تقارير

بعد التشدد في التهم المنسوبة إليه.. ما وراء إطلاق سراح الشيخ الزايدي؟

02/08/2025, 08:36:59

قبل أيام، احتُجز أحد المشايخ القبليين الموالين لمليشيا الحوثي أثناء محاولته مغادرة البلاد من مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، ثم أُطلِق سراحه لاحقًا، ليحتدم النقاش والجدل حول الحادثة وملابسات إطلاق سراح المحتجز.

في حادثة احتجاز الشيخ الزايدي، تداخلت ملفات كثيرة، ولهذا أخذت مساحة كبيرة من النقاش العام. فالأبعاد الإقليمية، وعلاقة الشرعية بالدول الداعمة لها، والقبيلة ودورها ومكانتها، ووحدة مؤسسات الشرعية وقدرتها على تأكيد سلطتها على كامل الجغرافيا التي تحكمها، كلها كانت في صلب النقاش العام.

- خطأ منذ البداية

يقول الكاتب والسياسي علي البخيتي: "بخصوص احتجاز الشيخ الزايدي، باعتقادي أنه كان خطأ منذ البداية، وللأسف انجر إعلام الشرعية لصناعة انتصارات وهمية، ابتداءً من الادعاء أنه كان متخفيًا في حاوية، بينما هو مجرد مسافر باتجاه سلطنة عُمان لتلقي العلاج".

وأضاف: "كان يمر هو وغيره من مشايخ القبائل إلى عمان في فترات الهدنة ووقف إطلاق النار دون اعتراض. الجميع يعلم أن هناك تعاونًا بين بعض الأطراف النافذة في مناطق الشرعية ومناطق الحوثيين".

وتابع: "حصل خطأ وتم تلافيه، وتم إطلاق سراحه لأنه لا توجد تهمة قانونية تدينه خارج سياق الحرب".

وزاد: "لا يمكن إدانته لمشاركته مع الحوثيين، فهذا معروف، وهناك اتفاق سياسي يسمح بمرور الأشخاص حتى لو كانوا طرفًا في الحرب. هذه تهمة سياسية، وكان يُفترض أن يُترك يواصل طريقه".

وأشار: "الزايدي كان ذاهبًا للعلاج، ولدينا صور له في مستشفيات الأردن، ولم يكن في حالة طوارئ. بعد الإفراج عنه عاد ليشكر أبناء قبيلته الذين وقفوا معه".

وبيّن: "اتفاقية وقف إطلاق النار تسمح بمرور قيادات حوثية عبر مطار صنعاء بموافقة الشرعية، فكيف يُعتقل الزايدي؟ لا توجد طائرة تقلع من صنعاء إلا بموافقة الشرعية والتحالف، وعلى متنها قيادات حوثية تفاوض الشرعية".

وأكد: "الشيخ الزايدي كان من ضمن المتحاورين مع أطراف الشرعية في دولة أوروبية، لا يُعقل أن يتحاور معهم هناك، ثم يُعتقل عند عودته".

وتعجّب: "كيف نستقبل قيادات حوثية مثل الرزامي في المملكة العربية السعودية، ثم نعتقل شيخًا قبليًا اضطر لموالاة الحوثيين لأنهم سلطة أمر واقع؟".

وكشف: "الزايدي لم يتحرك من تلقاء نفسه، بل بتنسيق مع بعض القيادات. مر من كل النقاط العسكرية، وبسيارته الشخصية، وتم تأشير جوازه، ثم صدر قرار باعتقاله لاحقًا".

وتساءل: "هل تتصور أن شخصية بحجمه يحتاج للتهرّب؟ مطار صنعاء موجود، والطائرات العمانية والأممية تنقل قيادات حوثية بموافقة الشرعية، لماذا نكذب على أنفسنا؟".

وبرر: "الاشتباك الذي أودى بحياة العميد عبدالله زايد وقع والزايدي موقوف، ولا علاقة له بما حدث".

وأضاف: "هناك فرق بين القيادات الحوثية الرسمية والقيادات القبلية التي اضطرت لموالاتهم".

وتابع: "حتى لو كان الزايدي قياديًا حوثيًا، نحن في هدنة، ولا يمكن أن يكون أكثر تورطًا من يحيى الرزامي أو محمد عبدالسلام، الذين يسافرون عبر مطار صنعاء بموافقة الشرعية".

وشدد: "يجب على الحكومة الشرعية أن تفهم القبائل وتسعى لكسب ود المشايخ والنافذين؛ الحوثي انتصر لأنه فهم الواقع القبلي واستثمره جيدًا".

ويرى: "إذا لم تتعامل الشرعية بحساسية تجاه القبيلة، ستخسر. يجب أن تكون الشرعية لجميع مشايخ القبائل، حتى من قاتلوا مع الحوثي"، داعيًا الشرعية: "افتحوا نوافذ تواصل معهم".

- أطراف خارجية

يقول الصحفي عبدالعزيز المجيدي: "القضية كانت اختبارًا مهمًا للثقة بالحكومة الشرعية، التي أعلنت القبض على قيادي حوثي في 8 يوليو بمنفذ صرفيت، واعتبرته إنجازًا كبيرًا".

وأضاف: "الزايدي معروف بولائه للحوثيين، ويمتلك نفوذًا قبليًا وظّفه لصالحهم في التغلغل داخل البنية القبلية، وهذا جعل البعض يعتبر القبض عليه انتصارًا للشرعية".

وأوضح: "هذا يتناقض مع ما تحدث عنه البخيتي من اتفاق سياسي؛ لا أظن أن الاتفاق يشمل مرور شخصيات متورطة بالحرب، كان الحديث يدور عن فتح الطرق لمرور المواطنين، لا القيادات العسكرية أو السياسية".

وأكد: "الإفراج عنه كان متوقعًا، بسبب الاعتبارات الجغرافية في منطقة المهرة، حيث تتداخل فيها نفوذ إقليمية من السعودية وعُمان، إضافة للعلاقات القبلية المتشابكة".

وأشار: "الحادثة أبرزت هشاشة قرار الشرعية، وخضوعها المحتمل لضغوط خارجية، واليوم يُحتفل بالزايدي في صنعاء، ولم يتوجه إلى عُمان كما كان يُقال".

وقال: "الزايدي، حسب البخيتي، كان عضوًا مفاوضًا عن الحوثيين، ويمثل طرفًا سياسيًا، ما يعني تورطه الكامل مع الجماعة".

وأضاف: "منذ 2017، ملامح المعركة اليمنية لم تعد واضحة، والملفات الإقليمية والدولية طغت على القضية اليمنية، مما ضيّع معالمها".

وتابع: "إما أن الزايدي زوّر وثائق فاستحق التوقيف، أو أن المسألة تمت باتفاقات وتواطؤات، وربما أُرسلته المليشيا برًا لتشتيت الانتباه عن قضية الشيخ حنتوس التي شغلت اليمنيين آنذاك وشكلت ضغطًا رهيبًا على الحوثيين".

ولفت إلى أن "الحادثة ارتبطت بجريمة جنائية ضد ضباط الجيش، كان يمكن التعامل معها بعين الدّولة، لا بعين العُرف، لكننا واقعون تحت ظرف تتحكم فيه الأطراف الخارجية بالملف اليمني".

تقارير

هل يُعكس تعافي الريال تحسُّنًا اقتصاديًا حقيقيًا، أم أنه خداعٌ ومضاربةٌ مكشوفة؟

شهد الشارعُ اليمني في الآونةِ الأخيرةِ تراجعًا ملحوظًا ومفاجئًا في سعرِ صرفِ الدولارِ مقابلَ الريال، حيثُ انخفضَ في مناطقِ الحكومةِ المعترفِ بها دوليًا إلى ما دون 2000 ريال، بعد أن لامسَ سابقًا حاجزَ 3000 ريالٍ يمنيٍّ للدولارِ الواحد.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.