أخبار محلية
تعز تغلي بالاحتجاجات.. تظاهرة نسوية تطالب بالخدمات وأخرى تنشد العدالة
تشهد محافظة تعز موجة احتجاجات شعبية متصاعدة، تتركز في معظمها على غياب الخدمات الأساسية، وتفاقم الأوضاع المعيشية، إلى جانب تجاهل السلطة المحلية لأحكام القضاء وحقوق المواطنين، وسط اتهامات بإدارة الفساد وتغذية الأزمات.
ففي قلب مدينة تعز مركز المحافظة، نفذت عشرات النساء وقفة احتجاجية أمام مبنى السلطة المحلية، للمطالبة بتوفير مياه الشرب، في ظل أزمة حادة تضرب المدينة منذ أيام، دفعت بالأسر، لا سيما النساء، إلى الوقوف في طوابير طويلة لتأمين احتياجاتهن من المياه.
ورفعت المشاركات لافتات وهتافات تُحمّل الحكومة والسلطة المحلية مسؤولية تدهور الخدمات، متهمات المسؤولين المحليين بإدارة شبكة فساد ممنهجة، والتقاعس عن معالجة الأزمات الخانقة التي يدفع ثمنها المواطنون، مجددات التأكيد على استمرار تحركهن الاحتجاجي حتى تحقيق مطالبهن المشروعة.
وفي سياق متصل بالأوضاع المتردية داخل المدينة، نظّمت نقابة المهن الفنية الطبية وقفة احتجاجية أمام مركز 14 أكتوبر الصحي للأمومة والطفولة، تنديدًا بما وصفته بالاعتداءات المتكررة من قبل مالكي محطة غاز مجاورة للمركز، صدرت بحقها أوامر قضائية بالإزالة لم تُنفّذ حتى اللحظة.
ورفع المحتجون لافتات تطالب بتنفيذ الحكم القضائي العالق، مشيرين إلى أن وجود المحطة يمثل تهديدًا مباشرًا لحياة المرضى والعاملين وسكان الحي، في ظل تعرض الطاقم الطبي للتهديد بالقتل والاعتداءات اللفظية.
وأكدت النقابة في بيان رسمي أن استمرار بقاء المحطة يهدد بإغلاق المركز الصحي الذي يقدم خدمات مجانية لآلاف المواطنين، مطالبة السلطة المحلية والأجهزة الأمنية بالتحرك العاجل لحماية المرافق الطبية وإنفاذ القانون.
أما في الريف الغربي للمحافظة، وتحديدًا في مديرية جبل حبشي، فقد خرج العشرات من المواطنين في تظاهرة احتجاجية ضد مشروع حفر الآبار الارتوازية ضمن ما يُعرف بـ"مشروع مياه الشيخ زايد"، مطالبين بإيقافه حفاظًا على بيئتهم ومواردهم الزراعية.
ويخشى المحتجون من أن يؤدي تنفيذ المشروع إلى استنزاف الحوض المائي في المديرية، وجفاف الأراضي الزراعية التي يعتمد عليها مئات السكان كمصدر دخل أساسي، مطالبين بتوجيه التمويل نحو إعادة تأهيل مشروع مياه تعز القائم بدلًا من العبث بالموارد الطبيعية.
ورفعوا لافتات تحذر من "كارثة بيئية" و"نزاع اجتماعي محتمل"، داعين رئيس مجلس القيادة الرئاسي ونائبه إلى التدخل السريع قبل اتساع رقعة الاحتقان.
تأتي هذه التحركات في وقت يعيش فيه سكان تعز ظروفًا إنسانية صعبة في ظل استمرار الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي على مداخل المدينة الرئيسية، وعجز السلطة المحلية عن القيام بمسؤولياتها، ما جعل تعز نموذجًا صارخًا لتراكم المعاناة في بلد أنهكته الحرب والفساد وغياب الدولة.