أخبار سياسية
إنتلجنس أونلاين: خلافات داخل صفوف مليشيا الحوثي وانشقاقات تهدد بنيتها العسكرية
من المتوقع أن تهيمن موجة جديدة من الانشقاقات على الأخبار العسكرية المتعلقة بمليشيا الحوثي خلال الأشهر المقبلة.
هذا ما أكده عبده أحمد عبده عواض، شيخ قبلي من منطقة حاضية في مديرية مقبنة بمحافظة تعز، في حديثه لموقع إنتليجنس أونلاين الفرنسي المتخصص بالتقارير الاستخباراتية .
هذا القائد، الذي كان يتولى قيادة السرية الثانية في اللواء السادس كرار (مشاة)، أعلن قبل أسابيع انشقاقه عن صفوف الحوثيين في مقطع فيديو نشره المكتب الإعلامي لألوية العمالقة، المندمجة ضمن القوات التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
وبحسب الشيخ، ورغم وجود إجماع داخل الجماعة حول الدفاع عن القضية الفلسطينية، فإن الاستراتيجية العسكرية للحوثيين في مواصلة استهداف إسرائيل أصبحت مثار جدل متزايد، خاصة أنها لم تحقق أي مكاسب ملموسة.
وعلى العكس من ذلك، يرغب بعض القادة من خارج الدائرة المقربة لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في التركيز على الصراع الداخلي والابتعاد عن “محور المقاومة” المرتبط بطهران وأجندته.
وتفيد التقارير بأن عشرات الضباط الكبار سلّموا أنفسهم للسلطات الشرعية خلال الأسابيع الأخيرة، لينضموا إلى معسكر الخصم.
معظم هذه الانشقاقات بقيت سرية، لكن بعضها ظهر إلى العلن، مثل انشقاق عبده عواض، وكذلك الشيخ صلاح الصلاحي، قائد اللواء العاشر صماد العامل في منطقة تعز، والذي تخلى عن مواقعه في الأول من أكتوبر.
وقد استقبلته وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان في الحكومة اليمنية الشرعية. ويُعد القادة القبليون مثل الصلاحي مكسبًا مهمًا للحوثيين في مجالات التعبئة والتجنيد والتنسيق الميداني وتأمين خطوط الإمداد، ما يجعل انشقاقهم ذا أثر كبير، خاصة إذا أدى إلى فقدان ولاء قبائلهم.
وفي السياق ذاته، تحدث عبده عواض عن الصراع بين القادة الكبار والخلافات الحادة التي تندلع عقب كل تغيير أو استبدال لضباط أو كوادر تم اغتيالهم من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل.
كما كشف القائد المنشق عن نقص فادح في الموارد على الخطوط الأمامية؛ فالجنود لا يتقاضون رواتب، ويفتقرون إلى أبسط الاحتياجات. ويُصرف القليل من المال لزيارات نادرة لعائلات المقاتلين، وتُدفع علاوة تسمى “رعاية” تصل أحياناً إلى 30 دولاراً فقط.
ولا يحصل المقاتلون سوى على الماء والقليل من الطعام ونبتة القات المنشطة تقليديًا. وتم تثبيت نظام بصمة على الجبهات يسجّل تحركات كل مقاتل بدقة.
وعلى صعيد اللوجستيات، تكون الذخيرة والوقود شبه معدومتين في بعض الأحيان، إذ تُخصَّص القدرات العسكرية — من الأسلحة المتطورة إلى الذخيرة والتعزيزات — للوحدات المرتبطة بالأسر القادمة من معقل الحوثيين في صعدة وما حولها.
ويُعتقد أن مقتل رئيس هيئة الأركان لدى الحوثيين، محمد الغماري، شكّل ضربة قاسية لهياكل الميليشيا، التي تتسم أساساً بقدر كبير من الفوضى؛ إذ كان الغماري الوحيد القادر على توفير التنسيق وفرض الانضباط، وكان على اتصال مباشر بالمستشارين العسكريين الإيرانيين، وهو الوحيد المخوّل بقيادة العمليات العسكرية.
وبحسب القائد المنشق، لا يزال قادة الحوثيين ملتزمين بالكامل بتوجيهات الحرس الثوري الإيراني عبر مستشارين ما يزالون موجودين في اليمن. فالضغط المتزايد على السعودية ليس مجرد مناورة حوثية للحصول على أموال إضافية من الرياض، بل هو أيضاً جزء من هدف إيراني واسع.
أما الترسانة الحوثية القادرة على الوصول إلى تل أبيب، فلا يزال إنتاجها يتم داخل اليمن، فيما تبقى الخبرة إيرانية بالكامل؛ إذ لا تمتلك الجماعة أي معرفة تقنية كافية، ويعمل مهندسون إيرانيون في مصانع سرية داخل اليمن لمساعدتها على تصنيع الطائرات المسيّرة والصواريخ والبنادق.