أخبار سياسية
المونيتور: الهجمات الحوثية على السفن هدفت لتشتيت انتباه واشنطن عن طهران
اعتبر تقرير دولي نشره موقع «المونيتور» أن الهجمات الأخيرة التي نفذتها جماعة الحوثي ضد السفن التجارية الدولية جاءت كرد مباشر على الحرب التي شنتها كل من إسرائيل والولايات المتحدة ضد إيران في يونيو الماضي، ضمن سياق تصعيد إقليمي متبادل بات يهدد أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأوضح التقرير أن استئناف الحوثيين هجماتهم على حركة الملاحة، بعد فترة من التراجع النسبي، يكشف عن رغبتهم في الإبقاء على الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي منخرطتين في الصراع، بهدف ممارسة ضغط عسكري وسياسي، وتوسيع نطاق المواجهة بما يتجاوز حدود قطاع غزة أو الضربات ضد إيران.
ونقل الموقع عن محللين ترجيحهم بوجود تنسيق مباشر بين الحوثيين وطهران في هذه الهجمات، خصوصًا بعد استهداف سفينتي «ماجيك سيز» و«إترنيتي سي» التجاريتين وإغراقهما، ما اعتُبر رسالة إيرانية غير مباشرة مفادها أن أي استهداف إسرائيلي–أميركي لإيران ستكون له ارتدادات واسعة في الإقليم، بما في ذلك تهديد واحد من أهم ممرات التجارة والطاقة العالمية.
وأشار التقرير إلى أن الإيرانيين يأملون أن تسهم هذه الهجمات في تشتيت انتباه واشنطن وتل أبيب عن طهران، ومنح إيران فرصة لالتقاط أنفاسها وإعادة تقييم وضعها العسكري والأمني بعد الضربات التي طالت منشآتها النووية في يونيو، والتي وصفت بأنها من أخطر الضربات التي تعرضت لها منذ سنوات.
وتأتي هذه التطورات في سياق أوسع، حيث بدأ الحوثيون منذ نهاية عام 2023 شن هجمات صاروخية وبالطائرات المسيّرة على السفن في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، بزعم دعم الفلسطينيين في قطاع غزة. وتسببت تلك الهجمات في اضطراب حركة التجارة الدولية، وارتفاع تكاليف التأمين والشحن، فضلاً عن اضطرار عدد من شركات الشحن الكبرى إلى تغيير مساراتها لتجنب العبور عبر البحر الأحمر.
وردًا على ذلك، شكّلت الولايات المتحدة وحلفاؤها عملية بحرية أُطلق عليها اسم «حارس الازدهار» (Prosperity Guardian) لحماية السفن، لكن الحوثيين استمروا في توسيع عملياتهم حتى شملت سفنًا لا تربطها صلات مباشرة بإسرائيل.
ويرى محللون أن تصاعد الهجمات مؤخراً، في أعقاب الضربات الإسرائيلية والأميركية ضد إيران في يونيو الماضي، يعكس طبيعة العلاقة العضوية بين الحوثيين وطهران، التي تستخدم وكلاءها الإقليميين لتوسيع جبهات المواجهة والضغط على خصومها عبر تهديد ممرات حيوية تمثل شريانًا رئيسيًا للتجارة والطاقة العالمية.