تقارير
العليمي يتحدث والمليشيا تُملِي الشروط.. إلى متى ستستمر الشرعية في تقديم التنازلات؟
أعرب رئيس مجلس القيادة، رشاد العليمي، عن رغبتهم كشرعية في الحصول من روسيا على مضادات جوية، موضحًا في ذات السياق أن وقوع اليمن تحت طائلة البند السابع يجعل ذلك أمرًا معقدًا.
الرئيس العليمي، في حوار مع قناة روسيا اليوم، كشف أن سماحهم بعودة طائرة الخطوط الجوية اليمنية الرابعة إلى صنعاء جاء بعد تلقيهم تهديدات حوثية باستهداف المطارات، وأنهم، مراعاة للظروف، سمحوا بذلك.
حديث العليمي بدا للبعض منطقيًا، ويعكس الحرص على المصلحة العليا، إلا أنه من زاوية أخرى، كشف ضعف الشرعية وعجزها عن رفض التهديدات الحوثية، وثمة مخاوف من أن تقدم الشرعية مزيدًا من التنازلات تحت لافتة الحرص على المصلحة الوطنية العليا، كما أنها عاجزة عن تشغيل الموانئ النفطية امتثالًا لتهديدات حوثية سابقة.
تحريك المياه الراكدة
يقول المحلل السياسي والعسكري، الرائد مصطفى القحفة، إن الحكومة الشرعية بحاجة لمزيد من الجوانب السياسية لفكفكة العقد التي وقعت فيها اليمن، ومن ضمنها دخول اليمن ضمن البند السابع، لأن البحث عن أسلحة متطورة من دول عظمى كبرى لا يمكن الحصول عليها إلا برفع البند السابع، أو برفع العقوبات المفروضة على البلد.
وأضاف: على الحكومة أن تعمل على إنتاج وتصدير النفط والغاز مقابل ما ستشتريه، أما الإعلان عن العجز، فالجميع يعرف ويدرك مسبقًا أن الحكومة لا تستطيع بشكل واضح وعلني أن تعقد صفقات أسلحة مع أي دولة، خصوصًا مع روسيا.
وتابع: نحن نعرف أيضًا أن روسيا في حالة حرب مع أوكرانيا، واليمن أكثر ميلًا إلى الجانب الغربي الأمريكي وأسلحته، ولذلك ما زالت روسيا متحفظة بعض الشيء فيما يتعلق بفتح السفارة في عدن، وأيضًا عدم إرسال السفير إلى عدن، وعدم عمل القنصليات الدبلوماسية.
وأردف: الرئيس في زيارته إلى روسيا أراد أن يحرك المياه التي نقول إنها شبه راكدة، من الجانب الروسي، فيما يخص العلاقات الدبلوماسية، بالرغم من أنها أصبحت أفضل حالًا اليوم، فمنذ أكثر من 12 سنة، لم يزر أي رئيس يمني روسيا، لكن ما زال الوضع هشًا سياسيًا، ويحتاج إلى المزيد.
وزاد: الزيارة الأخيرة للرئيس العليمي، التي استغرقت ثلاثة أيام، من منظور سياسي هي إيجابية للجانب اليمني، وممتازة، وما طرحه الرئيس العليمي أيضًا ممتاز، والمرافق الذي رافق الرئيس، وهو الفريق محمود الصبيحي، يُعتبر شخصية موفقة في الاختيار، لكن روسيا ما زالت تتحفظ في أشياء كثيرة، ولها علاقة أيضًا مع إيران، وربما تكون لها ارتباطات مع الحوثي.
وقال: الرئيس العليمي، في بحثه، حاول أن تعترف روسيا بأن جماعة الحوثي جماعة إرهابية، وإدراجها ضمن قوائم الإرهاب الدولية، وأن تحذو حذو أمريكا، وأن تساعد الحكومة اليمنية، وأن تقف إلى جانب الرئيس وإلى جانب الشعب اليمني، وفي قادم الأيام، ربما تستقطب ود روسيا، وقد تعمل بالخفاء على شراء أسلحة، ومنظومات دفاعية، وغيرها من الأسلحة بدون شكل علني.
رضوخ وتنازلات
يقول الصحفي حفظ الله العميري، إن هذا ليس أول تنازل من الحكومة الشرعية، مع الأسف الشديد، وزاد هذا التنازل مع تولي مجلس القيادة الجديد، فلم نرَ منهم إلا التنازلات.
وأضاف: عندما صعد مجلس القيادة إلى الحكم، تفاءل اليمنيون بأن هذا المجلس سيقود معركة التحرير، وخاصة أن كثيرًا من أعضائه هم قادة في الميدان، ولديهم قوة على الأرض، لكن مع الأسف الشديد، لم نرَ غير التنازلات، وآخرها هذا التنازل الذي رضخوا فيه للحوثيين وسلّموا الطائرة، وبعد ثلاثة أيام تم قصفها.
وتابع: هذا امتداد لتنازلات العام الماضي، وما قبلها، حيث تنازلوا عن مسألة قصف النفط، وقصف الموانئ النفطية، وأيضًا تنازلوا في مسألة العملة، وتنازلوا في مسألة الاتفاقات الجائرة.
وأردف: هذه التنازلات تظل عارًا على حكومة معترف بها دوليًا، ومدعومة من التحالف العربي، ومدعومة من الأمم المتحدة، ولديها كل الإمكانيات لتحرير هذه الأرض.
وزاد: أعذار رئيس مجلس القيادة بأن اليمن تحت البند السابع، أعذار واهية، للأمانة، لأن اليمن مدعومة من التحالف العربي، وكان لديها مضاد طيران في مأرب ومضاد طيران في عدن، ولكن مع الخلافات الأخيرة وتشتت الحكومة الشرعية وضعفها، تم سحب هذه المضادات، وبقيت المناطق مكشوفة، بينما الحوثي يملك مضادات وتمكن من إدخالها، وهو جماعة إرهابية محظورة دوليًا.