تقارير

بحُجة منع الاختلاط.. مليشيا الحوثي تحرم النساء من فرص التدريب

06/02/2023, 06:33:06
المصدر : قناة بلقيس – حسان محمد

بعد استكمال الترتيبات، وحجز القاعة، وإشعار الحضور بموعد بدء الدورة التدريبية، فوجئت الإعلامية مروى العريقي باتصال من الجهة المنظِّمة يبلغها بإلغاء الفعالية، بحُجة عدم الحصول على الموافقة الأمنية من الجهات التابعة لجماعة الحوثي في العاصمة صنعاء.

لم تقتنع العريقي بمبرر إلغاء الدورة التدريبية؛ لأنها تدرك أن السبب الحقيقي وراء الفعالية، التي لم يكن يتبقى سوى يومين على انطلاقها، ليس أمنيا، فلا يوجد في مفردات التدريب ما يهدد الأمن، سوى وجود 6 نساء مشاركات من أصل 20 متدربا، كما تؤكد لـ"بلقيس".   

حرمت العريقي من فرصة تدريب في صحافة الموبايل، التي كانت تطمح من خلالها إلى اكتساب معارف ومهارات جديدة، تفيدها في مستقبلها العملي، لكنها ليست المرأة الوحيدة التي تحرم من المشاركة في الأنشطة التدريبية، وفرص العمل بعد أن فرضت مليشيا الحوثي قيودا وعراقيل جمَّة أمام المرأة، وصادرت العديد من حقوقها.

- تقويض الإنجازات

منذ انقلاب مليشيا الحوثي على السلطة، نهاية العام 2014، سعت بكل جهدها إلى تقويض كل المكاسب والإنجازات التي حققتها المرأة خلال سنوات من الكفاح، وأعادتها إلى نقطة الصفر، وظهرت حالات التنمُّر والتضييق في شتَّى مناحي الحياة، بحُجة منع الاختلاط، ومنها الحد من فرص التعلُّم.

ولا تمتلك مليشيا الحوثي مبررات مقنعة لفرض قيودها، فالأنشطة التدريبية لا تنظَّم في الخلاء، وإنما في قاعات عامة يشارك فيها العشرات، ووفق ضوابط أخلاقية وعملية، وتمثل أماكن انعقادها محاريب للعلم، والكلام عن الاختلاط لا يتفق مع ما يحدث في الواقع، بحسب الناشطة الحقوقية، ورئيسة منظمة "ألف باء"، بهيَّة السقاف. 

تقول السقاف -في حديثها لـ"بلقيس"-: "الجميع في اليمن يحترم القواعد الدِّينية، والعادات والتقاليد والأعراف، لكن لا يجب استغلالها لحرمان المرأة من فرص التدريب والتأهيل، والمشاركة في الحياة العامة، نتيجة للتشدد، والتعصب بالرأي، واعتبار هذه الأنشطة أفكاراً مستوردة من الخارج".

- قيود واشتراطات

أثارت توجيهات رسمية، صدرت عن جهات مسؤولة في محافظة إب، حول ضوابط تنظيم الدورات التدريبية وورش العمل، نهاية العام 2019، التي كانت البداية لفرض قيود أوسع على أنشطة التدريب، موجة السخرية والاستياء في أوساط نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.

وحثت مذكرة صادرة عن مجلس تنسيق الشؤون الإنسانية -الجهاز الذي استحدثته مليشيا الحوثي- على الالتزام والتقيُّد أثناء تنفيذ الورش والدورات بضوابط فصل الرجال عن النساء في القاعات، ومنع عمليات التعارف، وتبادل المعلومات الشخصية بين الجنسين.

وشددت المذكرة على ضرورة استبعاد الأنشطة التي تستدعي اختلاط الرجال والنساء على شكل مجموعات، أو حلقات ونحوه، وإلغاء جميع الأنشطة التي تهدف إلى إثارة الضحك والمرح والترفيه، وتعمل على إذابة الفواصل، وموانع الحياء بينهم، على حد قولها. 

