تقارير

" أهالي وأسر المختطفين في سجون الحوثي".. عِيد بأجواء حزينة

15/04/2024, 10:06:56
المصدر : قناة بلقيس - كريم حسن - خاص

لحظات عِيدية كئيبة تمتزج بنوبات البكاء ومرارة التغييب، خالية من أي مظاهر احتفاء رمزيه بالمناسبة البهيجة، تقضيها أسر وأبناء وأقارب المعتقلين، حسرةً على أحبائهم الذين يقبعون في زنازين مليشيا الحوثي الكهنوتية دون وجه حق.

تمضي فرحة العِيد عليهم مثل كابوس موحش، وقد سرقتهم كل تفاصيل المرح ومتعة الأجواء المعتادة، حيث تُضاعف ذكريات المخفيين مأساة الأهالي، لا معنى لطقوس البهجة في حضرة الغياب القسري.

يصنّف مجال حقوق الإنسان عوائل المختطفين بأنهم ضحايا إضافيين؛ بسبب الانتهاكات والممارسات القمعية، التي طالت ذويهم خطفاً واعتقالاً وإخفاءً وتغييبا.

- صدمات نفسية

ما إن تحل مناسبة عِيدية في مساكن المختطفين، تتحول أُسرهم إلى مصابين بأزمات نفسية؛ نتيجة المأساة التي توغلت في تضاريس حياتهم، جعلتهم في قوائم المحرومين من الفرح، كما أودعت المليشيا معتقليهم في غياهب سجونها.

القاضي عبد الوهاب قطران معتقل في سجن مخابرات الحوثي، منذ مطلع يناير الفائت، بتهم كيدية وملفقة، يقول نجله "محمد" لموقع "بلقيس": "المعاناة يوم عِيد الله عرفت طريقها إلينا فقط؛ لأن الحوثين وعدونا بالإفراج عن الوالد، وكذبوا علينا، وجالسين يتلاعبون بحالة والدي النفسية، وكذلك حالة كل أفراد الأسرة، هم يمارسون علينا تعذيبا نفسيا بأمر الإفراج، وليسوا صادقين أبداً".

وأضاف: "أجواء العيد في منزلهم كانت بائسة وظلامية، اكتئاب وحزن ودموع، ما خرجنا من البيت، عِيدنا كان باسل، طعمه مفقود، وليس له لون، كأننا في حالة عزاء غير كل الأعياد". 

ضحايا ومظلومون كُثُر غيُبتهم أجهزة الحوثي في زنازينها المظلمة بتهم كيدية وملفقة، دون أن يكون لها أي صيغة قانونية، تجيز اعتساف الأبرياء واعتقالهم، ومن ثم تغييبهم لسنوات، كما هي حالة الآلاف من المختطفين.

يقول الناشط الحقوقي "نبيل الحسامي" لموقع "بلقيس": "إجراءات الاعتقال، التي تمارسها جماعة الحوثي، ليست قانونية، غالبية المختطفين على ذمة قضايا ملفقة لا أساس لصحتها ولا جذر، الأثر النفسي الكبير يقع على أسرهم، التي طال انتظارها لأوامر إطلاق سراحهم، خاصةً بمناسبة رمضان أو العيد، حتى تتحول طقوسهم العِيدية إلى جو من الكآبة والحزن والوحشة".

- نزهة الجلاد

تستلذ جماعة الحوثي بممارسة كافة أساليب التعذيب العملية بحق المعتقلين في سجونها اللا قانونية، ناهيك عن التعذيب النفسي والمعنوي بحق عوائلهم، التي تأمل فرصة الإفراج عنهم، لكن الجلاد يعتبر تلك الوسائل المنافية مجالاً واسعاً لنُزهته.

يقول الباحث في مجال القانون "عبد الكريم قاسم" لموقع بلقيس: "معظم المختطفين لم يتم تقديمهم إلى المحاكمة؛ لأن الجماعة لفقوا لهم تُهما كاذبة، كل ما في الأمر كسرهم وتشويه سمعتهم، والتشهير بهم لأسباب تخص الجلادين، القانون يجرّم هذه الممارسات، ويجرّم كذلك اقتحام المنازل واعتقال أصحابها، أسر وأبناء الضحايا المتضررون من تلك الأفعال وضعهم أصبح مأساويا". 

