أخبار سياسية
الفاو تحذّر من تقلبات مناخية حادة تؤثر على الأمن الغذائي في اليمن
حذّرت نشرة الإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية في اليمن، الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، من استمرار تقلبات الطقس التي تهدد المحاصيل الزراعية والأمن الغذائي في عدد من المحافظات اليمنية، وسط توقعات بهطول أمطار غزيرة وارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة من 21 إلى 30 يوليو 2025.
وبحسب النشرة، فإن عددًا من المناطق الزراعية في اليمن، لا سيما المرتفعات، ستشهد هطول أمطار "فوق المتوسطة"، ما يزيد من احتمالات حدوث فيضانات وانجرافات في التربة، مع ما يرافق ذلك من مخاطر على زراعة الحبوب والبقول والمراعي. كما حذر التقرير من تداعيات ارتفاع درجات الحرارة في مناطق متعددة، بما في ذلك سهل تهامة وأجزاء من حضرموت وشبوة، حيث يُتوقع أن تتجاوز معدلات الحرارة المستويات الطبيعية لهذا الوقت من العام.
وذكرت النشرة أن هذه الظروف المناخية المتطرفة من شأنها التأثير سلبًا على نمو المحاصيل، وخاصة في الأراضي المروية، وقد تؤدي إلى تراجع الإنتاج الزراعي وتدهور الموارد المائية والمراعي، ما يعمّق من معاناة السكان في ظل الأوضاع الإنسانية المتردية.
ودعت الفاو الجهات المعنية والمزارعين إلى اتخاذ تدابير وقائية عاجلة، بما في ذلك تعزيز خطط الطوارئ، ومراقبة مصادر المياه، وتوفير دعم فني للفلاحين للتعامل مع تداعيات هذه الظواهر.
وكانت هيئة الأرصاد الجوية اليمنية أصدرت قبل أيام تنبيهًا من موجة حر شديدة يُتوقع أن تضرب المناطق الساحلية، لاسيما محافظتي الحديدة وحضرموت، حيث قد تصل درجات الحرارة إلى ما فوق 43 درجة مئوية خلال الأسبوع الأخير من يوليو 2025، ما يشكّل خطرًا على الزراعة والماشية وصحة السكان.
كما حذرت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في تقرير نشر منتصف يوليو الجاري من أن استمرار الظواهر المناخية المتطرفة، خاصة الأمطار الغزيرة المصحوبة برياح قوية، أدى بالفعل إلى تضرر مساحات واسعة من الأراضي المزروعة في محافظات إب وذمار وتعز، وتسبب في خسائر مباشرة لمزارعين يعانون أصلاً من محدودية الموارد والدعم.
وفي مايو الماضي، أطلقت "برنامج الأغذية العالمي" (WFP) تحذيرًا مماثلاً بشأن المخاطر المناخية التي تهدد الأمن الغذائي في اليمن، وأشار إلى أن نصف السكان تقريبًا يعتمدون بشكل مباشر على الزراعة لتأمين جزء من غذائهم أو دخلهم، ما يجعلهم عرضة بشكل خاص لتقلبات المناخ.
يشار إلى أن اليمن يعتمد بدرجة كبيرة على الزراعة كمصدر دخل ومعيشة لما يقارب نصف السكان، إلا أن هذا القطاع يعاني هشاشة شديدة بفعل سنوات الحرب والصراع المستمر منذ 2015، وما رافقه من تدمير للبنية التحتية، ونقص في الخدمات الزراعية، وصعوبات في الحصول على المدخلات الزراعية مثل البذور والأسمدة.
وفي السنوات الأخيرة، ازدادت حدة الظواهر المناخية المتطرفة مثل الفيضانات المفاجئة والجفاف وارتفاع درجات الحرارة خارج معدلاتها الطبيعية، وهي عوامل فاقمت من تراجع الإنتاج الزراعي وأدت إلى فقدان مساحات زراعية واسعة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن هذه التغيرات المناخية لا تؤثر فقط على المحاصيل، بل تؤدي أيضًا إلى تدهور التربة، وفقدان خصوبتها، وانخفاض كميات المياه المتاحة للري، وهو ما يعمّق أزمة الأمن الغذائي في بلد يعاني أصلاً من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.