تواجه الأنشطة التدريبية، التي تُنظم في المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، عراقيل واشتراطات مجحفة، ولا تأتي الموافقة إلا بعد الاطلاع على كل ما يتعلق بالفعالية، بدءاً من أسماء المشاركين فيها وتوجُّهاتهم، والمفردات التي ستناقشها، ومكان التنفيذ، علاوة على دفع مقابل مادي للسماح بانعقادها، كما يؤكد عبدالقادر (منسق الفعاليات في إحدى المنظَّمات المحلية في صنعاء).

ويرى عبدالقادر أن العراقيل، التي وضعتها المليشيا، أثرَّت على مستوى تنفيذ الفعاليات بشكل عام، وجعلت العديد من الجهات والمنظَّمات المحلية تعدِل عن تنفيذها، أو تنظمها عبر برنامج "الزووم".

-رفض الاستسلام

لم تضع جماعة الحوثي القيود على المرأة في مجال التعليم وحده، بل عكفت على وضع الضوابط الظالمة على تنقلاتها وسفرها إلا بوجود محرم، كما شنَّت حملات على العاملات في المطاعم والكافيهات، وضيَّقت الخناق على حفلات الأعراس والحفلات الجامعية، وفرضت شروطا على اللباس، وجعلت من المرأة شيطانا تستهدفه بكل الوسائل.   

وأمام هذه القيود، تدعو الناشطة السقاف المرأة إلى ألَّا تستسلم أو تستجيب للأصوات الشاذَّة، والعقليات التي تنطلق من أجندة محددة، وأفكار تقيِّد النساء، وأن تستمر في النضال؛ للحفاظ على حقوقها المكتسبة، والحصول على مكاسب جديدة، وترى أن التدريب والتعلم ليس ترفاً فائضاً عن الحاجة، وإنما ضرورة لبناء القدرات، لا يمكن التنازل عنها.

تقارير

إغلاق المحلات وشلل تام.. تجار الأقمشة في صنعاء يواجهون قرارات مليشيا الحوثي الضريبية

أشعلت القرارات الضريبية والجمركية، التي فرضتها مليشيا الحوثي، توتراً واسعاً داخل العاصمة صنعاء، بعدما اتخذت النقابة العامة لتجار الملابس والأقمشة قراراً بالإضراب الشامل، احتجاجاً على ما وصفته بـ«إجراءات جائرة» تستهدف القطاع التجاري وتضاعف من معاناة الأسواق والمستهلكين. وأكدت النقابة أن خطواتها الاحتجاجية مرشحة للتصعيد، ما لم تتراجع سلطات المليشيا عن القرارات الأخيرة الصادرة عن وزارة المالية.

تقارير

الملف اليمني في واشنطن.. لماذا تراجع خلف إيران وغزة والبحر الأحمر؟

كثير من الأسئلة رافقت زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى واشنطن، وكان أبرزها متعلقًا بملف الأزمة اليمنية، حيث لم ترد حتى الآن أنباء واضحة عن توجهات الطرفين بشأن هذا الملف. عادة ما تُناقش الملفات الأمنية في جلسات مغلقة، مما يصعّب الوصول إلى معلومات دقيقة حول موقفهما من اليمن.

تقارير

ملف جرحى الجيش.. أشهر من الانتظار ووعود بلا تنفيذ

يواصل جرحى الجيش في محافظة مأرب منذ أيام اعتصامهم تحت أشعة الشمس الحارقة وبرد الليل القارس، على أمل الاستجابة لمطالبهم، فيما بدأ الجرحى في تعز اعتصاماً مماثلاً، في مشهد ينبئ بتوسع رقعة الاحتجاجات التي قد تمتد إلى محافظات ومناطق عسكرية أخرى ما لم يتم إيجاد حل عاجل لهذه القضية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.