وتعيش أسرة المختطف "أحمد الوريدي" ظروفاً نفسية بالغة السوء، زادت حدتها بؤساً خلال أيام العيد، تقول ابنته "أحلام" لموقع "بلقيس": "لا عيّدنا ولا ذُقنا طعم العِيد، أبي مظلوم في السجن، ونحن نتعذّب في البيت، لا نعرف كيف حالته، ولا هو يعلم بحالتنا، لنا أشهر نتابع من شأن يفرجوا عنه، لكن بدون أي نتيجة، لا هم أخلوا سبيله، ولا هم حولوه يتحاكم، لأنهم عارفون بتلفيق قضيته".

وتفرض مليشيا الحوثي تعتيماً شديداً على أسر المختطفين حول معاناة أقاربهم في سجونها، إذ يتعرضون لكافة صور وألوان التعذيب والإهمال، كونها ابتكرت أساليب تعذيب غير معتادة، لم تستثنِ حتى عوائلهم منها، وهو ما يعكس النفسية المتوحشة للمليشيا، وفقاً لبعض أقارب المعتقلين، من خلال حديثهم لموقع "بلقيس".

- جرائم مُركبة

استمراراً لجرائم الحوثي الوحشية بحق المعتقلين في زنازين وأقبية سجونه، يموت بعض السجناء تحت سياط التعذيب، فيما مرارة الإذلال تؤلم الأهالي، والمليشيا تمارس جرائمها المركبة بدمٍ بارد. 

تقرير حقوقي محلي، صدر مطلع العام الجاري، أشار إلى أن "مليشيا الحوثي تصدرت قائمة المنتهكين لحقوق الإنسان للعام 2023". 

ويتعرض المختطفون لوسائل تعذيب وحشية، ناهيك عن امتلاك الجماعة سجونا سرية.

يصادف اقتراب موعد المناسبة مع انتظار الأهالي خروج أقاربهم من المعتقلات؛ لأن الكثير من السجناء لديهم أوامر خطية بالإفراج، يقابلها المعنيون بالرفض تعنتاً من أجل إذاقة أُسرهم ألواناً من المعاناة، وحرمانهم من بهجة الاحتفاء معاً بالعِيد.

