أخبار سياسية
هيومن رايتس: هجمات الحوثيين على سفن الشحن ترقى إلى جرائم حرب
اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" جماعة الحوثي بارتكاب انتهاكات جسيمة لقوانين الحرب تُعدّ جرائم حرب، عقب هجومين استهدفا سفينتي شحن تجاريتين في البحر الأحمر بين 6 و9 يوليو/تموز الجاري، أسفرا عن غرق السفينتين وسقوط ضحايا من أفراد الطواقم.
وذكرت المنظمة في بيان صدر اليوم أن الحوثيين أطلقوا صواريخ وزوارق مفخخة استهدفت السفينتين "MV Magic Seas" و"MV Eternity C"، رغم عدم وجود أي دليل على ارتباطهما بإسرائيل أو مشاركتهما في نزاع مسلح. وكانت إحدى السفينتين قد سلّمت مساعدات إنسانية إلى الصومال قبل استهدافها.
وأوضحت الباحثة في شؤون اليمن والبحرين بالمنظمة، نيكو جعفرنيا، أن "محاولة الحوثيين تبرير هذه الهجمات غير القانونية بذريعة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين لا تُعفيهم من المسؤولية القانونية".
ودعت جعفرنيا الحوثيين إلى إنهاء هجماتهم على السفن المدنية والإفراج الفوري عن ستة من أفراد الطاقم يُعتقد أنهم محتجزون لديهم.
وبحسب تحقيقات المنظمة، استخدمت القوات البحرية التابعة للحوثيين زوارق صغيرة وصواريخ لاستهداف السفينتين، ما أدى إلى اندلاع حرائق وغرق السفينتين تباعًا. وتشير المعلومات إلى مقتل أربعة من طاقم "إيترنتي سي"، بينما لا يزال مصير 11 فردًا مجهولًا، يُعتقد أن ستة منهم محتجزون لدى الحوثيين.
ونقلت "هيومن رايتس ووتش" عن مصادر بيئية تحذيرات من تسربات نفطية وكيماوية كبيرة تُهدّد الحياة البحرية في المنطقة، بما في ذلك سواحل إريتريا واليمن.
وقال الخبير البيئي اليمني عبد القادر الخراز إن السفينتين كانتا تحملان مواد خطرة مثل الأسمدة، وإن معالجة الأثر البيئي لتلك الحوادث "تفوق إمكانيات بلد يعاني من أزمة إنسانية كاليمن".
وأكدت المنظمة أن القانون الدولي الإنساني يحظر الهجمات على الأهداف المدنية غير المشاركة في النزاع، كما يحظر احتجاز المدنيين أو استخدام وسائل تؤدي إلى أضرار بيئية واسعة النطاق وطويلة الأمد.
وأشارت "هيومن رايتس ووتش" إلى أن إسرائيل بدورها شنت هجمات استهدفت البنية التحتية الحيوية في اليمن، بما في ذلك ميناء الحديدة ومطار صنعاء، فيما شن الحوثيون هجمات على مطار تل أبيب وأهداف مدنية داخل إسرائيل. واعتبرت المنظمة أن هذه الانتهاكات من الطرفين قد تُعدّ جرائم حرب.
واختتمت جعفرنيا تصريحها بالتشديد على أهمية "مساءلة جميع الأطراف عن انتهاكاتهم للقانون الدولي، ومعالجة التداعيات الإنسانية والبيئية العاجلة لهذه الهجمات".