باحث في الأمن الرقمي يكشف عن استخدام تقنيات إسرائيلية لفحص هواتف إعلاميين في حضرموت

أثار الناشط في مجال الحقوق الرقمية فهمي الباحث مخاوف بشأن ما وصفه بـ"استخدام محتمل" لأدوات فحص وتحليل الهواتف المحمولة التابعة لشركة «سيليبرايت» (Cellebrite) الإسرائيلية من قبل جهة أمنية حكومية في محافظة حضرموت – المكلا، في قضية تتعلق بأحد الإعلاميين المتهمين بالنشر على موقع فيسبوك.

وقال الناشط المدافع عن الحقوق الرقمية، في منشور على صفحته بمنصة فيسبوك، إن الوثائق المتوفرة تشير إلى أن تلك الأدوات، التي تُعد من التقنيات الحساسة القادرة على استخراج محتوى الأجهزة الشخصية بما في ذلك الرسائل والصور والمحادثات، قد استُخدمت دون وجود إشراف قضائي مستقل أو ضوابط واضحة، الأمر الذي يشكّل – بحسب قوله – "تهديدًا مباشرًا لحق الأفراد في الخصوصية وحماية بياناتهم".

وأضاف الباحث أن استخدام مثل هذه التقنيات يجب أن يكون محكومًا بإذن قضائي واضح وتحت رقابة مستقلة، مشددًا على أن انتهاك الخصوصية "غير مقبول أيًا كانت الجهة التي تقوم به"، سواء كانت جماعة الحوثي في مناطق سيطرتها أو أجهزة تابعة للحكومة.

وأشار إلى أن شركة «سيليبرايت» تخضع لأنظمة الرقابة الدولية على تصدير السلع ذات الاستخدام المزدوج في الاتحاد الأوروبي، ما يجعل استخدام أدواتها في دول النزاع مثل اليمن "انتهاكًا محتملاً للضوابط الدولية الخاصة بحقوق الإنسان".

ودعا الناشط السلطات القضائية، ممثلة بالنائب العام ومجلس القضاء الأعلى، إلى فتح تحقيق مستقل حول طبيعة استخدام هذه الأدوات، مطالبًا وزارة الداخلية بالإجابة عن جملة من الأسئلة، أبرزها: نوع أجهزة الفحص الرقمي المستخدمة، وجود تراخيص رسمية سارية من الشركة المورّدة، سياسات الاحتفاظ بالبيانات بعد الفحص، وعدد القضايا التي استخدمت فيها هذه الأدوات خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

كما طالب الباحث بتسريع الجهود لإقرار قانون وطني لحماية البيانات الشخصية، يضع ضوابط دقيقة لأي معالجة أو فحص للمعلومات الرقمية، ويضمن احترام الخصوصية وحرية الصحافة وحقوق الأفراد.