تقارير
أسباب تفشي الأمراض في اليمن وسبل الحد من تداعياتها!
تشهد المحافظات الواقعة تحت نفوذ الحكومة الشرعية موجة مقلقة من تفشي الأوبئة، وسط مؤشرات صحية خطيرة تعكس ضعف البنية الطبية واتساع الفجوة في الخدمات الوقائية.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة في الحكومة اليمنية تسجيل 228 حالة وفاة بأمراض الحصبة وحمى الضنك والدفتيريا والتهاب السحايا والكوليرا، وأكثر من 55000 حالة إصابة، منذ مطلع العام الجاري.
هذه التحدّيات تضع القطاع الصحي أمام اختبار صعب، وتثير أسئلة مُلحة حول خطط الاستجابة ودور السلطات المحلية ومنظمات الإغاثة والمجتمع في مواجهة هذا الانفجار الوبائي.
-أرقام لا تعكس الواقع
يقول مدير عام مكافحة الأمراض والترصد الوبائي في وزارة الصحة العامة والسكان؛ الدكتور أدهم محمد عوض: "الأرقام المسجلة في برنامج الإنذار المبكر هي أرقام لا تعكس الواقع بشكل كبير؛ لأنها تقريباً تغطي 85% من المرافق الصحية في المحافظات المحررة، بسبب أن بعض المرافق الصحية والمرافق الخاصة لا تبلغ مباشرة إلى برنامج الإنذار المبكر".
وأضاف: "لكن هذه الأمراض، وأغلبها الوفيات من هذه الأمراض، هي أمراض قابلة للتنويع، والأمراض القابلة للتنويع يمكن الوقاية منها في هذه الحالات من الوفيات من خلال التطعيم الروتيني للأطفال".
وتابع: "لدينا حملات تطعيم للشلل، وأنشطة خارج الجدران، ومعنا برنامج بدأ من العام الماضي، وهذا من أجل عمل توعية للأطفال، وخاصة الفئات القابلة للتنمية أقل خمس سنوات".
-مأرب.. معاناة إضافية
يقول مدير مكتب الصحة في مأرب؛ الدكتور أحمد العبادي: "عندما نتكلم عن الوضع الصحي في محافظة مأرب هو ليس بمنأى عن المحافظات الأخرى، لكن نحن في محافظة مأرب نتيجة النزوح من جميع أرجاء اليمن، جعل المحافظة مفتوحة أمام كل المحافظات".
وأضاف: "هناك أوبئة منتشرة في المناطق التي تحت سيطرة الحوثيين بشكل كبير جداً، بسبب عدم التطعيم وعدم إعطائهم اللقاحات والاهتمام بهم".
وتابع: "على سبيل المثال الكوليرا عندنا 463 حالة، منذ مطلع العام إلى الآن، الدفتيريا عندنا 66 حالة، والحصبة عندنا 2996 حالة، وحمى الضنك عندنا 714 حالة، ومرض السحايا 64 حالة، سعال رغوي عندنا 43 حالة، وسعال ديكي عندنا 565 حالة".
وأردف: "هذه الحالات لبعض الأمراض؛ هناك حملات تطعيم، وهناك أنشطة توعوية وبرامج تطعيم، ولكن المشكلة أن النازحين عندنا على مدار اليوم، وعلى مدار السنة من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، وهم غير مطعّمين".
وزاد: "سكان محافظة مأرب حتى اليوم 397000 نسمة، والنازحين 3 ملايين نسمة، وأصبح سكان مأرب تقريباً 17%، وأصبحت عدد المخيمات نحو 209 مخيمات، تحوي أسرا من جميع أرجاء اليمن، وهناك أمراض".
وقال: "هناك أمراض كانت غير موجودة في محافظة مأرب في الماضي، كانت شبه معدومة وغير موجودة".