تقارير
احتمالات إمكانية تغيير النظام في إيران.. وما تأثير ذلك على مليشيا الحوثي في اليمن؟
قبل أيام، صرّح رئيس مجلس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن "ترامب عارض اغتيال المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي"، واليوم عاد نتنياهو ليقول إن "استهداف خامنئي سينهي القتال بين إيران وإسرائيل".
هذه التصريحات، إضافة إلى تصريحات أخرى، تدلّ على أن خيار تغيير النظام في طهران وارد لدى أمريكا وإسرائيل.
من جانبهم، لفت الكثير من المراقبين السياسيين إلى أنه، ومن خلال بنك الأهداف التي طالتها الغارات الإسرائيلية، فإن الهدف من ذلك هو تغيير النظام في إيران.
صراع إرادات
يقول الصحفي أحمد شوقي: "هناك صراع إرادات منذ نحو عامين بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو، حول مسألة مواجهة إيران وأذرعها في المنطقة".
وأضاف: "في هذا الصراع، هناك توجه من قبل الإسرائيليين نحو الحسم في الصراع مع إيران وأذرعها، وهناك حالة من التريث الأمريكي أو محاولة الضغط والتفاوض مع هذه الأطراف، تلافياً لوجود انفجار إقليمي ربما يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة".
وتابع: "مع قدوم ترامب، أو حتى قبل قدومه، كانت هناك خطوات كثيرة حدثت في لبنان وسوريا واليمن، وكان هناك إيقاف وتحجيم للمليشيا العراقية، وهناك ما يشبه النجاح السريع حققته إسرائيل، وكان بالنسبة للإدارة الأمريكية هذا تقدمًا مذهلًا، وربما هذا شجع الإسرائيليين على الخطوة التي اتخذوها الآن في مهاجمة إيران".
وأردف: "الآن هناك مساران؛ المسار الأول: هو مسار الضغط على إيران عسكريًا من أجل إجبارها على التفاوض لإنهاء برنامجها النووي، وإنهاء تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية، وتحجيم دورها الإقليمي، مقابل مزايا اقتصادية تُمنح لها في الداخل الإيراني".
وزاد: "المسار الثاني هو الذي ربما يسعى إليه نتنياهو، وتساهم فيه الآيباك واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على الأمريكيين وعلى ترامب بشدة، من أجل عملية تغيير النظام في إيران، وهذه المناورة داخلها أيضًا أمريكيون".
وقال: "الحديث الآن بشكل علني عن استهداف المرشد الأعلى الإيراني، وكأنه يبدو أقل جدية، من ناحية أن هذا نوع من الضغط على القيادة الإيرانية لإجبارها على التفاوض والرضوخ بسرعة، في ظل الصواريخ التي تنهال على المواقع الإستراتيجية والعسكرية والنووية الإيرانية".
وأضاف: "هناك وهم كبير جدًا حول القوة الإيرانية والقدرات الإيرانية، ويمكن أن يكون هناك قدر من الصحة في هذه الدعاية فيما يتعلق بالبرنامج الصاروخي الإيراني، لكن في الجانب العسكري ككل هناك حالة ضعف".
نحن أمام معضلتين
يقول المحلل السياسي الدكتور عبدالوهاب العوج: "النظام الإيراني لن ينهار، إنما سيكون هناك ضعف كبير جدًا، وسيكون هناك نقمة شعبية على النظام، بعد انتهاء المعركة التي من المؤكد أنها ستقضي على البرنامج النووي الإيراني، وسيكون هناك تذمر شعبي وانتفاضات شعبية قد تؤدي إلى إسقاط النظام".
وأضاف: "لكن في المقابل، مليشيا الحوثي قد رتبت أوراقها بشكل كبير جدًا، أمام خصوم ضعفاء مترددين لا يمتلكون القرار، ينتظرون ماذا ستقول لهم السعودية والإمارات حتى يتحركوا".
وتابع: "نحن أمام معضلتين؛
المعضلة الأولى: هي تجذر مليشيا الحوثي، ومزيد من السيطرة على كل أسباب القوة في اليمن، ودعمها من خلال النظرية القبلية، من خلال ما تسمى بالهضبة، والزيدية، وخليط من المفاهيم".
وأردف: "لن تنهار هذه المفاهيم بانهيار النظام الإيراني، الذي لا أتوقع أنه سيحدث قريبًا، لا في شهور ولا في سنوات".
وزاد: "المعضلة الأخرى هي أن الأطراف التي تقف للحوثي بالمرصاد، هي أطراف مفككة، لها هوى متعدد، تابعة لما تقوله السعودية والإمارات".