إسرائيل تختبر سفنها ضد الحوثيين

في تصعيد نوعي ومباشر، شنت البحرية الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، أولى ضرباتها البحرية ضد الحوثيين في اليمن، مستهدفة أرصفة ميناء الحديدة غربي البلاد، في إطار ردها على الهجمات المتكررة التي تنفذها الجماعة ضد أهداف إسرائيلية في العمق، باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن الضربات نفذت عبر سفن حربية، بعد تسع موجات سابقة من الهجمات الجوية.

وسبق العملية تحذير رسمي وُجّه عبر منابر متعددة بإخلاء موانئ الحديدة الثلاثة: الحديدة، رأس عيسى، والصليف، بحجة استخدامها في “عمليات تهدد الملاحة والأمن الإقليمي”، بحسب البيان العسكري.

وأعقبت العملية تصريحات حادة لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي كتب على منصة “إكس” (تويتر سابقًا): “حذرنا منظمة الحوثي الإرهابية من أنها إذا استمرت في إطلاق النار على إسرائيل، فإنها ستواجه ردًا قويًا، وستدخل في حصار بحري وجوي”.

من جانبها، أقرت جماعة الحوثي بوقوع الهجمات الإسرائيلية على ميناء الحديدة، مشيرة إلى استهداف رصيف الميناء في غارتين جويتين، دون أن تقدم تفاصيل دقيقة حول حجم الخسائر أو طبيعة الأضرار.

وتصاعدت المواجهات غير المباشرة بين إسرائيل والحوثيين منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، حيث انضمت الجماعة إلى “محور دعم غزة”، عبر تنفيذ هجمات صاروخية ومسيّرة على مواقع في إسرائيل، كان أبرزها استهداف مطار بن غوريون وميناء إيلات، وإدراج ميناء حيفا ضمن بنك أهدافها.

وتعد هذه الضربة البحرية الإسرائيلية تحولًا في قواعد الاشتباك مع الحوثيين، وقد تمهد لتوسيع مسرح العمليات في البحر الأحمر، وهو ممر استراتيجي تمر عبره نحو 12% من التجارة العالمية.

وفيما يهدد وزير الدفاع الإسرائيلي بفرض حصار شامل على مناطق سيطرة الحوثيين، تواصل الجماعة التأكيد على استمرار عملياتها ضد إسرائيل “حتى توقف حرب الإبادة في غزة”، وسط اتهامات متصاعدة بأنها تنفذ أجندات إيرانية تحت غطاء دعم الفلسطينيين.