تقارير

عودة مساعي السلام في اليمن.. نوايا جادة أم إعادة تدوير الأزمة؟

هل بالإمكان تحقيق السلام في اليمن عبر الحوار والحلول السياسية بعد نحو عشر سنوات من جولات الحوار الفاشلة وجهود السلام التي كانت نتيجتها الوحيدة إطالة أمد الحرب وتعقيد فرص السلام وتعطيل الحسم العسكري؟ لعل من الأمور المحيرة في الأزمة اليمنية ذلك النفس الطويل الذي يتمتع به دعاة السلام في اليمن، فدول عظمى، وأخرى إقليمية، بالإضافة إلى الأمم المتحدة، تدعو إلى تحقيق السلام في البلاد، وترسل المبعوثين وتعقد اللقاءات لأجل هذا الغرض، رغم أنها جميعا تعلم أن الأزمة اليمنية لم تعد قابلة للحل السياسي، وأنه كلما طال أمد الحرب ازدادت الأوضاع تعقيدا، وازدادت معها العقبات أمام مساعي تحقيق السلام. في 19 نوفمبر الجاري، اختتم المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، زيارته إلى العاصمة العمانية مسقط، التي أجرى خلالها مباحثات مع الشيخ خليفة علي عيسى الحارثي، وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، بالإضافة إلى عقد لقاء آخر مع محمد عبد السلام، مسؤول فريق التفاوض التابع للحوثيين، في إطار الجهود الهادفة إلى دفع عملية السلام واستعراض آخر مستجدات الملف اليمني. بدوره، جدد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هاميش فالكونر، خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة المؤقتة عدن، في 20 نوفمبر الجاري، تأكيد التزام بلاده بدعم جهود السلام في اليمن. - السياق الإقليمي ووهم السلام بدأت مساعي السلام في اليمن منذ ما قبل اندلاع الحرب بسنوات، وتحديدا في صيف 2011، عندما وصل أول مبعوث أممي إلى اليمن، جمال بن عمر، لكن تلك المساعي لم تحقق نتيجة تذكر، وفشلت في احتواء التوترات ومنع اندلاع الحرب، وبعد اندلاعها لم تفلح مختلف المساعي في إجبار الحوثيين على القبول بعملية السلام. وبعد كل سنوات الحرب تلك وما تخللها من مساعٍ لتحقيق السلام باءت جميعها بالفشل، وتعقد الأوضاع محليا وإقليميا، فإنه ما زال هناك من يراهن على تحقيق السلام في اليمن عبر الحوار والحلول السياسية، رغم أن السياق الإقليمي بعد الحرب على قطاع غزة لا يشجع على التسوية السياسية السلمية في اليمن وإنما زادها تعقيدات إضافية إلى تعقيداتها السابقة. فإذا كانت مليشيا الحوثيين ترفض القبول بالسلام في سنوات سابقة، فكيف ستقبل به بعدما أصبحت ترى أن الأمور آلت لمصلحتها، وتعتقد أنها باتت فاعلا إقليميا بعد انخراطها ضمن المحور الإيراني خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ووظفت هجماتها الرمزية على الكيان الإسرائيلي لتعزيز وضعها في الداخل اليمني. وبالتزامن مع مساعي السلام في اليمن، ظل السلاح الإيراني يتدفق للحوثيين بلا انقطاع، حتى أصبحت مناطق سيطرتهم بمنزلة قاعدة عسكرية إيرانية متقدمة، تستخدم لتهديد الملاحة الدولية عبر البحر الأحمر، فضلا عن تهديد بعض دول الجوار، مع توظيف القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية وإعلامية. وفي الوقت الذي يتشكل فيه مزاج إقليمي ودولي ضد إيران ومليشياتها في المنطقة، لكن ما يبدو حتى الآن أن هذا المزاج لا ينعكس بالضرورة على الملف اليمني، وأصبح الحديث عن السلام في اليمن والجهود التي تُبذل في هذا الجانب وكأنها صفقات ضمنية تُمنح للحوثيين بحجة "الحفاظ على التهدئة" أو "ضمان عدم توسع الحرب"، وتحول الملف اليمني من قضية حرب وسلام إلى مساحة للمساومات، وأحيانا إلى ورقة بيد لاعبين إقليميين يفضلون بقاء الوضع معلقا على أن يصل إلى مواجهة مكلفة. وليست مبالغة القول إن جهود السلام في اليمن، الإقليمية والدولية، منحت مليشيا الحوثيين مساحة واسعة للمناورة، فبدلا من أن تُعامل على حقيقتها كمليشيا انقلابية مصنفة إرهابية ومرتبطة بسياسة إيران التخريبية في المنطقة، يعاد تدويرها كطرف سياسي على أمل التفاهم معه، رغم أنها ترفض أي عملية سلام حقيقية تقوم على التنازل المتبادل أو المشاركة الفعلية في الدولة. وفي الواقع، فإن مساعي السلام التي استهلكت الوقت وأجلت الحسم العسكري، كان واضحا أنها رسخت هيمنة الحوثيين على الأرض، ومنحتهم فرصا إضافية لتعزيز قوتهم العسكرية. وكلما طال هذا التراخي، يصبح الحديث عن "حل سياسي" مجرد ترف لغوي لا مكان له في معادلة الصراع. وتكمن المشكلة الرئيسية لدعاة السلام في اليمن في غياب الإرادة والجرأة على التعامل مع الطرف الذي يعطل السلام، ولذلك تبدو تلك الجهود وكأنها تطبيع مع الأمر الواقع، والنتيجة أن مساعي السلام ستظل تدور في الحلقة نفسها: جهود لا تثمر أي نتيجة، وواقع محلي وإقليمي يفضل تأجيل مواجهة الحقيقة. وما لم يُكسر هذا النمط، ستبقى مساعي السلام مجرد عنوان تضليلي لحرب معلقة تستمد أسباب استمرارها من التواطؤ مع الحوثيين أكثر مما تستمده من الوقائع على الأرض. - لماذا التسوية السياسية مستحيلة؟ رغم أن الحرب في اليمن استنزفت الجميع، ولم يعد لدى مختلف الأطراف ما يكفي من الحماس للعودة إلى معارك واسعة كتلك التي كانت في بداية الانقلاب الحوثي وعملية "عاصفة الحزم"، إلا أن هذا الإرهاق العسكري لا يخلق بالضرورة بيئة صالحة للتسوية السياسية. فالحرب التي عجزت عن تمكين أي طرف من تحقيق أهدافه كاملة، لن يعوض فشلها باتفاق سياسي هش، يقوم على قاعدة "لا رابح ولا خاسر"، بينما الوقائع على الأرض تقول العكس، فهناك أطراف حققت مكاسب ميدانية كبيرة أو حصلت عليها عبر التنازلات، وأطراف بلا مكاسب ميدانية تُذكر، وأخرى لا تملك أي شيء أصلا، ولذا كيف يمكن إقناع من لديه مكاسب كبيرة بالتنازل ولو نسبيا لمصلحة أطراف أخرى؟ ومع هندسة التحالف السعودي الإماراتي للوضع في اليمن عسكريا وسياسيا، وتفتيت السلطة الشرعية بين أطراف متنافرة، بقيت السلطة الشرعية بمفهومها القانوني الحلقة الأضعف في معادلة الصراع، يجسد ذلك الانقسامات بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، الذي يبدو عاجزا عن إدارة موقف موحد ضد مليشيا الحوثيين. كما لا يمكن إغفال أن مساعي السلام مكنت الحوثيين من أن يجعلوا كلفة السلام على خصومهم أعلى بكثير من كلفة الحرب، ذلك أنهم أعادوا تعريف أولويات المفاوضات، وحولوا القضية الوطنية إلى ملفات صغرى: فتح طريق هنا، أو صرف رواتب هناك، أو فتح مطار، أو تخفيف حصار ميناء. والعجيب في الأمر أن الأطراف الأخرى ودعاة السلام انساقوا وراء الحوثيين في تجزئة القضية الوطنية، وتغافلوا عن مسألة السلاح والسيطرة وفرض الحوثيين للأمر الواقع. وإذا توفرت إرادة سياسية حقيقية، فإن الحسم العسكري المفضي إلى سلام دائم قد يتحقق خلال أسابيع قليلة بكلفة معروفة ومحدودة نسبيا، بينما السلام القائم على التنازلات المتتابعة سيظل يراوح مكانه لسنوات، ويغذي حالة اللاحرب واللاسلم، قبل أن تنفجر الأوضاع مجددا في معركة قد تكون أشد كلفة من خوض الحسم في اللحظة الراهنة، وهي معركة قادمة لا محالة، وسيبادر الحوثيون إلى إشعالها بعد أن يراكموا مزيدا من القوة العسكرية حتى يروا أنها أصبحت كافية لخوض معركة واسعة. هذا السيناريو الأكثر احتمالا يؤكد أن أكبر عقبة أمام السلام في اليمن تتمثل في بنية مليشيا الحوثيين نفسها، فهي تحمل مشروعا عقائديا مغلقا، طائفيا وسلاليا، يرفض وجود الآخرين أصلا، فضلا عن مشاركتهم في السلطة، ولذلك فهي لا تريد تسوية دائمة، وإنما هدنة مقنعة تسمح لها بتعزيز قواتها، تمهيدا لجولة قادمة من الحرب، ستكون أشد عنفا من سابقاتها، وستجبر الآخرين على الانخراط في المعركة الحاسمة. الخلاصة، قبل أي حديث عن تسوية سياسية في اليمن، يجب الاعتراف أولا بأن "لحظة النضج" التي تجبر مختلف الأطراف على التفكير بالحل السلمي والقبول به لم تولد بعد، وهذه اللحظة لا تأتي إلا عندما تتغير معادلة القوة على الأرض، فيتراجع الطرف القوي ويصعد الطرف الضعيف، وتبدأ مرحلة الألم المتبادل التي تجعل الجميع يدرك أن الحسم مستحيل. لكن في ظل الوضع الراهن في اليمن، لا توجد مؤشرات على أن أي طرف وصل إلى هذا الإدراك، ولا توجد بيئة تدفع نحو حل وسط أو استعداد حقيقي للخروج من دائرة الحرب، فالجيوش والمليشيات متقابلة في خطوط التماس، والفاعلون الأجانب لا يرغبون في الحسم العسكري وليسوا جادين بشأن السلام الذي لا يمكن أن يتحقق تحت فوهات البنادق.

تقارير

لم يبقَ له شيء.. مأساة مستثمر يمني يتجرد ظلمًا من الممتلكات والهوية في السعودية

بعد سنوات طويلة من العمل والغربة، وادخار رأس مال لافتتاح مشروعه الخاص، وجد المغترب في المملكة العربية السعودية بليغ محمد صالح المقرمي نفسه ضحية لظلم النافذين الذين لم يتحملوا رؤيته يسطر قصة نجاحه بعرق الجبين وكفاح السنين، فحاكوا حوله المؤامرات ليسلبوه كل ما حققه من إنجاز.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.