تقارير
الجيش يعلن الطرق الصحراوية منطقة عسكرية.. مكافحة للتهريب أم استباق لتصعيد حوثي؟
أعلنت وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة في الحكومة اليمنية الشرعية تصنيف الطريق الصحراوي الرابط بين محافظات حضرموت ومأرب والجوف وصولًا إلى مناطق التماس مع محافظة المهرة منطقة عمليات عسكرية، في إطار جهودها لفرض الأمن والاستقرار في المناطق الصحراوية.
وحذّرت الوزارة المسافرين من استخدام هذه الطرق ودعتهم إلى الالتزام بخطوط السير الرئيسية.
الحفاظ على سلامة المواطنين
يوضح المحلل العسكري الرائد مصطفى القحفة أن الطرق الفرعية في الصحراء الممتدة من أطراف الجوف باتجاه صنعاء، وشرقًا نحو حضرموت، كانت قبل ثلاث سنوات مناطق عمليات عسكرية، ولم يكن يُسمح للمسافرين بالمرور فيها إلا عبر طرق محددة.
وأضاف: “اليوم جاء هذا التعميم للحفاظ على سلامة المواطنين من أي اعتداء، سواء من المخربين أو الإرهابيين أو قطاع الطرق أو تجار المخدرات.”
وتابع أن البلاغ الأمني الصادر من الجهات العسكرية يهدف إلى منع السير في الطرق الصحراوية بين الجوف ومأرب وحضرموت باعتبارها مناطق عمليات عسكرية، مشيرًا إلى أن الهدف الرئيس هو حماية المدنيين، في ظل تنفيذ القوات العسكرية مهامًا لمكافحة الإرهاب والتهريب والتخريب.
وشدد البلاغ على الالتزام بالطرق الرسمية، وهي الطرق المؤدية من مأرب باتجاه صافر – الرويك – العبر – منفذ الوديعة وصولًا إلى حضرموت، وكذلك الصحراء الممتدة نحو المهرة.
وأشار القحفة إلى أن الإشكال الأكبر يتمثل في الخطوط الفرعية في الصحراء الممتدة من آخر جبهة العلم في الرويك باتجاه الجوف وصولًا إلى فرضة نهم لمسافة 200 كم، وهي المساحات التي تستغلها ميليشيا الحوثي في عمليات التهريب.
وكشف أن الحوثيين حاولوا قبل أسبوع التسلل إلى جبهة حويشان في الجوف، كما لم تسلم جبهة العلم من تحركاتهم، إذ تتسلل عناصرهم عبر الطريق الصحراوي حاملين هويات يمنية من محافظات صعدة وحجة وصنعاء، خصوصًا مديرية بني حشيش.
وأكد القحفة أن إصدار وزارة الدفاع ورئاسة الأركان هذا البلاغ جاء لحماية المواطنين والحد من تسلل الحوثيين إلى المناطق الشرقية (حضرموت والمهرة) ومنعهم من زرع الألغام والعبوات الناسفة.
خطة للسيطرة على الطرق
يقول رئيس تحرير موقع مارب برس، أحمد عايض، إن وزارة الدفاع اليمنية درست على مدى عامين المنطقة الجغرافية الممتدة بين مأرب والجوف وحضرموت، وخلصت إلى قناعة بأن تلك المساحات تشكل مسرح تحرك الخلايا الإرهابية والتخريبية.
وأضاف أن الوزارة وضعت خطة عسكرية وأمنية لإحكام السيطرة على الطرق الرئيسية المعبّدة، تقضي بمنع أي عابر في الصحراء من الوصول إلى الخط الأسفلتي إلا عبر منافذ محددة.
وأوضح أن حواجز ترابية ضخمة أُنشئت لمنع مرور السيارات من خارج هذه المنافذ، مضيفًا: “تم تحديد نقاط عبور بعينها حتى تكون بيانات جميع المسافرين لدى الأجهزة الأمنية والعسكرية.”
وأشار عايض إلى أن هذه الإجراءات جعلت الخلايا الإرهابية غير قادرة على الوصول إلى الطرق الرئيسية إلا عبر الممرات المراقَبة التي حددتها وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية.