أخبار سياسية
الولايات المتحدة تنشر صورا لقاذفات شبحية خلال غارات على الحوثيين
نشرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) صورًا لقاذفات B-2 Spirit وهي تقلع من قاعدة جزيرة دييغو غارسيا في أبريل الماضي، في ما وصفته بـ”مهام قتالية”، في إطار الحملة الأمريكية ضد الحوثيين، وفق ما أورده موقع Task & Purpose الأمريكي المتخصص في أخبار الجيش والعمليات العسكرية والأمن القومي.
وأظهرت الصور، المنشورة على أرشيف الصور والفيديوهات الدفاعية DVIDS، قاذفات B-2 تقلع مدعومة بطائرات تزويد بالوقود KC-135 Stratotanker، ضمن نشر ست قاذفات وما يقارب 250 عنصرًا من قاعدة وايتمان الجوية في ميزوري، تحت لواء السرب القتالي 393، بهدف تنفيذ عمليات قتالية من الأراضي البريطانية في المحيط الهندي.
وتتزامن تواريخ الصور مع يوم شهد غارات مكثفة على ميناء ومطار الحديدة اليمنية، ضمن حملة قصف أمريكية استمرت ثلاثة أشهر، عُرفت باسم عملية "الفارس الخشن"، وأسفرت عن استهداف أكثر من ألف موقع للحوثيين، وفق بيانات البنتاغون.
وعند سؤال المتحدث باسم القوة الجوية الثامنة الأمريكية عن مهام القاذفات، قال:
"الوحدات التابعة للقوة الجوية الثامنة تنفذ عمليات عالمية بالتنسيق مع القيادات القتالية والخدمات والوكالات الحكومية المشاركة، للردع والكشف، وإذا لزم الأمر، التصدي للهجمات الاستراتيجية ضد الولايات المتحدة وحلفائها. وللحفاظ على الأمن العملياتي، لا نناقش تفاصيل التمارين أو العمليات."
وأظهرت العمليات في اليمن أن الحوثيين يمتلكون أنظمة دفاع جوي أكثر تطورًا مما كان متوقعًا، حسبما قال العقيد المتقاعد مارك غونزينجر، طيار اختبار سابق لقاذفة B-52 والمدير الحالي لمركز مستقبل المفاهيم وتقييم القدرات بمعهد ميتشل للدراسات الجوية والفضائية.
وأضاف غونزينجر: "لذلك نستخدم قاذفات B-2 وغيرها من الطائرات الشبحية القادرة على حمل أسلحة مخصصة لضرب الأهداف المحصنة والمدفونة بعمق، كما حدث في عملية ’مطرقة منتصف الليل‘ على المنشآت النووية الإيرانية."
وأشار إلى أن قاذفات B-2 تمتلك مدى طويلًا يسمح للجيش الأمريكي بتنفيذ ضربات في اليمن وإيران وأماكن أخرى دون نشر القوات الأمريكية في المنطقة، ما يحافظ على عنصر المفاجأة ويقلل من إمكانية كشف التحركات العسكرية.
وتابع غونزينجر:
"الجميع يعلم عندما تتحرك البحرية بحاملة طائرات إلى البحر الأحمر، فهذا واضح للجميع، أما معرفة ما إذا كانت قاذفة قد انطلقت من وايتمان أو ميوت، فهذا أمر أصعب بكثير."
واستمرت عملية "الفارس الخشن" من 15 مارس حتى 6 مايو، عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار برعاية سلطنة عُمان. وبحلول ذلك الوقت، كانت الطائرات الأمريكية قد ضربت أكثر من 1,000 هدف تابع للحوثيين.
وفي يونيو، شنّت قاذفات B-2 هجمات على ثلاث منشآت نووية إيرانية، مستخدمة 14 من القنابل الضخمة GBU-57، في عملية أطلق عليها اسم "مطرقة منتصف الليل"، التي اعتُبرت أكبر ضربة تاريخية لقاذفات B-2، وثاني أطول مهمة لهذه القاذفات في التاريخ.
وقال غونزينجر حول طبيعة هذه الأسلحة: "هذه أسلحة قصيرة المدى، ثقيلة الوزن، لكنها دقيقة ومصممة لضرب الأهداف الصعبة والمدفونة، وهي فعالة فقط عند إطلاقها من طائرات شبحية تستطيع اختراق الدفاعات الجوية المتقدمة."
وبحسب موقع Task & Purpose، تُعد هذه العمليات مثالًا على اعتماد الولايات المتحدة على القدرات الجوية الشبحية طويلة المدى لضرب أهداف استراتيجية في مناطق يصعب على الطائرات التقليدية الوصول إليها، سواء في اليمن أو إيران، دون الحاجة لإرسال قوات برية كبيرة، ما يقلل من المخاطر السياسية والاستخباراتية.