "هناك رفض شعبي وهبّات شعبية بين الحين والآخر، لذلك تعتقد هذه المليشيا أن هذه المحافظة مناهضة لها تمامًا، وأنها فقدت كثيرًا من سيطرتها عليها".

- قمع وإرهاب

قال السكرتير الصحفي لمحافظ إب في الحكومة الشرعية، جبر صبر: "مليشيا الحوثي كعادتها مستمرة في سياسة القمع وترهيب المجتمع الذي تحكمه، ومن ضمنه محافظة إب.

وأضاف: "مؤخرًا كشّرت مليشيا الحوثي عن أنيابها، وازدادت ضراوتها في اختطافات واسعة في محافظة إب، لا سيما الفئة المؤثرة، أو التي ترى المليشيا أنها فئة مؤثرة، أو فاعلة، بينهم دكاترة وخطباء مساجد وتربويون".

وتابع: "هذه الفئة، التي ترى مليشيا الحوثي أنها فئة مؤثرة، سعت لاختطافها وما زالت مستمرة كل يوم، خاصة اختطافات تطال التربويين في مختلف مديريات المحافظة".

وأردف: "مليشيا الحوثي، عندما رأت أن مشروعها، أو فكرها الطائفي، غير مقبول في محافظة إب، ويرفضه أبناء محافظة إب كافة، سعت لاختطاف هؤلاء النخبة المؤثرة والفاعلة في المجتمع".

وزاد: "يأتي هذا الرفض مع زيادة الوعي المجتمعي بأن هذه الجماعة، التي كانت تسوّق الوعود للشعب قبل انقلابها في عام 2014، بأنها ستأتي لإصلاح الوضع الاقتصادي والمعيشي، انكشفت حقيقتها من خلال سياسة القمع والترهيب وفرض الجبايات، واستخدمت أشخاصًا من خارج المحافظة، وتحديدًا من أبناء صعدة، قاموا بنهب الأراضي العامة والخاصة في محافظة إب".

وقال: "عندما وجدت مليشيا الحوثي أن مشروعها غير مقبول في محافظة إب، سعت لاختطاف هؤلاء الفاعلين والمؤثرين؛ كونها تدرك أن مشروعها سيكون إلى زوال، وهو ما سيكون -إن شاء الله تعالى- في القريب العاجل".

- فشل الإبادة الثقافية

قال الكاتب الصحفي همدان العلي: "مليشيا الحوثي، منذ انقلابها عام 2014، وهي تحشد كل إمكانياتها المالية والبشرية والثقافية، لنشر معتقدها السياسي والديني على السواء، وتستهدف كثيرًا من المناطق، ومن بينها محافظة إب؛ كون هذه المحافظة تمثل أهمية إستراتيجية بالنسبة لها، لأسباب متعلقة بالموقع الجغرافي، إضافة لأسباب متعلقة بطبيعة الناس أنفسهم".

وأضاف: "أبناء محافظة إب موجودون في أنحاء الجمهورية بعد محافظة تعز، وبالتالي تأثيرهم كبير جدًا، ليس فقط في المناطق المحررة، وإنما حتى في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي في أقصى الشمال، ولهم دور وطني وثقافي مباشر وغير مباشر".

وتابع: "هذا الدور يُساهم في جعل الناس يصمدون، من خلال صناعة حواجز نفسية ما بين الحوثيين وبين عامة الناس".

وأردف: "هذه المليشيا فشلت، خلال السنوات الماضية، في ما يمكن وصفه بالإبادة الثقافية، لذا قامت بدراسة أسباب هذا الفشل، ومن بين هذه الأسباب وجود عناصر قوة ومؤثرة، قد يكون صمتها فقط مؤثرًا، فما بالك بالكلام".

وزاد: "هناك أشخاص محوريون، لهم احترامهم وتقديرهم وتأثيرهم في المجتمع، وبمجرد أن هذه الشخصيات صامتة وترفض الانخراط مع أنشطة الحوثيين السياسية والثقافية والميدانية، فهي -بلا شك- تؤثر في دائرتها، وفي محيطها، وبالتالي هذه العصابة تخشى هذه العناصر، تخشى من صمتها وتخشى من حديثها في الدوائر المغلقة، ولهذا تقوم باستهدافها بشكل مُمنهج من خلال الترهيب والتنكيل".

تقارير

تحسن الريال.. بداية تعاف اقتصادي أم انعكاس مؤقت لإجراءات محدودة؟

يشهد الريال اليمني تحسنًا ملحوظًا أمام العملات الأجنبية، ووفقًا لآخر التداولات، فقد بلغ سعر صرف الدولار الواحد 2400 ريالًا للبيع، بعد أن كان قد تجاوز 2900 ريال، فيما تراجع الريال السعودي إلى قرابة 635 ريالًا

تقارير

عصيان مدني شامل واحتجاجات متصاعدة في حضرموت.. هل تندفع المحافظة نحو انفجار أكبر؟

تشهد حضرموت، أكبر وأهم المحافظات اليمنية الغنية بالنفط والموارد، احتجاجات غاضبة متصاعدة منذ أيام بسبب انهيار خدمة الكهرباء وتدهور الأوضاع المعيشية والخدمات العامة، في مشهد ينذر بانفجار اجتماعي واسع.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.